علماء يتوصلون إلى عقار جديد لعلاج “الجلطة الدموية”.. يساهم في مكافحة أحد أشهر أسباب الوفاة

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/20 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/20 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش
الجلطات الدموية تُمثّل ربع أسباب الوفيات حول العالم/ الأناضول

أكدت دراسةٌ علمية حديثة أن علاجاً جديداً أثبت فاعليته في التعافي من الجلطات الدموية خلال التجارب يمكن أن يُساعد في تقليل أحد أشهر أسباب وفيات المستشفيات، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021.

حيث كشفت الدراسة، التي شملت 400 مريض، أن العقار الجديد، الذي يحمل اسم abelacimab، المبني على الأجسام المضادة الاصطناعية يتفوق بفارقٍ كبير على الرعاية الموجودة حالياً فيما يتعلّق بالوقاية من الجلطات الدموية، كما تبيّن أنّه من المستبعد أن يتسبّب في حدوث أعراض جانبية مثل النزيف.

فيما صنّفت منظمة Thrombosis UK، وهي مؤسسة خيرية مقرها بريطانيا وتتمثل مهمتها في زيادة الوعي بتجلط الدم في أوساط الجمهور والعاملين في مجال الصحة، هذا النوع من الجلطات الدموية على أنّه السبب الرئيسي وراء الوفيات في المستشفيات، مؤكدة أنّها تُمثّل مصدر قلقٍ بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من عدة أمراض أخرى، مثل مشكلات القلب الشائعة.

حالات الرجفان الأذيني

من جانبه، قال جيفري فايتز، من جامعة ماكماستر الكندية: "تُمثّل الجلطات الدموية ربع أسباب الوفيات حول العالم، كما أنها السبب الأساسي وراء غالبية النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لذا فهذه مشكلةٌ هائلة، ونحتاج لها علاجات أفضل"، موضحاً أن ربع الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ80 عاماً يُعانون من الرجفان الأذيني، كما تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بخمسة أضعاف.

يجدر الإشارة إلى أن مشكلة علاج الجلطات الدماغية، في حالات الرجفان الأذيني، تتمثل في أن التدخل في عملية الخثار الطبيعية يزيد خطر النزيف الداخلي بشدة.

فبعد الجراحة، يحصل المرضى عادةً على مضادات التخثر، المصممة للحيلولة دون إصابتهم بالجلطات الدموية، ولاختبار هذا النوع من العقاقير لجأ الأطباء عادةً في الماضي إلى جراحات الركبة لأنها سهلة الفهم، وشبه روتينية، ولا تُسبب الكثير من الجلطات الدموية.

في حين وجد بحث منشور في دورية New England Journal of Medicine العلمية أن 22% من مرضى جراحات الركبة -الذين حصلوا على العلاجات التقليدية- قد أُصيبوا بجلطةٍ دماغية.

أما عقار abelacimab الجديد فهو مبنيٌّ في الواقع على الأجسام المضادة الاصطناعية المصممة لمهاجمة الإنزيمات المستخدمة في إحدى مراحل عملية الخثار. ومن بين الحاصلين على جرعةٍ صغيرة من العقار أُصيب 13% فقط بجلطات دموية، بينما انخفضت النسبة إلى 4% فقط مع الجرعات الأعلى، بحسب الدراسة.

عقار أكثر فاعلية

في هذا الإطار، تُشير النتائج، من تجربة المرحلة الثانية للدراسة، إلى أن عقار abelacimab قد يكون أكثر فاعلية بكثير مع إمكانية استخدامه في حالات أخرى، إذ يجري اختباره الآن بالفعل على الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أو عدم انتظام ضربات القلب.

فيما يصير الناس عرضةً لخطر الخثار بعد إجراء أنواع مختلفة من الجراحات.

والتِهاب الوريد الخثاري هو عملية التهابية تتسبّب في تكوين جلطة دموية وإحصار أحد الأوردة أو أكثر، عادة في الساقين.

وفق منظمة الصحة العالمية يحدث تجلط الأوردة عندما تظهر بقعة دموية في أحد الأوردة العميقة، وغالباً ما يحدث ذلك في أسفل الساق، ومن أهم أعراضه الألم ووتورم الموضع المصاب ويمكن الكشف عنه بفضل الفحوص الطبية وعلاجه بالوسائل المناسبة.

يمكن أن تهدد الجلطة الدموية حياة المصاب إذا ما انتقلت من أحد أوردة الساق لتبلغ الرئة حيث تستقر وتسد مجرى الدم، ومن أعراضها ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.

ما هي الجلطة الدموية؟

تجلُّط الدم عبارة عن تكتل دموي تحوَّل من سائل إلى حالة شبيهة بالهلام أو شبه صلبة، وهي عملية ضرورية يمكن أن تمنع فقدان كثير من الدماء عبر إيقاف النزف في حالات الإصابة والجروح.

تتشكل بعض الجلطات الدموية داخل أحد الأوعية الدموية، ولا تذوب دائماً من تلقاء نفسها؛ وهو ما قد يجعلها خطيرة، وقد يهدد الحياة.

الجلطة الدموية غير المتحركة غير مؤذية بشكل عام، لكن هناك فرصة أن تتحول وتصبح خطرة. إذا تحطمت جلطة دموية وانتقلت عبر الأوعية الدموية إلى القلب والرئتين، فقد تسد المسار وتمنع تدفق الدم.

تحميل المزيد