أجبرت تهديدات إحدى أخطر عصابات المخدرات في المكسيك مذيعة شهيرة على العودة ليلاً إلى مقر عملها، بعد أن اتهمها زعيم العصابة بالتحيز في تغطيتها للأخبار المتعلقة بصراعهم مع إحدى شركات الحراسة الخاصة.
صحيفة The Washington Post الأمريكية قالت، الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، إنه بعد ساعات من تلقي إحدى مذيعات الأخبار في المكسيك تهديداً بالقتل من رجل يزعم أنه أحد أخطر مجرمي المكسيك، عادت إلى الهواء من جديد.
بينما قال موقع "BBC" إن رجالاً يدّعون التحدث باسم أقوى عصابة مخدرات في المكسيك نشروا شريط فيديو يهددون فيه بقتل مذيعة أخبار بارزة بسبب ما يعتبرونه تغطية غير عادلة.
تهديدات عصابة مخدرات
ففي تمام الساعة 9:59 مساءً، نشرت مذيعة قناة ميلينيو Milenio أزوسينا أورستي، الإثنين 9 أغسطس/آب، صورة لنفسها، وهي جالسة على مكتب في كامل أناقتها ومبتسمة، على تويتر، وقالت إنها ستظهر في برنامجها الإخباري كالمعتاد. وبعد دقيقة، بدأ بث برنامجها.
قالت، وهي تنقل الأخبار كما لو أنها ليست محور أهم خبر في البلاد: "هذا الصباح، وجهت عصابة إجرامية مزعومة تهديدات لوسائل إعلامية عدة ولشخصي، بسبب عملنا الصحفي في ميتشواكان".
إذ كان قد بدأ تداول مقطع فيديو، في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه رجل يزعم أنه نيميسيو أوسيغيرا سيرفانتس، رئيس عصابة خاليسكو نيو جينيريشن الشهيرة في المكسيك، وهو يتوعد بقتلها. وكان محاطاً بسبعة رجال ملثمين مسلحين ببنادق هجومية.
قال الرجل: "سأجدكِ أينما كنتِ، وسأجعلك تبتلعين كلماتك حتى لو اتهمت باستهداف النساء وقتلهن".
عشرات الصحفيين ضحايا العصابات
يُشار إلى أن أكثر من 124 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام في المكسيك قتلوا منذ عام 2000. وقد تفاقم العنف الذي يستهدف الصحفيين منذ تولى الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور منصبه عام 2018.
بينما قُتل 24 عاملاً في مجال الإعلام في السنوات الثلاث الماضية؛ والعام الماضي، كانت المكسيك الدولة الأكثر خطراً على الصحفيين، وفقاً للجنة حماية الصحفيين. لكن المحللين يقولون إن التهديد الموجه إلى أزوسينا غير اعتيادي.
إذ قال جان ألبرت هوتسن، ممثل المكسيك في لجنة حماية الصحفيين: "لا أذكر حالة هدد فيها زعيم عصابة كبيرة لتهريب المخدرات مذيعة أخبار بشكل مباشر".
دعوات لحماية المذيعة
بعد انتشار مقطع يوم الإثنين، غمرت التغريدات التي تدعم أزوسينا حسابها. وجاءت هذه التغريدات من روائيين ومحللين سياسيين وزملائها الصحفيين وأعضاء في مجلس الشيوخ ورؤساء سابقين. وكتب حاكم ميتشواكان، سيلفانو أوريولز: "التهديدات الموجهة لأزوسينا وقناة ميلينيو شديدة الخطورة ولا ينبغي الاستخفاف بها".
طالبت مجموعة مكونة من 19 شركة إعلامية وتضم أبرز القنوات في البلاد المسؤولين بالتحرك. وكتبت في خطاب مفتوح: "ننتظر بياناً عاماً من الحكومة الفيدرالية يدين هذه الأحداث وإلقاء القبض على من يوجهون التهديدات بوقاحة على موقع التواصل الاجتماعي ومحاكمتهم".
من جانبه، أشار الرئيس لوبيز أوبرادور إلى أزوسينا في مؤتمره الصحفي صباح الثلاثاء 11 أغسطس/آب. وقال: "أريد أن أخبرها أنه بإمكانها الاعتماد علينا. ومنذ سمعت بالتهديد، أصدرت تعليماتي لمساعدتها".