اضطر عدد من سكان جزيرة "إيفيا" اليونانية، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، إلى اللجوء لأحد العبّارات بالبحر؛ هرباً من حرائق الغابات في البر، والتي أتت على مساحات شاسعة، وحوَّلت عدداً من المنازل إلى رماد، في واحدة من أقوى الكوارث التي تضرب الجزيرة.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها شبكة "يورونيوز" الأوروبية، الإثنين، العشرات من الأشخاص وهم يلجأون إلى هذه العبّارة؛ لعدم وجود أي ملجأ بري آمن من النيران التي تلتهم الأخضر واليابس فيها.
وقرر عدد منهم الإقامة بشكل مؤقت في هذه العبارة، كما اصطحب البعض الآخر حيواناته الأليفة معه، خوفا من تعرضها للخطر.
كما يظهر في هذه المقاطع أيضاً الدخان الكثيف الذي غطى الجزيرة، وجعل مهمة سكانها في التنفس بشكل عادي صعبة للغاية.
السكان يفرون
أمس الأحد، فر آلاف من منازلهم بجزيرة إيفيا مع احتدام حرائق الغابات وتعذّر السيطرة عليها لليوم السادس على التوالي، في حين استعدت العبّارات لمزيد من عمليات الإجلاء بعد نقل كثيرين إلى مناطق آمنة بحراً.
فقد تراجعت حدة الحرائق التي كانت تهدد الضواحي الشمالية لأثينا، في الأيام الأخيرة إلى حد ما، لكن حريق إيفيا -وهي جزيرة كبيرة تقع إلى الشرق من العاصمة- سرعان ما انتشر في عدة جهات.
كما أتت النيران على عشرات الآلاف من الأفدنة في الغابات عبر القطاع الشمالي، مما أجبر السلطات على إخلاء عشرات القرى.
واشتعلت حرائق الغابات بأجزاء كثيرة من اليونان في وقت تواجه فيه أسوأ موجة حارة منذ نحو 30 عاماً. وأتت النيران على أراضي غابات ودمرت عشرات المنازل ومؤسسات الأعمال في جميع أنحاء اليونان.
جهود كبيرة لإخماد النيران
ونشرت السلطات قوات من الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق، كما أرسلت عدة دول، من بينها فرنسا ومصر وسويسرا وإسبانيا، مساعدات منها طائرات إطفاء.
في حين تقول السلطات إن أكثر من 570 من رجال الإطفاء يكافحون النيران في إيفيا.
من جانبها، قامت قوات خفر السواحل بإجلاء أكثر من ألفين شخص، بينهم عدد كبير من المسنين، من أجزاء مختلفة من الجزيرة منذ يوم الثلاثاء، في عمليات إنقاذ بحرية صعبة مع تحوُّل سماء الليل إلى اللون الأحمر، بسبب ألسنة اللهب.
حاكم منطقة وسط اليونان فانيس سبانوس، أوضح أن الوضع في شمال الجزيرة كان "صعباً للغاية" على مدار ما يقرب من أسبوع.
وجرى احتواء حريق على سفوح جبل بارنيثا شمال أثينا، لكن الظروف الجوية تعني أنه لا يزال هناك خطر كبير من احتمال اندلاعه مرة أخرى.
خلال الليلة قبل الماضية، اندفعت ألسنة اللهب بفعل قوة الرياح إلى بلدة ثراكوماكدونيس حيث احترقت منازل. وطلبت السلطات من السكان إخلاء المكان.