قالت صحيفة The Times البريطانية إن الرجل، الذي كان يُلقب في فيتنام باسم "طرزان الفيتنامي" لأنه عاش 41 عاماً من عمره منعزلاً في الغابة، تُوفي بمرض السرطان بعد ثماني سنوات من عودته إلى الحياة المدنية.
الصحيفة أشارت في تقريرها الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، إلى أن الرجل الذي يُدعى فان لانغ وكان يبلغ من العمر 52 عاماً، خرج من غابات وسط فيتنام في عام 2013 مع والده المسن فان تانه، الذي انعزل في الغابة بداية من عام 1972 خلال الحرب الأمريكية على فيتنام.
41 عاماً من العزلة في الغابة
عند خروجهما، كان الاثنان يرتديان ملابس مصنوعة من لحاء الأشجار لا تغطي إلا عورتيهما، وقالا إنهما عاشا على نباتات الغابة والذرة التي زرعوها والحيوانات التي اصطادوها، ولم يكن لهم أي تواصل تقريباً مع السكان الآخرين في منطقة ترا بونغ بمقاطعة كوانغ نغاي.
وفقاً لوسائل الإعلام الفيتنامية، فإن الأب تانه، الذي تُوفي في عام 2017 عن عمر يناهز 86 عاماً، كان جندياً قاتل على ما يبدو مع قوات الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام (الفيت كونغ) التي قاتلت الولايات المتحدة في فيتنام وهزمتها في النهاية.
يورد موقع VNExpress أن تانه طرزان الفيتنامي فقد اتزانه العقلي بعد وفاة والدته وابنيه الكبيرين في القصف، واستخدم العنف مع زوجته، وبعد أن اعتدى عليها انسحب إلى الغابة مع ابنه لانغ، الذي كان يبلغ من العمر عامين.
اقتنع الأب وابنه بالعودة إلى قريتهما بعدما تراجعت صحة الوالد تانه. وعاش الابن لانغ مع أخيه وعملا معاً في مزرعة وتحسنت علاقته مع أبناء وبنات أخيه.
خروج طرزان الفيتنامي ووفاته
قال ألفارو سيريزو، المصور الذي تعقب الأسرة في عام 2015: "كانوا يهربون دائماً عندما يرون الناس من مسافة بعيدة"، وعندما سُئل لانج عما إذا كان يعرف ما هي الأنثى؟ قال: "والدي لم يشرحها لي مطلقاً لكني رأيت أشخاصاً في الغابة مؤخراً".
أضاف سيريزو: "الأكثر إثارة للدهشة أنه اليوم، على الرغم من قدرته على التمييز بين الرجال والنساء، إلا أنه لا يزال لا يعرف الفرق الأساسي بينهما". وتابع: "لانج أكثر البشر روعة الذين قابلتهم في حياتي، إنه لا يعرف ما هو الجيد أو السيئ".
بينما وصف شقيق طرزان الفيتنامي الذي غادر الغابة منذ فترة طويلة قائلاً: "لانج طفل في جسد رجل. لا يفهم الكثير من المفاهيم الاجتماعية. قضى لانج حياته كلها في الغابة. إذا طلبت منه أن يضرب شخصاً ما، سيفعل ذلك بقسوة".
تابع أخ طرزان الفيتنامي: "إنه لا يعرف الفرق بين الخير والشر. إنه مجرد طفل، لا يعرف شيئاً. معظم الناس يعرفون ما هو جيد وسيئ في الحياة، لكن أخي لا يعرف".
لكن في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كشف التشخيص إصابة لانغ بسرطان الكبد المتعذر علاجه. وقد كان يأمل في الشفاء حتى يتمكن من رؤية أطفال أخيه وهم يكبرون.
مع ذلك، فقد توفي يوم الإثنين 13 سبتمبر/أيلول وعائلته من أبناء وبنات أخيه في رعايته وإلى جانب سريره.