قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 3 يونيو/حزيران 2021، إن تجار المخدرات التابعين للمافيا بضواحي روما يستعدون لتحدٍّ جديد في مواجهة قوةٍ من الشعراء، ولاعبي الخفة، وراقصات الباليه بالتزامن مع اتباع المدينة نهجاً جديداً في محاربة الجريمة.
إذ إن ثماني ساحات عامة، حوَّلتها عشائر المافيا إلى أسواق للمخدرات، سوف تُغلق في وجه المرور، ليملأها الموسيقيون لتقديم عروض الفنون القتالية، وفعاليات قراءة الشعر والأدب، ومباريات كرة القدم الخماسية، وعروض راقصات أوبرا روما.
اقرأ أيضاً
استعادة المساحات العامة
حيث قالت فريدريكا أنجيلي، منظِّمة الحدث الذي سيستمر في عطلات نهاية الأسبوع على مدار شهرٍ كامل: "نُريد استعادة المساحات العامة التي كانت تخصنا في الأصل، قبل أن تستولي عليها المافيا. واختارت الشرطة هذه الساحات تحديداً، لأنّ تجار المخدرات في كل منها يجنون 250 ألف يورو أسبوعياً (303 آلاف دولار تقريباً) من بيع المخدرات، مما يعني أن وجودنا هناك طوال فترة الحدث سيجعل تجارة المخدرات تخسر نحو 10 ملايين دولار تقريباً".
فريدريكا هي صحفية سابقة كانت تحت حماية الشرطة بعد تعرضها للتهديد بواسطة المافيا في مسقط رأسها ببلدة أوستيا على حدود روما، وسوف تقوم بجولةٍ بين الساحات العامة في أثناء الحدث، على متن شاحنةٍ تحمل فرقةً مسرحية.
كان عرضٌ تجريبي من الموسيقيين، الذين يعزفون الأغنيات الرومانية القديمة، قد جذب ردود فعل عدائية من السكان الذين يعملون لصالح التجار المحليين أو يرهبونهم.
اقرأ أيضاً
رد فعل إيجابي من السكان
كذلك قالت فريدريكا: "صرخت امرأةٌ من سان باسيليو في وجهي قائلةً: أريد تجار المخدرات ولا أريدكم. بينما وقف زعماء العصابات يصورون نوافذ السكان المغلقة؛ لمعرفة مَن فتح الستائر للتصفيق للعرض. وفي كورفيالي، تظاهرت امرأةٌ بري النباتات على نافذتها كذريعةٍ لمشاهدتنا، رغم أن السماء كانت تمطر بغزارة".
أما في تور بيلا موناكا فكانت العصابات أقل تهديداً، إذ طلبوا من الموسيقيين عزف أغنيات نابولي فقط. وفي لا رومانينا وجد السكان الشجاعة للرقص على أنغام الموسيقى.
أردفت فريدريكا، التي جرى تخليد حياتها كصحفية في فيلمٍ إيطالي عام 2019، أنها لم ترتدع بردود الفعل في بعض الأحياء، لأن الدولة نسيت أمر هذه المناطق طيلة 40 عاماً.
أوضحت أن الشرطة دعمت هذه المبادرة، مشددةً على أن الشرطة قالت لها إنهم سيستمتعون بالتنصت على مكالمات رجال العصابات وهم يناقشون الأماكن التي سينقلون إليها أعمالهم، وفق قولها.