زعيم كوريا الشمالية يوبخ شباب بلاده بسبب “اللغة التي يتكلمون بها”.. فرض عليهم التحدث بـ”اللغة النقية” للبلاد

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/22 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/22 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون/ رويترز

وجَّه كيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي، توبيخاً جديداً للشباب على وسائل الإعلام الحكومية، وذلك بعد أن أمرت الصحيفة الرئيسية لنظام كيم شباب البلاد بالتحدُّث "بلغة كوريا الشمالية النقية"، ما يعني حذف الإضافات الأجنبية غير المُصرَّح بها، والتي يُعتَقَد أنها مستعارة إلى حدٍّ ما، من أغاني البوب والدراما في كوريا الجنوبية. 

حسب تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 22 يوليو/تموز 2021، فإن كيم جونغ أون يعتبر نفسه من جيل الألفية، لكن الدكتاتور الكوري الشمالي البالغ من العمر 37 عاماً، لا يتسامح كثيراً مع الشباب هذه الأيام. 

"تهديد للبلاد"!

بدلاً من "نام-تشين"، وهو وصفٌ كوري جنوبي للحبيب، طُلِبَ من الكوريين الشماليين استخدام "نام دونغ-مو"، وهو الوصف الذي يُترجَم بأنه "الشريك الذكر"، حسبما أخبرت وكالة الاستخبارات في سيول المُشرِّعين مؤخَّراً. 

حتى إن نظام كيم قد استاء من السكان المحليين الذين يستخدمون الصيغة الكورية الجنوبية لكلمة "الإحراج". 

إذ كتبت الصحيفة الكورية الشمالية أن مثل هذه الأخطاء الثقافية والأيديولوجية تشكِّل تهديداً للبلاد أكثر من الأعداء الذين يحملون السلاح. 

فيما يخوض كيم أكثر من مجرد حربٍ على الكلمات، فخلال ما وصفه بـ"أزمةٍ غير مسبوقة"، حاول الزعيم الكوري الشمالي عزل بلاده، في الوقت الذي تكافح فيه نقص الغذاء ومخاوف الجائحة والصعوبات الاقتصادية.

ويتطلَّب هذا الكفاح، بحسب نظام كيم، تضحيةً وطنية من الجميع، التزاماً بالمبادئ الاشتراكية لحزب العمال الحاكم. 

حظر شامل

فقد أكدت وكالة الاستخبارات في سيول أن أيَّ علاماتٍ تدل على السلوك المعادي للمجتمع الكوري الشمالي صارت محظورةً الآن، بما يشمل ارتداء ملابس مثل الكوريين الجنوبيين أو حتى المعانقة في الأماكن العامة. 

كما أضافت الوكالة أنه بموجب القوانين المُعدَّلة، فإن مشاهدة الدراما التلفزيونية الكورية الجنوبية قد تؤدِّي إلى السجن لمدةٍ تصل إلى 15 عاماً، في حين أن أولئك الذين يوزِّعون مثل هذه الوسائط قد يواجهون عقوبة الإعدام. 

لكن النظام الكوري الشمالي يدقِّق بشكلٍ خاص في اللغة العامية بين الشباب، والموضة والموسيقى والرقص، وحتى حلاقة الشعر. وقد وصف كيم الانحرافات عن أعراف كوريا الشمالية بأنها "سمومٌ خطيرة" لأيديولوجية الدولة. 

تزمت يدفع الشباب للهرب 

سيو جاي بيونغ، الذي يرأس مجموعةً تساعد الكوريين الشماليين على الاستقرار في كوريا الجنوبية، قال إن الشباب الكوريين الشماليين ليست لديهم أسبابٌ كثيرة لتقديم ولاء أعمى للنظام مقارنةً بالأجيال السابقة.

تآكلت أنظمة التوزيع الحكومية للسلع الأساسية، والآن يوفِّرها معظم الناس لأنفسهم عن طريق التهريب أو العمل في الأسواق غير الرسمية. وأيُّ رخاءٍ واسع النطاق في السابق ليس الآن سوى ذكرى في أذهان كبار السن من المواطنين. 

يقول سيو، الذي غادر كوريا الشمالية قبل عقدين من الزمان، إنهم كانوا يأملون أن يكون كيم جونغ أون، باعتباره قائداً أصغر سناً، أكثر تقدُّمية، لكن "انتهى الأمر به إلى تشديد قبضته". 

في خطابٍ ألقاه الزعيم الكوري الشمالي، قال لأعضاء حزب العمال أن يعملوا وينظِّموا الشباب. وأضاف: "في الواقع، هناك تغييراتٌ خطيرة تجري في العقلية الأيديولوجية للجيل الجديد". 

قد لا يكون اكتشاف التسلُّل الكوري الجنوبي إلى اللغة الأصلية لنظام كيم أمراً عسير الحدوث، فاللغة في شبه الجزيرة الكورية ككل كانت ذات يومٍ لغةً مشتركة، وقد انقسمت منذ انقسام الكوريتين عام 1945. وتضمَّنَت اللغة الكورية الجنوبية كثيراً من الكلمات الإنجليزية، بينما ظلَّت اللغة الكورية الشمالية أكثر أصالةً. 

تحميل المزيد