يبدو أن هدف الرئيس الأمريكي جو بايدن لتطعيم 70% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية سيحتاج لـ"حوافز" وعروض تشجيعية وإغراءات لتلقي لقاح كورونا بعد تقاعس الأمريكيين عن تلقي الجرعات.
وحتى صيف العام 2021، تلقى 52% فقط من البالغين المؤهلين لتلقي اللقاح الجرعتين، وهو رقم لا يتماشى مع خطة بايدن بأن يحقق النسبة الغالبة بحلول عيد الاستقلال في الرابع من يوليو/تموز من العام 2021.
ولحث المواطنين، يشارك القطاع الخاص على طريقته مع جهود إدارة بايدن في جذب واستقطاب المواطنين لتلقي الجرعة والعودة إلى الحياة الطبيعية ما قبل جائحة كورونا في أسرع وقت، وهو الهدف الذي تسعى إليه جميع الدول دون استثناء.
شركات خاصة تدعم جهود التطعيم
على سبيل المثال، أعلنت شركة إنتاج البيرة Brewer Anheuser-Busch أنها ستشارك مع البيت الأبيض لتقديم بيرة مجانية لأي شخص بالغ يتلقى لقاحاً قبل عيد الاستقلال.
كما أعلن قسم الصيدليات في سلسلة كروجر، أكبر سلسلة سوبر ماركت في أمريكا، أنه سيوفر للعملاء المحصنين فرصة للفوز بمليون دولار كل أسبوع لمدة خمسة أسابيع، ومنح 10 متسوقين "بقالة مجانية لمدة عام".
إذا كنت من محبي الصيد، فإن ولاية ماين تمنح تراخيص صيد مجانية لمن يتلقى اللقاح، بينما ذهبت ولاية فرجينيا الغربية إلى حد توزيع بنادق صيد مجانية.
أما شركة طيران United Airlines، فقدمت عرضاً لا يقاوم بجائزة الحصول على رحلات طيران مجانية لمدة عام.
حملات شهيرة أخرى ولكن أقل تكلفة على أصحابها شملت: دونت واحدة مجانية يومياً من متجر كرسبي كريم Krispy Kreme المتخصص بالدونتس، والبرغر المجاني من مطعم Shake Shack، بالإضافة إلى بطاطا مقلية مجانية.
بدورها، قررت ولايتا أوهايو وكاليفورنيا تشجيع المواطنين عبر تخصيص جائزة تقليدية لمن تم تطعيمهم حديثاً، وهي سحب اليانصيب للحصول على مبلغ يصل إلى 1.5 مليون دولار.
وتغري ولاية نيويورك المراهقين بفرصة الفوز بمنحة دراسية كاملة لأي جامعة حكومية، حسب موقع Inc الأمريكي.
كيف تعود هذه الحوافز بالربح على الشركات؟
بيد أنها تساعد في تسريع تطبيق توصيات الخبراء حول العالم، إلا أن تحقيق هذه الحماية الجماعية يسرع أيضاً في نهاية الوباء.
وقدّرت الإدارة الأمريكية أنه يجب تطعيم أن 160 مليون بالغ ليظل الفيروس تحت السيطرة، ويسمح برفع القيود ويخفف الضغط على العاملين في مجال الرعاية الصحية، ويعيد فتح البلاد والاقتصاد بشكل كامل.
كما تستخدم الشركات أيضاً حوافز التطعيم لتحفيز المبيعات وجذب عملاء جدد.
على سبيل المثال، طرح مقهى بارباكوا GG's Barbacoa Café، وهو مطعم ستيك شهير في مدينة كانساس سيتي، خصماً بنسبة 25% على التطعيم في شهر مايو/أيار 2021.
وبطبيعة الحال، زاد هذا الخصم من عدد الزبائن وبالتالي زادت الأرباح.
الحكومة تستخدم الاقتصاديات السلوكية لإقناع المواطنين
وبينما يمكن لأصحاب الأعمال أن يطلبوا تطعيم الموظفين، إلا أن الحكومة لا تستطيع فرض ذلك دستورياً.
لذلك، وبمساعدة الشركات، تستخدم الدول الاقتصاديات السلوكية لجعل الأشخاص المترددين أو المقاومين للقاحات يتصرفون بما يحقق مصلحتهم الفضلى.
أستاذ العلوم السلوكية والاقتصاد في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو ريتشارد إتش ثالر وكاس آر سنستين في كتابهما الصادر عام 2008، Nudge، قاما بتجربة تقديم تذاكر يانصيب للأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا من أجل تلقي اللقاح.
من الجدير بالذكر أن الإنفلونزا قتلت ما يقدر بـ24.000 إلى 62.000 شخص خلال موسم 2019-2020، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وبعد مرور أكثر من 10 سنوات على كتابهما أعادا تنقيحة ونشره بما يتوافق مع ظروف جائزة كورونا، ليدعو الكتاب إلى تقديم الحوافز المثيرة والمرحة لتشجيع الناس على تلقي التطعيم.
إغراءات لتلقي لقاح كورونا أيضاً في كندا
في كندا، سعت الشركات أيضاً إلى دعم الجهود الحكومية عبر تقديم خصومات وعروض مجانية لمن يظهرون دليلاً على تلقي الجرعة الأولى من اللقاح.
متجر للبقالة يدعى Sombrero Latin Food يعد بتقديم الحلوى لكل من يثبت تلقيه اللقاح، بينما تقدم متاجر أخرى خصومات متواضعة بقيمة 6 دولارات عند شراء الطعام أو البيرة.
إلى ذلك، تقدم بعض المتاحف زيارات مجانية لمن تلقى التطعيم، في حين تمنح تطبيقات إلكترونية ما يصل إلى 50 دولاراً لمن يضع على حسابات التواصل الاجتماعي صوراً لتلقيه التطعيم، وغيرها الكثير.
في روسيا عروض لربح سيارات
في موسكو، التي تكافح ارتفاعاً في حالات فيروس كورونا، يحق لأي شخص تلقى أول لقاح من جرعتين حتى 11 يوليو/تموز 2021، أن يدخل في سحب لربح 5 سيارات بقيمة مليون روبل (13900 دولار) يتم السحب عليها كل أسبوع.
أما في بلدة فلبينية، فقرر رئيس البلدية تخصيص بقرة كجائزة تشجيعية لمن يحصل على اللقاح، بحسب ما نشرته وكالة Reuters.
يقول الخبراء بحسب ما نشرته صحيفة Global News الكندية، إن عروضاً كهذه تعود بالربح على الشركات لأنها تشجع المستهلكين على العودة إلى متاجرهم المفضلة، أو اكتشاف علامات تجارية جديدة ومحلية بعد إغلاق أضر باقتصاد العالم.