كشف بحث داخلي أجرته شركة فيسبوك أن الأخيرة تُدرك أن تطبيق إنستغرام يُشوّه الصورة الجسدية لدى واحدةٍ من بين كل ثلاث مراهقات يستخدمن التطبيق، كما أنه سبب في دفعهن للتفكير بقرارات تلحق أضراراً بهن.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، إن موقع إنستغرام الخاص بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو، والمملوك لفيسبوك، هو المسؤول عن الأفكار الانتحارية لدى مستخدميها من صغار السن، وهو الأمر الذي قال باحثون إنه يُؤثّر على المراهقات البريطانيات اللواتي يستخدمن التطبيق بدرجة تُقارب ضعف تأثيره على المراهقات الأمريكيات.
في البحث الذي أجرته فيسبوك، لامت المراهقات من البلدين موقع إنستغرام لأنه يُشعرهن بالقلق والاكتئاب، وفقاً للنتائج التي نُشِرَت لأول مرة في صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
كتب باحثو فيسبوك أن "32% من المراهقات قلن إنهن حين كن يشعرن بالسوء حيال أجسادهن؛ وجدن أن إنستغرام يزيد تلك المشاعر سوءاً. حيث يُمكن للمقارنات على إنستغرام أن تُغيّر نظرة المراهقات لأنفسهن وطريقة وصفهن لأجسادهن. وتلوم المراهقات إنستغرام على زيادة معدلات القلق والاكتئاب. وكان رد الفعل هذا عفوياً ومتسقاً لدى كافة المجموعات".
أظهر البحث أن 13% من المستخدمات البريطانيات، و6% من المستخدمات الأمريكيات قُلن إن إنستغرام هو السبب الأصلي لرغبتهن في قتل أنفسهن.
تشير صحيفة The Times إلى أن المستخدمين الأصغر من 22 عاماً، يمثلون نسبة 40% من مستخدمي إنستغرام، "أي أن إنستغرام يحظى بموقعٍ متميز للتجاوب مع الشباب وكسب ودهم. وهذا مسارٌ يسمح بالنمو في حال واصل التطبيق على نفس المسار".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس في مارس/آذار العام الجاري: "تُشير الأبحاث التي رأيناها إلى أن استخدام التطبيقات الاجتماعية للتواصل مع الآخرين، قد تكون له مكاسب إيجابية في ما يتعلق بالصحة العقلية".
لكن التقرير المُسرّب عن البحث المذكور يُشير إلى أن زوكربيرغ قد شاهد عرضاً تقديمياً عن نتائج هذا البحث تحديداً عام 2020.
خلص الباحثون إلى أن بعض المشكلات ترتبط بإنستغرام تحديداً وليس الشبكات الاجتماعية في العموم، وهذا صحيحٌ على نحوٍ خاصٍ فيما يتعلّق بـ"المقارنة الاجتماعية"، حيث يُقدّر الناس قيمتهم الخاصة بالمقارنة مع جاذبية وثراء ونجاح الآخرين، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
بدورهم، علّق المسؤولون عن التطبيق قائلين: "السؤال الذي يدور في خلد العديدين هو ما إذا كانت الشبكات الاجتماعية جيدةً أم سيئة. ونتائج الأبحاث المتعلقة بهذه النقطة متضاربة، حيث يمكن لهذه المنصات أن تكون جيدةً أو سيئة".
أضاف المسؤولون: "في إنستغرام، ندرس مكاسب ومخاطر ما نفعله. ونحن فخورون لأن تطبيقنا يُمكنه أن يمنح صوتاً للفئات المهمشة، وأن يُساعد الأصدقاء والعائلة في البقاء على اتصال… لكننا ندرك في الوقت ذاته أنّه مكانٌ يُمكن أن يمنح الناس تجارب سلبية كما أوضحت Wall Street Journal اليوم. ووظيفتنا هي ضمان أن يُراود الناس شعورٌ جياد حيال تجربتهم على إنستغرام، وتحقيق ذلك هو أمرٌ يهمنا للغاية".