يُدرب علماء أبقاراً في حظائر بألمانيا على قضاء حاجتها في مراحيض خاصة بها، من أجل تقليل حجم التلوث في العالم، الناجم عن قطعان الأبقار.
صحيفة The Times البريطانية نقلت، الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، عن البروفيسور ليندسي ماثيوز، خبير سلوك الحيوان في جامعة أوكلاند، قوله إن "الأبقار التي تعلمت خطوات استخدام المرحاض بسرعة كانت مثل الأطفال الذين يتعلمونها بسرعة، إنها ذكية".
أشار ماثيوز إلى أنه تعاون مع زملائه الألمان، لإثبات أنه لا يمكن تعليم العجول "الانتظار" فحسب، وإنما المشي إلى حظيرة المراحيض التي تحتوي على النفايات وتمنعها من دخول التربة والممرات المائية.
كتب الباحثون في مجلة Current Biology أن نتيجة هذا التدريب تكشف عن "فرصة غير مستغلة حتى الآن لتسخير القدرات المعرفية للحيوانات" للمساعدة في حل المشكلات البيئية الملحة.
بحسب الصحيفة، جرى تدريب الـ16 بقرة المشاركة في الدراسة بطريقة التوبيخ والمكافأة. فكانت الأطواق المحيطة بأعناقها تصدر اهتزازاً مزعجاً إذا بدأت تتبول في المكان الخطأ.
ثم سرعان ما تعلمت معظم الأبقار المشي مسافة قصيرة إلى حظيرة المراحيض الخضراء، وتُكافأ بالطعام اللذيذ إذا تبولت هناك.
تلقت هذه الأبقار تدريباً لمدة 15 يوماً، وتعلَّم أغلبها مجموعة المهارات الكاملة بعد حوالي 20 أو 25 مرة تبول، وهي مدة قريبة من التي يستغرقها الأطفال في سن الثالثة والرابعة لتعلم استخدام المرحاض.
هذا الاكتشاف يبعث الأمل في أنه بإمكان نيوزيلندا، أكبر مُصدِّر لمنتجات الألبان في العالم، الحد من تلوث أنهارها وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن بول أبقارها الستة ملايين.
في العام الماضي، توصل تقرير حكومي إلى أن ما يقرب من 60% من أنهار البلاد تحمل تلوثاً أعلى من المستويات المقبولة، والجزء الأكبر منه من الأبقار.
يُشار إلى أن بول البقر غني بالنيتروجين، وحين يتحلل في التربة ينتج عنه مادتان إشكاليتان، النترات وأكسيد النيتروز.
تتسرب النترات إلى البحيرات والأنهار فتلوث المياه وتساهم في النمو المفرط للأعشاب والطحالب، أما أكسيد النيتروز، وهو غاز دفيئة طويل العمر أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون، ويمثل 12% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في نيوزيلندا.