توفي الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021 عن عمر 96 عاماً المؤلف الموسيقي اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي أسهمت موسيقاه الخالدة في فيلم (زوربا اليوناني) عام 1964 في ترسيخ صورة البلد المشمس السعيد في عيون ملايين السائحين.
اشتُهر هذا المقاوم السابق بتأليف موسيقى فيلم "زوربا اليوناني" التي صدحت في أنحاء العالم أجمع، كما أن له مكانة خاصة لدى الفلسطينيين، إذ شارك في تلحين وتوزيع النشيد الوطني الفلسطيني "فدائي"، وعانى الراحل في السنوات الأخيرة مشاكل في القلب.
بقامته الطويلة وهيئته المفكرة وشعره المتموج، أطلقت موسيقى ثيودوراكيس رؤيته الخاصة للعالم: رؤية تقدمية وديمقراطية للشيوعية، وقالت وزيرة السياحة اليونانية لينا ميندوني: "اليوم فقدنا جزءاً من روح اليونان. ميكيس ثيودوراكيس، ميكيس المعلم والمثقف والثوري، ميكيس اليوناني، رحل".
لميكيس ثيودوراكيس المولود في 29 يوليو/تموز 1925 في خيوس الواقعة في بحر إيجه لعائلة من جزيرة كريت، مجموعة ضخمة من الأعمال، وهو أشهر الملحنين اليونانيين، وأصبح رمزاً للمقاومة في اليونان على مرّ الأجيال.
حياة ميكيس ثيودوراكيس
بعد توقيفه لمشاركته في مقاومة النازيين عامي 1942 و1943، تعرض للتعذيب في سجن جزيرة ماكرونيسوس، الذي أودع فيه لانخراطه مع الشيوعيين بين عامي 1947 و1949 في الحرب الأهلية التي نشبت في البلد عقب الحرب العالمية الثانية.
إلا أن النشاط السياسي لثيودوراكيس الذي نال شهادة كونسرفتوار أثينا للموسيقى عام 1950، لم يثنِه عن العمل الفني، فلحن في عام 1960 قصائد لشعراء يونانيين كبار.
فيما كان يشغل مقعداً نيابياً عن حزب "إيدا" اليساري، وضع في عام 1964 موسيقى فيلم "زوربا اليوناني". وأصبح اللحن الرئيس لهذا الفيلم بمثابة نشيد يرمز إلى اليونان وأجوائها وثقافتها.
أوقف ثيودوراكيس منذ بداية ديكتاتورية الكولونيلات في 21 أبريل/نيسان 1967، وفُرض حظر على أعماله الموسيقية. وبعد إطلاقه عام 1970 بضغط دولي، انتقل للعيش في باريس، لكنه رجع من منفاه بعد عودة الديمقراطية إلى بلده عام 1974.
بين العامين 1981 و1986، كان ثيودوراكيس نائباً عن الحزب الشيوعي اليوناني. وفي السنتين الأوليين من التسعينيات، تولى منصباً وزارياً من دون حقيبة في حكومة كونستانتين ميتسوتاكين المحافظة.