أكد الدكتور كاران راغ، وهو طبيب يعمل بهيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية، أن أكثر من 98% من الناس يحتاجون إلى استخدام مزيل العرق، ومطالبون بالاستمرار في استخدامه، لكنه أوضح أنه يُحتمل أن يكون هناك بعض الناس، ونسبتهم لا تزيد على 2% في العموم، من المحظوظين الذين يمكنهم التخلي عن مزيلات العرق والاحتفاظ بشعورِ الانتعاش وعدم الحاجة إليه في الوقت نفسه.
حسب تقرير لصحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد 5 سبتمبر أيلول 2021، فإن الطريقة الأيسر بالطبع لاختبار ما إذا كان مزيل العرق غير ضروري لك هي مغادرة المنزل لفترة من الوقت وبذل بعض المجهود والتجول، لتتبين ما إذا كانت الرائحة الكريهة ستبدأ في انتيابك أم لا، لكن إذا كنت لا تريد تعريض نفسك لذلك، فإن هناك طريقة جديدة أنسب، وهي فحص شمع الأذن، حسب ما يقوله الدكتور راغ.
للأمر علاقة بجين معين
في مقطع فيديو منشور على موقع تيك توك، يشرح الدكتور راغ أنه: "إذا كنت أحد الذين لديهم طفرة في جين ABCC11، فإن جسمك لا ينتج بروتيناً معيناً في عرق الإبط تتغذى عليه البكتيريا، وهو الذي يتسبب في هذه الرائحة السيئة الصادرة عن منطقة تحت الإبط. ولما كان نحو 2% من البشر لديهم هذه الطفرة الجينية، ومنهم معظم الكوريين، فإن هؤلاء لا حاجة بهم إلى القلق بشأن الرائحة الكريهة للإبط لأنهم يحملون هذه الطفرة".
يتابع راغ بالقول: "الجين ABCC11 مسؤول أيضاً عن نوع شمع الأذن الخاص بك. فإذا كان لديك شمع أذن رطب، فلديك جين الإبط الذي يصدر الرائحة الكريهة. أما إذا كان شمع أذنك جافاً، فلديك فرصة لتوفير الكثير من الأموال التي تنفقها على مزيلات العرق".
بطبيعة الحال، فإن الأشخاص الذين لديهم هذه الطفرة الجينية يتعرقون أيضاً، لكن عرقهم لا يصدر رائحة كريهة، ويمكن سؤال الكوريين للتيقن من ذلك.
كانت دراسة سابقة أجرتها جامعة بريستول البريطانية كشفت أن 2% فقط من البريطانيين يحملون هذا الطفرة الجينية.
ويذهب الباحثون في الدراسة إلى أن العلاقة بين رائحة الإبطين الكريهة وشمع الأذن قد تكون معتمدة على إنتاج الأحماض الأمينية، وتستهدف الدراسة إعادة تشكيل عادات الشراء المتعلقة بمزيلات العرق والتخلي عن شرائها بوصفها مشتريات غير ضرورية للأشخاص الذين لا يحتاجون إليها.
ماذا على الآخرين أن يفعلوا؟
أما إذا كنت أحد المنتمين للغالبية العظمى من البشر، فإن إيميلي وايت، وهي خبيرة تعمل لصالح شركة Wild للعطور، توصي بعدة خطوات للإبقاء على رائحة الإبط لطيفة؛ أولاها هو الاعتناء بالإبطين والعناية به تماماً بنفس القدر الذي تعتني به ببشرة الوجه.
تقول وايت: "ينبغي منح الإبطين مزيداً من الاهتمام مثل أجزاء الجسم الأخرى، ويشمل ذلك استخدام غسول الاستحمام المطهر لمنطقة تحت الإبط كجزء من الروتين الصباحي اليومي الخاص بالاستحمام. وفي الأشهر الحارة، يجب مضاعفة هذه الاهتمام وتنظيف الإبطين كل مساء قبل النوم".
كما توصي وايت بالتقشير اللطيف لمنطقة ما تحت الإبط لإزالة خلايا الجلد الميتة وتنظيف المسام، واستخدام مرطب عدة مرات في الأسبوع لتلطيف المنطقة بعد ذلك.
أما إذا كنت تخاف رائحة الإبطين الكريهة حقاً، فتوصي وايت بتجربة مزيل العرق الخالي من الألمنيوم، فبعض مضادات التعرق تحتوي على مادة الألمنيوم، وهي ما تسبب ظهور بقع صفراء-بيضاء على الملابس عند ملامستها للعرق.
قبل أن تختتم كلامها بالقول: "أوصي بالبحث عن المنتجات التي تحتوي على نشا التابيوكا، وهو مسحوق ماص يُستخرج من جذور نبتة الكاسافا، وهي تحافظ على جفاف الإبطين دون انسدادٍ للغدد العرقية. وهناك منتج آخر، هو صودا الخبز، وهي مادة مضادة للبكتيريا، فهي تمنع روائح الجسم الكريهة، بل تبقي رائحتك منعشة طوال اليوم، حتى في الأيام الحارة مثل هذه".