نشرت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، قصة غريبة لسيدة روسية قررت مقاضاة شركة ماكدونالدز، بسبب إعلان لها كان شديد الإغراء، لدرجة أنه دفعها إلى الإفطار خلال الصوم الكبير.
كسينيا أوفشينيكوفا، من مدينة أومسك في سيبيريا، تطالب بتعويض من سلسلة مطاعم الوجبات السريعة، عن الإعلان الذي "أساء إلى مشاعرها الدينية"، واضطرها على حد قولها إلى الإسراع إلى أقرب فرع لماكدونالدز، إذ كتبت في شكواها: "كان قد مضى شهر على صومي، ولكن بعد مشاهدتي الإعلان لم أستطع المقاومة، وزرت ماكدونالدز واشتريت برغر بالجبن".
وقالت كسينيا إنها نجحت طوال الـ16 عاماً الماضية في إتمام 40 يوماً من التأمل والصوم خلال الصوم الكبير، الذي يأتي في ختام احتفالات عيد الفصح الأرثوذكسي، كما هو الحال في الكنيسة الغربية، وقالت: "ما تفعله ماكدونالدز انتهاك لقانون حقوق المستهلك، وأطلب من المحكمة التحقيق فيه، وفي حالة إثبات الانتهاك فإنني أطالب ماكدونالدز بتعويضي عن الضرر المعنوي الذي أصابني".
وقالت إن بإمكان ماكدونالدز التكفير عن ذنبها إذا دفعت لها تعويضاً بمبلغ 1000 روبل، أي ما يعادل 13.60 دولاراً.
واستغل الساسة الروس قضية كسينيا لمحاولة فرض حظر طويل الأمد على اللوحات الإعلانية واللافتات الخارجية التي تعلن عن الوجبات السريعة.
ومن جانبه، قال فيتالي ميلونوف، العضو المحافظ في مجلس النواب الروسي، لوكالة Moskva الإخبارية: "في إطار الضرر الذي تلحقه البشرية بنفسها، فالوجبات السريعة لا تقل ضرراً عن السجائر". وكان الرئيس بوتين قد وقع عام 2013 على تشريع يجرم الأفعال التي "تهين المشاعر الدينية لأتباع الديانات"، الذي استشهدت به كسينيا في شكواها.
وقد صيغ هذا القانون بعد اقتحام أعضاء فرقة Pussy Riot المعارضة كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو عام 2012، وأدائهم أغنية تحث مريم العذراء صراحة على تخليص روسيا من رئيسها الاستبدادي، فيما تراجع عدد الإدانات بموجب القانون تدريجياً منذ عام 2017، وهو ما يشير إلى أن فرص نجاح كسينيا ضئيلة.
ولم تعلق ماكدونالدز بعد على هذه القضية، ولكن رداً على أنباء دعواها القضائية نصحها ممثل عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية "بالذهاب إلى الاعتراف وليس إلى المحكمة".