خلصت دراسة كندية حديثة إلى أن حوالي ثلثي الأزواج والمخطوبين يكونون أصدقاء في البداية، ويحافظون على علاقة صداقة عذرية لمدة طويلة، قبل أن تتطور الصداقة إلى علاقة رومانسية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021.
الدراسة رأت أن فكرة الوقوع فيما يعرف بالحب من النظرة الأولى، التي تحدثت عنها سابقاً بعض أفلام هوليوود، قد عفا عليها الزمن إلى حد كبير في القرن الحادي والعشرين.
فقد بحث مؤلفي الدراسة، في إحدى التجارب، مدى استجابات حوالي 1900 شخص من الطلاب الجامعيين والبالغين عبر مصادر جمع البيانات (وضم هؤلاء 677 مستجيباً كانوا متزوجين أو مخطوبين)، وسُئل جميعهم إذا ما كانوا في الأساس أصدقاء لشركاء حياتهم قبل دخولهم في هذه العلاقة.
نتيجة لذلك، أبلغ غالبية المشاركين (68% منهم) أن علاقاتهم الرومانسية الحالية بدأت بصداقة، بغض النظر عن جنس المستجيبين أو أعمارهم أو مستوياتهم التعليمية أو انتمائهم العرقي. وكانت النسبة أعلى بين المستجيبين من الفئة العمرية 20-30، إذ قال 85% منهم إن علاقاتهم بدأت بصداقة.
اللقاء الأول
من جهتها، قالت دانو أنتوني ستينسون، الأستاذة المشاركة في قسم علم النفس بجامعة فيكتوريا في كندا: "صحيح أن العلاقات الرومانسية التي تنشأ بين شخصين غريبين يلتقيان لأول مرة- سواء بدأت هذه العلاقة من النظرة الأولى في مقهى أو عبر تطبيق مواعدة- يُسلَّط الضوء عليها جيداً في الأفلام والبحوث السوسيولوجية، ولكن لا يُعرف الكثير عن اختيار الشريك الذي سيصلح لك".
كما أشارت دانو إلى أن طريقة تطور علاقة صداقة عذرية إلى علاقة رومانسية وما الذي يميز الأصدقاء عن المحبين، لا تزال مسألة لا تحظى باهتمام.
فيما أوضحت أن "الروايات المكتوبة للمشاركين في الدراسة كانت كثيرة للغاية. وقد وصف بعضهم تشبيك الأيدي أو تعرف العائلات على بعضها أو الخروج في رحلات معاً أو العناق أمام المدفأة أو حتى ممارسة الجنس بأنه في إطار الصداقة. بينما صنّف آخرون هذه السلوكيات على أنها رومانسية".
الخط الفاصل بين الصداقة والرومانسية
أضافت دانو: "ولذا، ثمة ضبابية ضخمة وفوضوية حول الخط الفاصل بين الصداقة والرومانسية.. يؤكد هذا على مدى عدم قدرتك في الحقيقة على أن تحدد لشخص آخر ماهية الصداقة مقابل العلاقة الرومانسية. إنهم يُعرِّفون الأمر لأنفسهم".
أما حين سُئل، في الدراسة التي عكف عليها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية بكندا، طلبة من حوالي 300 جامعة، حول المدة التي استمرت خلالها "مرحلة الصداقة"، وما إذا كانوا يفضلون أن يكونوا أصدقاء قبل تطور الأمر إلى علاقة رومانسية؛ فكانت إجابة الطلبة الذين فضلوا "الصداقة أولاً" أنهم قضوا في المتوسط حوالي 22 شهراً كأصدقاء مع أحبائهم الحاليين، قبل أن تتحول العلاقة إلى علاقة رومانسية، واعتقد حوالي نصف إجمالي العينة أن "الصداقة أولاً" كانت أفضل الطرق لبدء علاقة رومانسية جديدة، مقابل الخيار الآخر بأن تبدأ العلاقة عبر لقاء في حفلة أو عبر الإنترنت.
فيما نشر الباحثون النتائج التي خلصوا إليها في الدورية العلمية journal Social Psychological and Personality Science.