احتاج طفل ابتلع بطارية صغيرة الحجم، عدداً كبيراً من العمليات الجراحية لإنقاذه، حيث شارك أبٌ محطم القلب صورةً لابنه الصغير، الذي أجرى 28 عملية جراحية، وفق ما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية، السبت 10 يوليو/تموز 2021.
كان أولي لينون يبلغ من العمر عاماً واحداً فقط عندما لاحظ والداه أنه غير قادر على تناول الأطعمة الصلبة دون تقيُّؤها، واعتقد الأطباء في البداية أنه يعاني التهاباً في الحلق (الخانوق) أو ربو.
بعدها بأيام، كشفت الأشعة السينية أن بطارية على شكل زر استقرت في حنجرته. تحمَّل أولي عبء إجراء 28 عملية مختلفة لإنقاذ حياته، من ضمنها عملية اضطر فيها الجراحون إلى الوصول إلى خلف قلبه.
حظوظ نجاته كانت ضعيفة
في ذلك الوقت، قال الأطباء إن حظوظ نجاته لا تتعدى الـ10%، وقيل لوالديه إنه "لن يتعافى تماماً أبداً". الآن، يكشف الأب إيلوت عن محنة الطفل الشجاع ويحذّر الآباء الآخرين لاتباع الإشارات التحذيرية.
دخل أولي مستشفى ورثينج في مقاطعة غرب ساسكس البريطانية يوم 29 مايو/أيار 2017، بتشخيص مرض الخانوق، ولأنه غير قادر على تناول الطعام دون تقيؤه، لكن لم يتضح مدى جدية الموقف إلا بعد اكتشاف الوالدين وجود بطارية على شكل زر في حلقه.
قال إيلوت لينون إن المحنة بدأت في وقت مبكر بعد الظهر، عقب قضاء رحلة نهارية عائلية.
شرح قائلاً: "لقد خرجنا معاً كعائلة في النهار، وعدنا إلى المنزل لتناول الغداء، وكان الأطفال بمفردهم في الغرفة الأمامية بينما كنا نعدُّ الشطائر لهم. نحن نتحدث عن مدىً زمني لا يتعدى دقيقة. بعدها توجهنا إليهم وكان أولي غريباً بعض الشيء. لم يكن يسعل لكنه كان مختنقاً لدرجة يمكن سماعها. كان أي طعام يدخل في جوفه يخرج مباشرة مرة أخرى. عندما حاولنا إطعامه مجدداً، تقيأ قطعة دم متجلطة. كان الأمر مثيراً للغثيان حقاً".
نجا بعد 28 عملية جراحية
قال المختصون الموجودون في المستشفى لوالديه، إن أولي ربما يعاني من مرض الخانوق أو أزمة ربو، لكن الأشعة السينية في اليوم التالي أظهرت أنه ابتلع بطارية على شكل زر.
تابع إيلوت: "خرجت مسرعاً من عملي إلى المستشفى، حيث كان يتوجب علينا التوقيع بالموافقة على إخراج البطارية من جسده".
رغم هذا، كان الطفل، ذو العام الواحد، يحتاج لتلقي علاج على يد متخصصين في مستشفى جريت أورموند ستريت بمدينة لندن لإنقاذ حياته.
حذَّر الطاقم الطبي هناك من أن مستوى الرعاية الصحية المكثفة التي يحتاجها أولي يعني أن نسبة بقائه على قيد الحياة لن تتعدى 10% إذا نُقل من وحدة العناية المركزة إلى المستشفى.
نجا أولى بعد إجراء 28 عملية جراحية لكن الضرر، الذي تسببت فيه مادة هيدروكسيد الصوديوم الموجودة في جسده، جعله مريضاً للغاية.
قال إيلوت: "لن يتعافى تماماً أبداً. لن يكون قادراً على ممارسة الرياضة كالأطفال الآخرين".
آخرون ماتوا بسبب بطارية صغيرة
منذ أقل من شهرين ماضيين، توفيت طفلة صغيرة أخرى بعد ساعات من ابتلاعها بطارية صغيرة، مع احتراق الحمض في أنبوبها الغذائي.
توفيت هاربر لي فانثورب، البالغة من العمر عامين، من مدينة ستوك أون ترينت بمقاطعة ستافوردشاير، في 23 مايو/أيار الماضي، بعد أن قالت أمها ستاسي نيكلين إنها لم تدرك أن ابنتها ابتلعت البطارية.
في وقت مبكر من العام الجاري، أطلقت الحكومة حملة لنشر الوعي فيما يتعلق بمخاطر البطاريات على شكل زر.
قال أندرو باركلي، كبير الأطباء الشرعيين في مقاطعة شمالي ستافوردشاير: "هناك قلق شديد حول هذه المسألة فيما يتعلق بالصحة العامة. إنها تؤثر على العديد من الأطفال".
في رد فعل على وفاة هاربر لي، قال إيلوت: "أفعل كل ما بوسعي. فقط عندما يحدث شيء ما مع أناس آخرين. نحن نعيش في ظروف مؤسفة بهذا العالم، حيث يخسر طفلٌ حياته بسبب الغفلة عن القيام بأمر ما. رحلت عنا هاربر لي. آمل أن يأتي خير من وراء هذا، لكنني مستاء للغاية، لأننا يجب أن نفقد حياة حتى يتحقق أمر كهذا. كان من الممكن أن يكون طفلي هو من مات".