قالت صحيفة The Times البريطانية إن شقيقين كانا أطلقا صندوقاً استثمارياً لتداول عملية "بيتكوين" الإلكترونية وجمعا استثمارات بقيمة 3.6 مليار دولار اختفيا، ما أثار مخاوف كبيرة لدى عملائهما بشأن الأموال التي أودعوها لديهما.
الشقيقان رئيس وأمير كاغي، اللذان يبلغان من العمر 21 عاماً و17 عاماً على التوالي، لم يظهرا إلى العلن منذ أبريل/نيسان عندما أغلقا المنصة، وأخبرا العملاء بأن المنصة قُرصنت وأن الأموال المودعة فيها سُرقت. ويُزعم أن الأخوين قد حثَّا المستثمرين في صندوقهما "أفريكربت" Africrypt على عدم الاتصال بالسلطات، لأن ذلك "لن يؤدي إلا إلى تعطيل" جهود استرداد الأموال.
وفقاً للتقارير، فإن الشرطة تحقق حالياً في القضية التي يُمكن أن تكون إحدى أكبر سرقات العملات المشفرة في التاريخ.
يُشار إلى أنه في الأسابيع التي سبقت الاختفاء، باع الأخوان ممتلكات، منها سيارة فخمة من طراز لامبورغيني هوراكان، وتخليا عن جناحهما الدائم في أحد أغلى الفنادق في جنوب إفريقيا وعن شقتهما المستأجرة على شاطئ البحر بالقرب من مدينة دوربان، كما يقول محامو المستثمرين.
من جانبه، قال دارين هانيكوم، وهو محام يعمل بالوكالة عن بعض المستثمرين في صندوق الأخوين، لوكالة Bloomberg، إن طاقم موظفي التكنولوجيا في الشركة لم يعد بإمكانه الوصول إلى الأنظمة البرمجية قبل نحو أسبوع من الاختراق الأمني المزعوم.
بعد ذلك، حُوِّلت الأموال المجمعة لشركة أفريكربت من حساباتهما المصرفية ومحافظ عملائها الاستثمارية، وأدخلت في "خلاطات بيتكوين" Bitcoin tumblers and mixers في محاولة لجعلها غير قابلة للتعقب، على حد زعم المحامي. وقال هانيكوم: "أثار الأمر شكوكنا على الفور، لا سيما مع دعوة المستثمرين إلى عدم اتخاذ إجراءات قانونية".
وفي رسالة إلى موكلي الأخوين بتاريخ 13 أبريل/نيسان، زُعم أن أمير كاغي كتب أنهم "لم يكونوا يعرفون مدى الاختراق الذي وقع لمعلومات العملاء الشخصية في أثناء الهجوم". وبحسب المحامين، أضاف أمير كاغي أنه وأخاه كانا يحاولان استعادة "الأموال المسروقة والمعلومات السرية" التي وضع القراصنة أيديهم عليها.
من جهة أخرى، تزامن الاختفاء الواضح للأخوين كاغي مع ارتفاع قياسي في قيمة عملة بيتكوين، بعد إعلان الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة "تسلا"، إيلون ماسك، أن شركته ستبدأ في قبول العملة الإلكترونية. ومنذ ذلك الحين، تعرضت قيمة بيتكوين لأضرار كبيرة بسبب الإجراءات الصارمة التي شنَّتها الصين على العملات الرقمية وتراجع ماسك عن قراره.
حصل جيرهارد بوتا، وهو أحد المحامين في جوهانسبرغ يعمل بالوكالة عن 58 مستثمراً في صندوق كاغي، على أمر من المحكمة بالتحفظ المؤقت ضد الأخوين كاغي، اللذين أسسا موقع أفريكربت في عام 2019، ولطالما احتفت المجلات بأسلوب حياتهما الفخم ونجاحهما البارز.
اجتذب الأخوان كاغي مجموعة من المستثمرين الصغار والكبار من جنوب إفريقيا ومن الأجانب. وزعما أنهما سافرا إلى الصين للاجتماع مع مسؤولين في منصة "هوبي" Huobi، التي تعد إحدى أبرز منصات تداول عملات البيتكوين والإيثيريوم الرائدة عالمياً، والتي أرادت معرفة المزيد عن العائدات التي كانت تحصل عليها أفريكبت.
وأشار بوتا إلى أن "المستثمرين كانوا يشهدون ارتفاعاً كبيراً في قيمة استثماراتهم… وبلغ حجم النمو على الحسابات الخاصة بهم ما بين 8 إلى 12% شهرياً. حتى بلغ الأمر ببعض الناس اقتراض الأموال لضخ مزيد من الاستثمارات".
حاولت صحيفة The Times التواصل مع الأخوين كاغي، لكنها لم تنجح في ذلك. وعلى الرغم من قلة عدد المحاولات الناجحة، إن وجدت، من عمليات اختراق النظام الكودي وراء بيتكوين، فإن الغالب أن الأنظمة الأساسية التي يجري التداول فيها والمحافظ الإلكترونية المخزنة فيها تعتبر ضعيفة وقابلة للاختراق.
وحالة اختفاء الأخوين كاغي ليست الأولى، فقد سبق أن اختفت روغا إغناتوفا، المعروفة باسم "ملكة العملة الرقمية"، ومعها 4 مليارات دولار من أموال المستثمرين بعد انهيار مخطط كانت قد أعدته لمنافسة البيتكوين.