قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، إن شركة "كوكاكولا" للمشروبات الغازية تواجه أزمة جديدة في سلاسل التوريد، كان ضحيتها هذه المرة قطاع التعبئة في بريطانيا والقارة الأوروبية، بعد أن واجهت الشركة "نقصاً حاداً في عبوات الألومنيوم" التي تُستخدم لتعبئة المشروبات الغازية.
يأتي الكشف عن ذلك بعد أن انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات للمستهلكين عن الأسباب وراء عدم توافر منتجات الشركة، مثل "دايت كولا" و"كوك زيرو"، في أماكن مختلفة خلال الأسابيع الأخيرة.
تحديات لوجستية
من جهتها، قالت شركة Coca-Cola Europacific Partners (CCEP)، المسؤولة عن تصنيع وتعبئة ونقل وبيع منتجات كوكاكولا ومشروبات غازية أخرى، مثل مشروبات "فانتا" و"سبرايت"، في 29 دولة من دول أوروبا وآسيا، إنها واجهت "عدداً من التحديات اللوجستية" في الفترة الأخيرة، دون مزيد من التفاصيل.
بدوره، صرَّح نيك جهانجياني، كبير الإداريين الماليين في الشركة، بأن الشركة سبق أن واجهت عوارض فيما يتعلق بتوافر سائقي الشاحنات الثقيلة لنقل المنتجات، لكنها حرصت على إحكام إدارتها لسلسلة الإمداد في أثناء الجائحة؛ للحفاظ على عمليات التسليم للعملاء بلا أي مشكلات.
جهانجياني أضاف: "نحن سعداء جداً بعملنا في ظل الظروف التي مررنا بها، وأيضاً بحفاظنا على مستويات خدمة أعلى بكثير من منافسينا في السوق. لكن ذلك لا يمنع أننا لانزال نواجه بعض التحديات والعوارض اللوجستية، كما هو الحال مع كل القطاعات الأخرى، والنقص الذي نعانيه في عبوات الألومنيوم هو إحدى التحديات الرئيسية لنا الآن، لكننا نعمل بالتعاون مع عملائنا لإدارة الأمر بنجاح".
نقص في سائقي الشاحنات
كان النقص في سائقي الشاحنات الثقيلة، والذي تفاقم بسبب كل من جائحة كورونا وقبلها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أدَّى إلى معاناة التجار لتوفير السلع في متاجرهم.
ففي أواخر الشهر الماضي، قالت سلسلة المطاعم السريعة "ماكدونالدز" إن المشروبات الغازية وعبوات الحليب المخفوق كانت غير متوافرة مؤقتاً في بعض فروعها في إنجلترا وأسكتلندا وويلز، بسبب اضطرابات في سلاسل التوريد الخاصة بهذه المنتجات.
بينما تأتي هذه الأزمة في وقت ذكرت فيه الشركة أن أرباحها ما قبل الضرائب قد تضاعفت تقريباً لتصل إلى 520 مليون يورو (617 مليون دولار) في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة حتى 2 يوليو/تموز.
إذ سلَّطت الشركة، في التقرير نصف السنوي الذي يُعرض على مستثمريها، الضوءَ على تداعيات الجائحة "على سلسلة التوريد العالمية"، قائلة إنها "واجهت ضغوطاً متزايدة فيما يتعلق بقدرات الوصول إلى السلع والخدمات الرئيسية بأسعار مناسبة وفي الوقت المناسب".
يشار إلى أن شركة "كوكاكولا" كانت قد احتلت في نهاية عام 2019، المرتبة الأولى عالمياً بين أكبر ملوثات البلاستيك، للمرة الثانية على التوالي، وذلك بحسب منظمة "السلام الأخضر" (غرين بيس) المعنية بحماية البيئة.
في حين أعلنت الشركة سابقاً أنها أنتجت أول زجاجة تم تصنيعها باستخدام عملية إعادة التدوير لبلاستيك تم جمعه من المحيطات، وتجريد المواد البلاستيكية من الشوائب وإعادتها إلى "درجة البكارة"، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى لتعبئة المواد الغذائية والمشروبات.