دواء جديد لحاملات “جين أنجلينا جولي” يشكل أملاً في علاجهن من سرطان الثدي دون آثار جانبية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/06/17 الساعة 19:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/18 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش
istock \سرطان الثدي

أظهر اكتشاف جديدٌ بارقة أملٍ جديدة للأشخاص الذين يحملون "جين أنجلينا جولي" الخاص بالسرطان، خصوصاً من النساء المهددات بالإصابة بسرطان الثدي، إذ بفضل عقاقير جديدة هناك احتمال قوي للتخلص من الأورام السرطانية وترك خلايا الجسم سليمة دون ضرر، خلافاً لتبعات العلاج الكيماوي.  

بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، فإن علماء في المملكة قد اكتشفوا نوعاً من العقاقير التي تستطيع تدمير نوع من السرطانات، حيث من المفترض إخضاعها للتجارب السريرية على المرضى نهاية العام الجاري.

الحديث يدور حول تحوُّر في جينات BRCA1 وBRCA2، التي تكون غالباً سبباً في الإصابة بسرطانات الثدي والمبيض والبروستاتا والبنكرياس.

نوع جديد من الأدوية 

وتُدعى العقاقير الجديدة مثبطات POLQ، وهي تمنع الخلايا السرطانية من إصلاح نفسها، دون أن تُؤثّر على الخلايا السليمة. 

بحسب الصحيفة، فقد وُجِد أنّها فعالة في تدمير خلايا الأورام المأخوذة من مرضى سرطان الثدي والمبيض والبروستاتا والبنكرياس، والخطوة التالية هي إثبات فاعليتها داخل الجسم عند تعاطيها في صورة أقراص.

من جانبه، قال كريس لورد، أستاذ الجينوم الورمي في معهد أبحاث السرطان بلندن والمؤلف المشارك في دراسة العقاقير الجديدة: "يتعاطى عددٌ كبير من المرضى مثبطات PARP، مثل عقار أولاباريب Olaparib في حالة سرطان المبيض. لكن هذا النوع من المثبطات يتوقف عن العمل بمرور الوقت. بينما تستطيع العقاقير التي حددناها توفير الوسيلة الجديدة المطلوبة لعلاج المصابين بهذا النوع من السرطانات الوراثية، حتى الأنواع التي تفشل مثبطات PARP في علاجها".

والأشخاص الحاملون لنسخٍ متحورة من جينات BRCA أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، لأنّهم لا يستطيعون إصلاح الحمض النووي التالف داخل خلاياهم.

وهذا يعني أنّهم قد يطورون خلايا غير طبيعية، سرعان ما تنمو لتُشكل ورماً.

ولحسن الحظ، تفعل مثبطات POLQ الأمر نفسه عن طريق ترك الخلايا السرطانية دون وسيلة لإصلاح نفسها حتى تموت، بينما ستتمكن الخلايا السليمة، التي ما تزال تحمل نسخةً طبيعية من جين BRCA، من إصلاح نفسها بشكل طبيعي والنجاة.

وهذا يُجنّب المرضى آلام العلاج الكيماوي، حيث تموت الخلايا السرطانية والسليمة على حدٍّ سواء، مما تكون له آثارٌ جانبية مثل التوعك وفقدان الشعر.

والسبب الكبير وراء الحاجة لهذه العلاجات الجديدة هو أنّه من الشائع أن تتوقف مثبطات PARP عن العمل بعد فترة لدى النساء المصابات بحالة متفشية من سرطان المبيض.

لكن مثبطات POLQ يمكنها توفير خط دفاعٍ آخر، مع قتل العقاقير من النوعين للخلايا السرطانية بمنعها من إصلاح حمضها النووي.

إذ إنّ الأورام الصغيرة التي نمت داخل المختبر قد تحوّرت لتعجز مثبطات PARP عن التأثير فيها، لكن مثبطات POLQ نجحت في قتلها بسهولة، وفقاً للدراسة المنشورة في دورية Nature Communications العلمية.

وهذا يشير إلى إمكانية استخدام العقارين معاً في المستقبل من أجل علاجٍ شديد الفاعلية.

ومن المقرر بدء التجارب السريرية، بقيادة شركة الأدوية Artios، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.

"جين أنجلينا جولي"

وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن استئصال الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي لثدييها سنة 2013 أدى إلى ارتفاع عدد النساء اللواتي قمن بإجراء اختبار جيني يوفر معلومات عن خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وأوضحت الدراسة الصادرة عن جامعة "جورجيا" الأمريكية، أن اعتراف أنجلينا جولي بحملها جينات تزيد من فرص إصابتها بالسرطان، شجّع النساء على القيام باختبارات جينية والتي ارتفع عددها بين 2003 و2014، حيث لاحظ العلماء ارتفاعاً كبيراً في هذا النوع من الاختبارات خصوصاً سنة 2013، والتي خرجت فيها الممثلة الأمريكية إلى العلن لتؤكد استئصالها لثدييها.

والاختبار الجيني الخاص بتشخيص سرطان الثدي هو اختبار للدم للتأكد مما إذا كانت هناك أي تغييرات في الجينين المُسببين لسرطان الثدي وهما: BRCA1 , BRCA2 \. إذ يسمح هذا الاختبار بتوقُّع خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض.

وقال تشو آدم تشن، أستاذ مشارك في الدراسة، إن "الاختبار الجيني يوفر معلومات مهمة عن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بين النساء اللائي لديهم تاريخ عائلي مع السرطان"، وأضاف: "الاستخدام الملائم لاختبارات الجينات سيؤدي إلى الحد والوقاية من السرطان، وبالتالي من الوفيات المترتبة عن المرض".

جدير بالذكر أن سرطان الثدي يُمثل 25% من جميع تشخيصات مرض السرطان على الصعيد العالمي، وفق ما نقله موقع "ميديكل نيوز تودي" عن الجمعية الأمريكية.

تحميل المزيد