تنبّأت دراستان حديثتان نُشرتا على موقع medrXiv الطبي، بناءً على بيانات بحثية، بموسم إنفلونزا شديدٍ هذا العام، خلال فصلَي الشتاء والخريف القادمين، إذ توقعت زيادة حالات الإيواء في المستشفى بسبب الإنفلونزا من 100 ألف إلى 400 ألف حالة في موسم 2021-2022، مقارنةً بموسم الإنفلونزا العادي.
حسب تقرير لموقع LiveScience الأمريكي، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، فإن نتائج الدراستين تُشدد كذلك على أهمية أخذ مصل الإنفلونزا هذا العام، وأشارت كلتا الدراستين إلى أن موسم الإنفلونزا الحادة المُتوقع يمكن تفاديه إذا ارتفعت نسبة متلقي اللقاح بـ20% إلى 50% مقارنة بالأعوام العادية.
اقرأ أيضاً
تفاصيل الدراسة
في واحدة من الدراسات الجديدة، التي قادها كيو يون لي، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية بيت للدراسات العليا للصحة العامة، استخدم الباحثون نموذجاً رياضياً يُسمى SEIR (حساس- مُعرّض- مُصاب- مُتعافٍ)، ونفذوا محاكاة لجائحة إنفلونزا ومستويات مناعة السكان ضدها، على مدار عدة مواسم، مستعينين ببياناتٍ من عام 2009 إلى عام 2020.
توقّع الباحثون أنه في ظل انخفاض نسبة الإصابات بالإنفلونزا في موسم 2021-2022، سوف ترتفع أعداد الحجز في المستشفيات بحدة لتصل إلى 610 آلاف حالة، وهو عدد يفوق ما كان متوقعاً في موسم 2020-2021 بـ102 ألف، إذا كان قد شهد النسبة المعتادة من الإصابات.
فيما تنبّأ النموذج بأنه في أسوأ الاحتمالات، حيث ترتفع نسبة العدوى وتنخفض نسبة متلقي المصل، قد ترتفع نسبة الاحتجاز في المستشفيات لتصل إلى 409 آلاف حالة أكثر من العدد المتوقع (أو أكثر من 900 ألف حالة احتجاز في المجمل).
لكن الدراسة خلصت إلى أن الزيادة المتوقعة في حالات الدخول إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا يمكن تجنبها إذا زادت نسبة متلقي مصل الإنفلونزا في أمريكا إلى 75% مقارنة بالنسبة المعتادة وهي 50%.
اقرأ أيضاً
بعد عام "خالٍ" من الإنفلونزا
مارك روبرتس، مدير مختبر ديناميكيات الصحة العامة في كلية الدراسات العليا للصحة العامة بجامعة بيتسبرغ، ومن كبار الباحثين في الدراستين، قال في بيانٍ له: "سيكون إعطاء مصل الإنفلونزا لأكبر عددٍ ممكن من الناس في غاية الأهمية لتجنب وقوع ذلك السيناريو".
فقد شهد العام الماضي انخفاضاً تاريخياً في معدلات الإصابة بالإنفلونزا، على الأرجح بسبب التدابير التي اتُّبعت للوقاية من كوفيد-19، على غرار التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وارتداء الكمامات وقلة أعداد المسافرين.
وعليه، كانت معدلات الاحتجاز في المستشفى بسبب الإصابة بالإنفلونزا في الولايات المتحدة 4 فقط لكل 100 ألف شخص، في حين أن النسبة المعتادة هي 70 لكل 100 ألف شخص. كما أن عدد الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا انخفض بنسبة 95% في ذلك العام، بحسب ما أورد الباحثون.
يعني هذا أن مواطني الولايات المتحدة "فوّتوا الفرصة لتعزيز مناعتهم ضد الإنفلونزا في موسمها المقبل"، وأعرب الباحثون عن قلقهم من عودة الإنفلونزا بقوة عند رفع تدابير الوقاية من كوفيد-19. وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة تشهد بالفعل ارتفاعاً في حالات الإصابة بأمراض تنفسية أخرى، مثل الفيروس التنفسي المخلوي البشري (RSV)، وأضاف روبرت: "وهو ما لا يبشر بالخير بالنسبة لموسم الإنفلونزا القادم".