بعد أن كان الحديث في بداية انتشار جائحة كورونا قبل نحو 18 شهراً عن صعوبة التأقلم مع العمل من البيت، بات الأمريكيون يجدون صعوبة في العودة للعمل من مكاتبهم، بل إنهم مستعدون للتنازل عن جزء من راتبهم مقابل إعفائهم من التنقل.
موقع وكالة Bloomberg الأمريكية قال، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، إن استطلاع رأي جديد أشار إلى أن كثيراً من الأمريكيين على استعداد لتلقي رواتب أقل من رواتبهم السابقة أو التخلي عن بعض أيام إجازاتهم أو حتى زيادة ساعات العمل في وظائفهم ما دامت توفِّر خيار العمل بالكامل عن بُعد.
يأتي ذلك بعد أكثر من عام من سيادة نموذج العمل من البيت بشكل كامل أو جزئي في عديد من قطاعات العمل الخاصة بذوي الياقات البيضاء (موظفي المكاتب والمديرين)، وعلى الرغم من الانتشار الأخير لسلالة دلتا كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن أصحاب العمل بدأوا محاولاتهم لإعادة الموظفين إلى المكاتب.
يرفضون العودة رغم التحفيزات
لتحفيز العاملين على العودة إلى المكاتب أقدمت بعض الشركات على تنظيم حفلات للعودة إلى العمل وتقديم حوافز للعائدين، أو توفير وجبة غداء مجانية أو تسهيلات لرعاية الأطفال، أو حتى اشتراكات في دروس اليوغا.
في المقابل، فإن عديداً من الموظفين لم يعودوا مقبلين على الوضع القديم، سواء كان السبب قلقهم بشأن صحتهم وصحة عائلاتهم، أو باتت لديهم مسؤوليات منزلية تجعلهم يفضلون المنزل ولا يريدون ببساطة العودة إلى دوامة التنقلات اليومية التي لطالما أثارت شكواهم.
جاء ذلك بعد أن كشفت دراسة استقصائية عبر الإنترنت نشرت نتائجها شركة "بريز" Breeze، وهي شركة تأمين، أن 65% من العاملين الأمريكيين المشاركين في الاستطلاع وقالوا إن وظائفهم يمكن القيام بها بالكامل عن بُعد، أبدوا استعدادهم لتخفيض رواتبهم بنسبة 5% -وهو ما قد يشكِّل مجموعُه عدة سنوات من الزيادات السنوية- لكي يستمر العمل من البيت.
ينطوي هذا الاستعداد على مقايضة مالية منطقية، بخاصة إذا استحضرنا تكلفة التنقل. فقد أشارت دراسة أُجريت العام الماضي إلى أن العمل من المنزل أتاح للناس توفير مئات الدولارات شهرياً من المصاريف التي كانوا ينفقونها على التنقل إلى العمل.
مستعدون للتخلي عن امتيازات أخرى
شمل الاستطلاع عبر الإنترنت، الذي أجرته شركة الاستطلاع Pollfish في 20 و21 يوليو/تموز، ردوداً من ألف شخص قالوا إنهم "يعملون أو يبحثون عن عمل في وظيفة يمكن القيام بالعمل فيها كاملاً عن بُعد".
في حين قال معظم الناس إنهم لن يقبلوا بتخفيض في رواتبهم بأكثر من 5% مقابل ذلك، فإن نسبة 15% من المشاركين قالوا إنهم على استعداد لتخفيض يصل إلى 25% في رواتبهم ليظلوا بعيداً عن المكاتب.
بينما قال ما يقرب من نصف المشاركين -نسبة 46% تقريباً- إنهم على استعداد للتخلي عن ربع أيام إجازاتهم السنوية، فيما قال 15% من المشاركين إنهم قد يتخلوا عن كل إجازاتهم مدفوعة الأجر إذا كان ذلك يعني بقاء عملهم من المنزل.
من جهة أخرى، طرح الاستطلاع عدة أسئلة أقل جدية للكشف عما قد يتخلى عنه الأشخاص أيضاً للحفاظ على خيار العمل عن بُعد، ليتبين أن أكثر من نصف المشاركين على استعداد للتخلي عن اشتراكهم في شبكة Netflix الترفيهية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو اشتراكهم في شبكة Amazon لمدة عام كامل، حتى إن ثلث المشاركين قالوا إنهم على استعداد للتخلي عن حق التصويت في جميع الانتخابات الوطنية والمحلية المستقبلية.