لا مساواة مناخية.. الأشخاص الأقل مسؤولية عن الاحتباس الحراري أكثر من يتأثر بعواقبه

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/28 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/28 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
كلما زاد الاستهلاك، زاد انبعاث ثاني أكسيد الكربون/ Istock

يعد أكبر الملوثين على هذا الكوكب أقل من يعاني مخاطر تغير المناخ، بل إن الأقل تلويثاً لكوكب الأرض هم الأكثر تأثراً بعواقب عالمنا المتغير. 

ويتحمل كل إنسان على كوكب الأرض مسؤولية إلى حد ما، تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري؛ بل عندما ننظر إلى أسباب أزمة المناخ العالمية، يمكن أن يعزى معظمها إلى أغنى البلدان. 

من بين أكبر 10 دول منتجة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم للفرد الواحد (وضمن ذلك الانبعاثات المستوردة من خلال الاستهلاك)، هناك 7 دول "غنية". 

تتوزع هذه الدول بشكل أساسي بين أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وبشكل أكثر تحديداً وبالترتيب: الولايات المتحدة واليابان وروسيا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

وكلما زاد الاستهلاك، زاد انبعاث ثاني أكسيد الكربون. 

لا مساواة مناخية

وبما أن الدول "الغنية" لديها أموال تنفقها على الاستهلاك أكثر من الدول النامية، فهي عموماً المساهم الأكبر في الاحتباس الحراري. 

وبدل أن تكون هذه الدول أكثر من يتعامل مع عواقب الاحترار العالمي الذي تتحمل مسؤوليته، عكس ذلك، فإن البلدان الأشد فقراً، والتي ساهمت بأقل قدر في الاحتباس الحراري، هي التي ستعاني أكثر من غيرها.

لماذا؟

هذه الخلاصة نتيجة دراسة نُشرت في مجلة Science Advance، تحت عنوان "الاحتباس الحراري غير عادل". 

إذ قاس الباحثون مدى التعرض للاحتباس الحراري في مناطق مختلفة من العالم، ووجدوا أن الاحترار ستكون له عواقب في بعض المناطق أكثر من غيرها.

فالمناطق الحارة بالفعل، على سبيل المثال، ستجد صعوبة أكبر في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري. 

كما ستعاني المناطق الاستوائية الأكثر هشاشة من الضرر البيئي المتفاقم. 

وعكس ذلك، ليس من المتوقع أن تواجه المناطق المعتدلة في نصف الكرة الشمالي مثل هذه التحديات الصعبة.

تكمن المشكلة في أن هذه المناطق الحارة أو القاحلة أو الاستوائية هي أيضاً تلك المناطق ذات البلدان الفقيرة التي تلوث أقل من أوروبا أو الولايات المتحدة أو الصين. 

بشكل أساسي، فإن دولةً مثل البرازيل، على الرغم من أنّ تلويثها أقل نسبياً مقارنة بدولة مثل فرنسا، ستعاني بصورة أكبر.

وتنطبق هذه النظرية حتى داخل الدولة نفسها، إذ غالباً ما يكون أولئك الذين يساهمون أكثر من غيرهم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتلوث هم الأقل معاناة. 

لا مساواة مناخية
المناطق الحارة بالفعل، على سبيل المثال، ستجد صعوبة أكبر في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري/ Istock

على سبيل المثال، أكدت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة، أن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر على المناطق الجنوبية من البلاد، والتي تعد في المتوسط أكثر فقراً من الولايات الأخرى.

لكنها ليست مجرد قضية إقليمية: من المرجح أن تؤثر الأخطار المناخية على السكان المعرضين بالفعل للخطر. 

على سبيل المثال، ستؤثر الكوارث المناخية أولاً على المزارعين والفلاحين الذين يعدون بين الفقراء. 

ونتيجة لتردي غلة المحاصيل، من المرجح أن ترتفع أسعار المواد الغذائية، فيصبح الأكثر تضرراً من ذلك، الأكثر فقراً.

أما بالنسبة للأثرياء، فغالباً ما يكون لديهم رأس المال اللازم للتعامل مع المشكلات الملازمة لتغير المناخ.

ومع ذلك، ثبت على نطاق واسع أن الأغنياء الذين يملكون منازل أكبر ويسافرون أكثر أو لديهم سيارات أكبر، يلوثون أكثر ولديهم بصمة كربونية أكبر من الفقراء. 

ما الدول التي تعتبر أكبر ملوث للكربون؟

نستعرض فيما يلي، الدول الأكثر إطلاقاً لانبعاثات الكربون، وفقاً لإحصاءات عام 2019، والتي أجراها موقع Statica:

الصين: مسؤولة عن إطلاق أكثر من 10065 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

  • الولايات المتحدة: بـ5416 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون
  • الهند: بـ2654 مليون طن
  • روسيا: بـ1.711 مليون طن
  • اليابان: 1.162 مليون طن
  • ألمانيا: 759 مليون طن 
  • إيران: 720 مليون طن 
  • كوريا الجنوبية: 659 مليون طن
  • السعودية: 621 مليون طن
  • إندونيسيا: 615 مليون طن
تحميل المزيد