علماء ينجحون في تحويل الموجات الدماغية لـ”العاجزين” إلى عبارات على حاسوب.. بارقة أمل لمصابي الجلطات

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/16 الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/16 الساعة 17:34 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لمريضة /رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إن باحثين استطاعوا وفي تجربة طبية رائدة، استخدام الموجات الدماغية لرجل فاقد القدرة على الحركة والنطق وحوَّلوا ما يرغب في قوله إلى عبارات تظهر على شاشة الحاسوب.

رغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تمثل خطوة مهمة للوصول إلى اليوم الذي تكون فيه هناك قدرة أكبر على التواصل الطبيعي بين العاجزين عن النطق بسبب إصابة أو مرض.

بداية فصل جديد 

من جانبه قال الدكتور إدوارد تشانغ، جرّاح أعصاب في جامعة كاليفورنيا، والذي قاد البحث: "يتعامل معظمنا مع مدى السهولة التي نتواصل بها شفهياً على أنه من المُسلّمات. ومن المثير التفكير في أننا في بداية فصل جديد ومجال جديد"؛ يسعى لتخفيف معاناة المرضى الذين فقدوا هذه القدرة.  

إضافة إلى ذلك فإن الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث أو الكتابة بسبب الشلل، لديهم طرق محدودة للغاية للتواصل من خلالها. على سبيل المثال، يستخدم الرجل المشارك في التجربة، مؤشراً متصلاً بقبعة بيسبول يتيح له تحريك رأسه للمس الكلمات أو الأحرف على الشاشة. وهناك أجهزة أخرى يمكنها التقاط حركات عين المريض، لكنه بديل عن الكلام بطيء ومحدود لدرجة محبطة.

كذلك وفي السنوات الأخيرة، سمحت التجارب على الأطراف الصناعية التي يتحكم فيها العقل للأشخاص المصابين بالشلل بالمصافحة أو تناول مشروب باستخدام ذراع آلية؛ تعمل من خلال تخيُّل المصابين على أنهم يتحركون ثم تنتقل تلك الإشارات الدماغية عبر الكمبيوتر إلى الطرف الاصطناعي.

تطوير مُعوِّض عصبي 

في سياق متصل اعتمد فريق الدكتور إدوارد تشانغ على هذا العمل لتطوير "مُعوِّض عصبي للكلام"، وهو جهاز يفك شيفرات موجات الدماغ التي تتحكم في السبيل الصوتي، وحركات العضلات الدقيقة في الشفتين والفك واللسان والحنجرة والتي تشكل كل حرف ساكن وحرف متحرك.

كان الرجل الذي تطوَّع لاختبار الجهاز في أواخر الثلاثينيات من عمره، وقبل 15 عاماً أُصِيب بجلطة في جذع الدماغ تسببت بشلل واسع النطاق وسلبته القدرة على الكلام. وزرع الباحثون، في التجربة، أقطاباً كهربائية على سطح دماغ الرجل، فوق المنطقة التي تتحكم في النطق.

إذ حلَّل الحاسوب الأنماط عندما حاول أن ينطق الرجل كلمات شائعة مثل "ماء" أو "جيد"، وفي النهاية تعلَّم التفريق بين 50 كلمة يمكن أن تُولِّد أكثر من 1000 جملة.

الجهاز يسمح بتقديم إجابات 

في المقابل أخبر الفريق البحثي دورية New England Journal of Medicine، بأنَّ الجهاز سمح للرجل بإعطاء إجابات: "أنا جيد جداً" أو "لا، أنا لست عطشاناً"، دون نطق الكلمات لكن ترجمها إلى نص، عند توجيه أسئلة مثل: "كيف حالك اليوم؟" أو "هل أنت عطشان؟".

حيث قال المُعدُّ الرئيسي ديفيد موسيس، وهو مهندس في مختبر تشانغ، إنَّ ظهور الكلمة على الشاشة يستغرق ثلاث إلى أربع ثوانٍ بعد محاولة الرجل نطقها. وهذا ليس بسرعة التحدث نفسها تقريباً، لكنه أسرع من تحويلها إلى رد منطوق.

كذلك وفي افتتاحية مُصاحِبة، وصف اختصاصيا الأعصاب في جامعة هارفارد، لي هوشبيرغ وسيدني كاش، العمل بأنه "عرض رائد".

إذ اقترحا تحسينات على التجربة، لكنهما قالا إنه إذا نجحت هذه التكنولوجيا؛ فستساعد الأشخاص الذين يعانون من إصابات أو سكتات دماغية أو أمراض مثل مرض التصلب الجانبي الضموري، والذين "تُحضّر أدمغتهم رسائل لتسليمها، لكن هذه الرسائل محاصرة".

علامات:
تحميل المزيد