أظهر مقطع فيديو قيام بعض مرتادي أحد شواطئ مقاطعة غرناطة جنوبي إسبانيا شخصين من مهربي المخدرات، وذلك في أعقاب اصطدام قاربهما بالشاطئ خلال محاولة هروبهما من خفر السواحل الإسباني الذين كانوا يطاردونهم في عرض البحر، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، يوم الإثنين 16 أغسطس/آب 2021.
حيث فوجئ مرتادو الشواطئ في غرناطة- بينما كانوا خلال فترة راحة ممتعة من درجات الحرارة القياسية التي تشهدها إسبانيا- باقتراب أحد القوارب من شاطئهم المرصوف بالحصى بشكل مفاجئ، ثم وجدوا شخصين يقفزان من القارب المُحمّل بمخدر القنب، ويحاولان الفرار، في الوقت الذي علت فيه صفارات الشرطة الإسبانية؛ الأمر الذي دفعهم لمحاولة إلقاء القبض على الشخصين لحين وصول أفراد الأمن.
كانت المطاردة قد بدأت، مساء السبت، 14 أغسطس/آب، بعدما رصدت الشرطة البحرية زورقاً مشبوهاً قبالة شاطئ ميليسينا. وبينما يرافقه زورق الشرطة، توجهت السفينة الصغيرة بإمالة كاملة نحو الشاطئ، وعلى ما يبدو متغافلة عن وجود المصطافين والكراسي والمظلات التي تنتشر على الشاطئ.
فيما صُوِّر هذا الحادث بالفيديو، حيث يمكن سماع رجل في الفيديو يقول بإلحاح ودهشة: "إنه قادم من هذه الجهة"، بينما واصل القارب اقترابه بأقصى سرعته. وأضاف: "انظروا، انظروا! سوف ينزلون هنا!".
صفارات إنذار الشرطة
عقب ذلك، تمايل القارب إلى الشاطئ، وكاد أن يسحق الرجل؛ مما دفع سلسلة من الكلمات البذيئة إلى الرنين عبر الشاطئ. ومع انطلاق صفارات الإنذار للشرطة في الخلفية، اندفع رجلان من القارب في محاولة للفرار سيراً على الأقدام. لكن عشرات من مرتادي الشاطئ- كثيرٌ منهم بملابس السباحة والبكيني – طاردوهما.
على إثر ذلك، سرعان ما تمكن الحشد من القبض على أحد الرجلين ودفعه أرضاً بينما كان يحاول شق طريقه عبر الشاطئ. وقال أحد المارة لوكالة أنباء Atlas: "كان مثل حيوان خرج من القفص. لم يكن يعرف أي طريق يسلك، لأنه كان محاطاً من جميع الجهات".
في حين وصلت الشرطة الإسبانية في غضون بضع دقائق. وبحلول ذلك الوقت، كان رواد الشاطئ- الذين قيل إن بينهم ضابط شرطة خارج الخدمة- قد ثبّتوا أحد الرجلين على الأرض، بينما تخلى آخرون عن فرصة السباحة ليلاً للبحث عن الرجل الثاني.
من جهته، قال الحرس المدني إن أحد الاعتقالات نُفِّذ في مكان الحادث، بينما اعتُقِل الآخر في وقت لاحق في مكان قريب.
وبينما كانت الشرطة تقتاد أحد الرجلين المعتقلين قبالة الشاطئ، شق رواد الشاطئ المكافحون للجريمة طريقهم إلى حيث جنح القارب ليروا ما كان على متنه.
في السياق نفسه، صاح أحدهم في دهشة: "يا إلهي" بينما كان يرفع آخر غطاءً بلاستيكياً هشاً ليكشف عن أكثر من عشرين عبوة ملفوفة بعناية. وقالت الشرطة، في وقت لاحق، إن القارب كان ينقل أكثر من 700 كيلوغرام من مخدر القنب.
بدورها، أشادت جمعية للشرطة فيما بعد بالأفعال الشجاعة التي صدرت عن رواد الشواطئ. وغرّد اتحاد الحرس المدني: "شكراً للجميع، لأنه بدونكم لما كان ذلك ممكناً".
في اليوم التالي، أشار المصطافون المتواجدون في الموقع، في حديث مع الصحفيين، إلى السرعة التي وقعت بها الأحداث. وقالت إحدى النساء: "كنا نتشمس وفجأة سمعنا قارباً يقترب بأقصى سرعة". وأضاف آخر: "يأتي الخوف لاحقاً، عندما تفكر في الأمر وتقول إنَّ شيئاً مثل هذا حدث في هذه القرية الصغيرة".