عثر باحثون الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021 على بقايا جثة رجل في أوروبا تحتوي على شظايا من الحمض النووي وبروتينات البكتيريا التي تسبب الطاعون، ما يؤكد أن أول ضحية بالمرض كانت تعيش قبل 5 آلاف سنة لتثير جدلاً جديداً عن أصل المرض الذي أودى بحياة ملايين البشر.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن الرجل الذي عثر عليه الباحثون أُطلِق عليه رمز "آر في 2039" كام في العشرينات من عمره، واكتُشِف هيكله العظمي في نهاية القرن التاسع عشر، لكنه اختفى بعد ذلك ثم عُثر عليه مجدداً عام 2011 وتظهر بقاياه وجود بكتيريا "ييرسينيا بيستيس" المسببة للطاعون، وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "سيل ريبورتس".
بن كراوس كيورا الباحث في جامعة كيل الألمانية قال إن "تحليلات السلالة التي حددناها تظهر أن بكتيريا ييرسينيا بيستيس تطورت في وقت أبكر مما كنا نعتقد".
وأشار بن كراوس كيورا إلى أن العثور على هذه البكتيريا كان "مفاجأة"، إذ كان العلماء يسعون في البداية إلى إنشاء رابط عائلي محتمل بين هذا الرجل وثلاثة أشخاص آخرين عُثر على بقاياهم في المكان نفسه، فتوصلوا إلى هذا الاكتشاف.
ويرّجح أن تكون بكتيريا ييرسينيا بيستيس قد تسببت بوفاة الرجل، حيث وجدوا أن مستويات هذه البكتيريا موجودة في دمه كانت عالية، إذ قال كراوس كيورا: "حتى الآن، هو أقدم ضحية معروف للطاعون".
فيما لم يُصَب الأشخاص المحيطون به بالمرض، مما يؤكد أنه لم يكن مصاباً بالطاعون الرئوي الذي يُعتبر شكلاً شديد العدوى من الطاعون.
ويعود تاريخ أحدث سلالة من الطاعون يمكن أن تنتقل عن طريق البراغيث إلى نحو 3800 سنة، عندما بدأت تتشكل مدن يزيد عدد سكانها عن عشرة آلاف شخص.
واعتبر بن كراوس كيورا أن تتبع تاريخ "ييرسينيا بيستيس" يمكن أن يساعد في فهم كيفية تطور الإنسان للدفاع عن نفسه، وقال: "نحن مهتمون جداً بالدراسات المستقبلية عن كيفية تأثير هذه الأمراض المعدية القديمة على جهاز المناعة الحالي لدينا".
وفتك الموت الأسود بآلاف السنين، ويعتقد أنه تسبب بموت نحو نصف سكان أوروبا في القرن الرابع عشر، لكنّ أصله وتطوّره حيّرا العلماء طويلاً.