وثَّق كتاب جديد ألفه الكاتب تيم هيغينز، وصدر الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، كثيراً من الأحداث والكواليس التي ميَّزت رحلة صعود شركة تسلا على مدار 18 عاماً، منذ انتقالها من شركة ناشئة صغيرة إلى شركة صناعة السيارات الأعلى قيمةً على الكوكب، ولعل أبرز ما رصده هذا الكتاب هو نوبات الغضب التي لطالما استحوذت على رئيسها التفيذي ، إيلون ماسك.
حسب تقرير لصحيفة Business Insider الأمريكية، الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، فإن "ماسك" صرخ وهو يندفع خارج اجتماع بشأن الاكتتاب العام المقبل لشركة تسلا عام 2010: "ليس لديَّ وقتٌ لهذا، يجب أن أُطلق الصاروخ اللعين"،
الرئيس "الغاضب"
يحمل هذا الكتاب عنوان "Power Play: Tesla, Elon Musk, and the Bet of the Century"، ويسلط ضوءاً جديداً على الرئيس التنفيذي لشركتي SpaceX وTesla، حيث وصفه بأنّه مندفع وسريع الغضب واعتاد أن ينفجر في أي أحد يرى فيه تهديداً لنمو شركة تسلا؛ بدءاً من الموظفين العاديين ووصولاً إلى كبار المديرين التنفيذيين وحتى الغرباء.
أحياناً كان الموظفون يثيرون غضب "ماسك" بدون أي سبب منطقي على الإطلاق.
فنحو عام 2010، بينما كانت شركة تسلا تُطوّر أول نسخة من سيارتها السيدان طراز إس؛ لبيعها في الأسواق، كان مهندسو المشروع يسافرون بين حينٍ وآخر من لوس أنجلوس إلى وادي السيليكون مع "ماسك" على متن طائرته الخاصة.
في إحدى تلك الرحلات، قال أحد المهندسين إنّه سأل "ماسك" عن رأيه في نظام التعليق المناسب للسيارة السيدان؛ هل يجب أن يكون رياضياً مثل سيارات BMW أو مريحاً مثل سيارات Lexus؟ فأجاب "ماسك": "أريد بيع عدد ضخم **** من السيارات، لذا أريد نظام التعليق الذي تحتاجه أنت كمهندس؛ حتى أتمكن من بيع هذا العدد الضخم".
حتى كبار المسؤولين لم يسلموا من غضبه
فقد عُرِفَ عن "ماسك" أنه عادةً ما ينفجر غضباً في كبار المديرين التنفيذيين أيضاً، فقبل أحد اجتماعات اللجان التنفيذية الأسبوعية، كان أعضاء اللجنة يتمازحون بشأن خطط "ماسك" لتناول الغداء، قائلين: "ترى من هو الشخص الذي سيتناوله (ماسك) هذا الأسبوع؟"، حسبما ورد في كتاب هيغينز.
شعر "ماسك" بخيبة أملٍ كبيرة في بيتر رولينسون، الذي كان يرأس تطوير سيارات طراز إس من "تسلا" وقتها. وخلال مواجهةٍ بينهما، انقض "ماسك" على كبير مهندسيه وصرخ قائلاً: "أنا لا أصدقك!" وهو ينكز رولينسون بإصبعه في صدره، وفقاً لما ورد في الكتاب. وقد استقال رولينسون لاحقاً ليؤسس شركته الخاصة لصنع السيارات الكهربائية.
كما زادت سرعة غضب "ماسك" في عام 2016 وما بعدها، حينما عانت الشركة من أجل تطوير وتصنيع السيارة السيدان تسلا طراز 3، وهي سيارةٌ أقل تكلفة كانت تُهدّد بالسيطرة على سوق صناعة السيارات.
ففي إحدى الأمسيات، دعا "ماسك" مجموعةً من المهندسين -المكلفين بتصنيع خط تجميع تسلا طراز 3- إلى غرفة الاجتماعات. وقال لهم، بحسب الكتاب، إنّ عمله "خـ*** للغاية"، وطلب من كل واحد منهم أن يخبره "من هو بحق الجحيم، وما الشيء اللعين الذي يفعله من أجل إصلاح خط التجميع الخاص بي". فاستقال أحد المهندسين في تلك اللحظة.
ماذا قال "ماسك" عن هذا الكتاب؟
كانت نوبات غضب "ماسك" تتجاوز موظفيه، إذ أنهى ذات مرةٍ اجتماعه مع أحد وسطاء وكلاء السيارات حين طلب منه التخلي عن طريقة بيع شركة تسلا سيارتها بنظام المبيعات المباشرة، ومنح السيارات بدلاً من ذلك للوكلاء التقليديين من أجل بيعها.
وقال الرجل إنّ "ماسك" أخبره بالتالي حينها: "سوف أنفق مليار دولار لعينة؛ من أجل إلغاء قوانين وكلاء السيارات في أمريكا"، ثم اندفع خارج الغرفة وصفق الباب خلفه صارخاً: "أخرِجوا هذا الرجل من هنا بحق الجحيم".
من جهته، نفى "ماسك" بعض النقاط المذكورة، على تويتر، قائلاً إنّ الكتاب "كاذب ومُمل" في الوقت ذاته، فيما لم ترد الشركة على طلبات التعليق.