قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الأربعاء 27 يوليو/تموز 2021 إن الإدارة الأمريكية صادرت لوحاً قديماً ونادراً يُظهِر جزءاً من ملحمة جلجامش، الذي حصلت عليه شركة التجزئة للفنون والحرف اليدوية Hobby Lobby لعرضه في متحف القطع الفنية المقدسة.
إذ تزعم وزارة العدل الأمريكية أنَّ "لوح حلم جلجامش"، الذي يبلغ عمره 3600 عام، وتعود نشأته إلى منطقة هي الآن جزء من العراق، حصل عليه تاجر آثار أمريكي في عام 2003 من أحد أفراد عائلة تاجر عملة لندن، وكان في حالة "متسخة ولا يمكن قراءته". وبمجرد وصوله إلى الولايات المتحدة وتنظيفه، أدرك الخبراء أنَّ اللوح يعرض جزءاً من ملحمة جلجامش، وهي واحدة من أقدم الأعمال الأدبية في العالم، باللغة الأكادية.
بيع اللوح الأثري بالخطأ
كما أضافت وزارة العدل أنَّ التاجر باع بعدها اللوح الأثري "بوثيقة منشأ خاطئة"، قائلاً إنه كان داخل صندوق من شظايا برونزية قديمة اشتراه في مزاد عام 1981. وبيع عدة مرات قبل أن تشتريه Hobby Lobby من دار مزادات في لندن في عام 2014، وعرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن، الذي صمَّمه كريستيان ستيف غرين، الرئيس الملياردير لشركة Hobby Lobby، من الطائفة الإنجيلية المسيحية.
في حين صادر رجال إنفاذ القانون اللوح الأثري من المتحف في عام 2019، وأمرت المحكمة الجزئية الشرقية في نيويورك بمصادرته يوم الثلاثاء، 27 يوليو/تموز 2021. وقالت وزارة العدل إنَّ Hobby Lobby وافقت على المصادرة؛ "بناءً على عمليات الاستيراد غير القانونية للوح إلى الولايات المتحدة في عامي 2003 و2014".
من جانبها، قالت المدعية الأمريكية بالإنابة جاكلين كاسوليس: "تمثل هذه المصادرة مَعلَماً مهماً على طريق إعادة هذه التحفة النادرة والقديمة من الأدب العالمي إلى موطنها الأصلي. هذا المكتب ملتزم بمكافحة بيع الممتلكات الثقافية في السوق السوداء وتهريب القطع الأثرية المنهوبة".
آلاف القطع العراقية المهربة
تأتي المصادرة جزءاً من جهود لإعادة آلاف القطع الأثرية العراقية القديمة المُهرّبة التي اشتراها Hobby Lobby. وفي عام 2017، وافقت Hobby Lobby على دفع غرامة قدرها 3 ملايين دولار ومصادرة آلاف القطع الأثرية منها. وفي بيان في ذلك الوقت، قال رئيسها ستيف غرين إنَّ الشركة تعاونت مع الإدارة الأمريكية، و"كان ينبغي لها ممارسة المزيد من الرقابة والتدقيق في كيف حدثت عمليات الاستحواذ".
كذلك وفي بيان صدر في مارس/آذار 2020، قال غرين إنَّ المتحف حدَّد 5000 ورقة بردي و6500 قطعة طينية "تفتقر إلى معلومات كافية عن المنشأ"، وإنه يعمل على تسليمها إلى المسؤولين في مصر والعراق على التوالي.
تابع غرين: "كان هدفي دائماً حماية الممتلكات الثقافية والحفاظ عليها ودراستها ومشاركتها مع العالم. وهذا الهدف لم يتغير، لكن بعد بعض العثرات المبكرة، اتخذت القرار منذ سنوات عديدة بأنه لإحراز تقدم في هذا الهدف، لن أحصل إلا على العناصر ذات المصدر الموثوق والمُوثَّق. علاوة على ذلك، إذا علمت بأنَّ هناك أشخاصاً أو كيانات أخرى لها أفضلية في المطالبة بعناصر أخرى من مجموعتنا، فسأستمر في فعل الشيء الصحيح مع هذه العناصر".