على الرغم من أنَّ الشبكات الاجتماعية غالباً ما تبدو كأنها مسابقة شعبية لكسب أكبر عدد من "الإعجاب"، فإن عدم الإعجاب المفرط غالباً ما يكون له التأثير نفسه، أي عدد النقرات والمشاهدات والضجة العامة.
ولعل الاختلاف الوحيد هو أنَّ الناس يميلون إلى "كره مشاهدة" فيديو يوتيوب مرات ومرات، بدلاً من الاستمتاع بها عامةً، وهو ما يسمى في منطق الإعلام والترويج "الدعاية السيئة".
الفيديو الأكثر كرهاً على YouTube
الدعاية السلبية هو التعبير الأفضل لوصف فيديو "YouTube Rewind 2018: Everyone Controls YouTube"، الحاصل على أعلى عدد من "لا يعجبني" في تاريخ يوتيوب، بحسب موقع Digital Trends الأمريكي.
وحتى شهر مايو/أيار 2021، جمع الفيديو المُحرِج 19 مليون علامة "لا يعجبني"، 10 ملايين منها في الأسبوع الأول. وبالمقارنة، يمكن القول إنَّ علامات الإعجاب التي حصل عليها الفيديو، وهي 3 ملايين، تبدو بائسة أمام الردود السلبية.
وحسب وصف الفيديو الموجود في أسفله، صُنِع YouTube Rewind 2018 للاحتفال بـ"مقاطع الفيديو والشخصيات والموسيقى واللحظات التي ميَّزت عام 2018″، حسب موقع HowStuffWorks.
وكان عام 2018 مليئاً بالميمات والنزعات (ترندات) المزعجة والمبالَغ فيها تماماً، مثل أغنية "Baby Shark" ورقصة "فلوس" في لعبة Fortnite، اللتين احتلتا مكانة بارزة وقتها. (بالمناسبة، يصادف أنَّ فيديو "Baby Shark" يحتل المرتبة الثالثة في قائمة "مقاطع الفيديو الأكثر كرهاً على يوتيوب، بعد المقطع الدعائي لفيلم "Sadak 2").
ومن بين العديد من الشكاوى التي لوحظت بشأن الفيديو، كان أكثرها موجهاً لوقت التشغيل. إذ يبلغ زمن الفيديو (8 دقائق و13 ثانية) للحظات وصفها المشاهدون بالمزعجة والمبتذلة.
ويتخلل الفيديو مقاطع استفزت المشاهدين، من المفترض أنها تُمثِّل عام 2018، مع ضبطها على موسيقى سريعة الوتيرة.
لكن الجزء الذي تلقى أكبر كمية من الانتقادات هو منتصف الفيديو، وتحديداً بعد إحياء ذكرى أغنية الرقص الشعبية "In My Feelings"، يغير الفيديو مساره فجأة ويصبح حزيناً بشكل مرعب، مشيراً إلى قضايا عشوائية، سواء كانت لاجئين، أو صحة عقلية، أو أمهات عاملة، أو الاستدامة، أو التمثيل الآسيوي.
مع العلم أنَّ الفيديو لا يقول أي شيء فعلياً عن هذه القضايا أو الأشخاص، بل هو فقط يُظهرها على الشاشة للحظات.
وقال أحد ممثلي يوتيوب لموقع The Verge، في بيان يعود إلى عام 2018: "التعليقات الصادقة يمكن أن تكون مزعجة، لكننا نستمع إليها ونقدّر مدى اهتمام الناس. إنَّ محاولة التقاط سحر يوتيوب في مقطع فيديو واحد يشبه محاولة التقاط البرق في زجاجة. أدركنا أيضاً أنَّ إنشاء المحتوى قد يكون أمراً صعباً حقاً، وهذا يؤكد احترامنا وإعجابنا لمنشئي محتوى يوتيوب الذين يفعلون ذلك كل".
مع وجود أكثر من 130 من نجوم ومشاهير يوتيوب في الفيديو، يُعَد محتواه حيوياً بإفراط؛ لذلك من غير المرجح أن يتعرف المشاهد الأكثر تفانياً إلا على عدد قليل منهم.
وزاد الوضع العشوائي للممثل المحبوب ويل سميث في البداية والنهاية من الارتباك. وجاء في الفيديو مشهدٌ له وهو يقول: "هذا مثير".
ولكن عكس ما قاله سميث على ما يبدو؛ تشير جميع الأدلة (وعدد الإعجابات تحديداً) إلى أنَّ الفيديو لم يكن مثيراً على الإطلاق.
وما هو أكثر فيديوهات يوتيوب إعجاباً؟
إن حيازة فيديو ما أكبر عدد إعجابات من مستخدمي موقع يوتيوب لَهو إنجاز فريد من نوعه. وحسب موقع Brand Watch، فإن معظم فيديوهات لائحة أكثر فيديوهات على يوتيوب إعجاباً هي لنجوم بوب شباب أمثال جاستن بيبر وأديل وشون ماندير وغيرهم.
أما أكثر فيديو لاقى نسبة إعجابات فهو لأغنية despacito أو ديسباسيتو للمغني البورتوريكي لويس فونسي والتي صدرت عام 2019، بل هو ثاني أكثر فيديو تمت مشاهدته محققاً 7.4 مليار مشاهدة، أما نسبة الإعجاب فتخطت 44 مليون إعجاب مقابل 5 ملايين "لم يعجبني".