تحدَّث طبيبٌ كافَحَ من أجل إنقاذ حياة الأميرة ديانا بعد الحادث الكارثي الذي تعرضت له في باريس، عن أنه حاول "كلَّ شيء" لإعادة نبض قلبها مرةً أخرى، متحدثاً عن تفاصيل حول ما جرى عقب نقل الأميرة إلى المستشفى.
والطبيب هو منصف دهمان، الذي كان جرَّاحاً عاماً ومناوباً في مستشفى بيتي سالبترير في باريس، حين استُدعِيَ إلى قسم الطوارئ لإنقاذ حياة "امرأة شابة" في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أغسطس/آب 1997، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 19 يونيو/حزيران 2021.
قال دهمان، الذي يبلغ الآن 56 عاماً، لصحيفة Daily Mail: "كنت أرتاح في غرفة العمل حين تلقَّيت مكالمةً من الدكتور برونو ريو، كبير أطباء التخدير المناوب، يطلب فيها مني أن أذهب إلى قسم الطوارئ"، وأضاف: "لم أُخبَر بأنها الأميرة ديانا، بل فقط أن حادثةً خطيرة تعرَّضَت لها شابة".
أشار الطبيب إلى أن تنظيم مستشفى بيتي سالبترير كان هرمياً للغاية، وأضاف: "لذلك عندما تلقَّيت المكالمة من زميلٍ رفيع المستوى كان هذا يعني أن المسألة كانت خطيرةً بشكلٍ خاص".
دهمان الذي كان يبلغ من العمر يوم وقوع الحادثة 33 عاماً، قال إنه أدرك خطورة الموقف حين وصل إلى قسم الطوارئ بعد لحظات، وقال إن الدكتور ريو كان في القسم، ويعتني بالمرأة وهي على نقَّالة، وهو ما كان "علامةً على الأهمية الخاصة"، ثم أُبلِغَ أن المرأة هي ديانا، أميرة ويلز.
يستدعي الطبيب الأحداث قائلاً: "كانت تلك اللحظة فقط كفيلةً بأن توضِّح لي كلَّ هذا النشاط غير العادي"، وأضاف: "بالنسبة لأيِّ طبيبٍ أو جرَّاح يُعَدُّ الأمر مهماً للغاية إذا كان عليه الاعتناء بامرأةٍ شابة في هذه الحالة، لكن بالطبع الأمر يصبح أكثر أهميةً إذا كانت هذه الشابة هي أميرة".
رفض الدكتور دهمان وصف تفاصيل علاج ديانا، لكنه قال إن الأشعة السينية كشفت أنها أُصيبَت بـ"نزيفٍ داخلي خطير للغاية"، وخضعت لإجراءٍ من شأنه المساعدة في إزالة السوائل الزائدة من تجويف الصدر وكذلك نقل دم.
كانت الأميرة ديانا التي كان يبلغ عمرها يوم وفاتها 36 عاماً، قد أصيبت بسكتةٍ قلبية في حوالي الساعة 2:15 صباحاً، وخضعت لتدليكٍ خارجي للقلب وجراحةٍ طارئة وهي مستلقية على نقالةٍ في قسم الطوارئ.
أوضح الدكتور دهمان قائلاً: "قمت بهذا الإجراء لكي تتمكَّن من التنفُّس، لم يكن قلبها يعمل بشكلٍ صحيح لأنه كان يفتقر إلى الدم"، في حين كشفت العملية الجراحية أن ديانا أُصيبَت بتمزُّقٍ شديدٍ في غشاء التامور الذي يحمي القلب.
ووصل البروفيسور آلان بافي، أحد جرَّاحي القلب الرائدين في فرنسا للمساعدة في إنقاذ حياة ديانا، ونُقِلَت إلى غرفة العمليات، وتوصَّل الاستكشاف الجراحي إلى أن الأميرة أُصيبَت بتمزُّقٍ في الوريد الرئوي الأيسر العلوي عند نقطة التلامس مع القلب.
قام البروفيسور بافي بخياطة الجرح، لكن قلب ديانا توقَّف قبل الاستكشاف الجراحي ولم يعد إليه نبضه بعد ذلك.
يقول الدكتور دهمان: "جرَّبنا الصعق بالصدمات الكهربائية عدة مرات، وكما فعلت في قسم الطوارئ، قمنا بتدليك القلب. البروفيسور ريو أعطاها الأدرينالين، لكننا لم نتمكَّن من إعادة النبض إلى قلبها".
واصل الفريق المعالج محاولة إنعاش ديانا لمدة ساعة كاملة، وقال دهمان: "كافحنا بشدة، حاولنا كثيراً، حقاً كثيراً. عندما تعمل في مثل هذه الظروف لا تدرك مرور الوقت"، وأضاف: "الشيء الوحيد المهم هو أننا فعلنا كلَّ ما في وسعنا لهذه المرأة الشابة". وقال إن عدم تمكُّنه من إنقاذ ديانا أثَّرَ عليه كثيراً.
شدد الطبيب على أن الطاقم الطبي الفرنسي بذل كل جهوده لإنقاذ الأميرة، رافضاً بذلك ما تروج له "نظريات المؤامرة المتواصلة حول وفاة الأميرة"، بحسب ما ذكرته صحيفة Daily Mail.
وبعد عدة سنوات، توصَّلَت مراجعةٌ للأدلة الطبية للتحقيق في وفاة ديانا إلى أن المشاركين في العلاج والجراحة الطارئة بذلوا "كلَّ جهدٍ ممكن" لإنقاذ حياة الأميرة. وخلُصت المراجعة إلى أنه "لم تكن هناك استراتيجيةٌ أخرى كان يمكن أن تؤثِّر على النتيجة".
وعادت قصة الأميرة ديانا إلى الواجهة مرة أخرى، مع تحدُّث ريتشارد كاي، الصحفي الخبير بالشؤون الملكية وصديق الأميرة ديانا، عن الاتصال الهاتفي الذي أصبح آخر اتصال لأميرة ويلز قبل وفاتها، مشيراً إلى أن الأميرة كانت لديها رغبة شديدة للاجتماع بابنيها الأميرين وليام وهاري.
كانت الأميرة ديانا تتوق أيضاً قبل موتها لفتح صفحة جديدة في حياتها، وقال كاي: "كانت تحاول جاهدة أن تبدأ بداية جديدة، وأن تفعل شيئاً مختلفاً".