وضعت مديرة منزل رومانية نهاية للمسيرة الإجرامية لاثنين من زعماء المافيا الإيطالية، اللذين تحديا الشرطة وعصابات المخدرات المنافسة، وذلك بعدما أبلغت عنهما، لتحصل نتيجة ذلك على لقب "الأم الشجاعة" من قبل عمدة مدينة روما، فيرجينيا راجي.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الإثنين 31 مايو/أيار 2021 إن زعيمي المافيا الإيطالية، فرانشيسكو سبادا (34 عاماً)، وشقيقه خوان كارلوس سبادا (32 عاماً) أدارا نشاطاً إجرامياً قائماً على تجارة المخدرات والابتزاز، في بلدة أوستيا الساحلية بالقرب من روما.
وألقت الشرطة القبض عليهما يوم الجمعة 28 مايو/أيار 2021، بفضل أدلة من المرأة البالغة من العمر 50 عاماً التي ساعدت في تربيتهما، وقالت إنها اضطرت إلى ردع الأخوين بعدما جندا أبنائها للاتجار بالمخدرات وضربوهم وأجبروهم على أن يصبحوا مدمني مخدرات والعمل في الدعارة.
أضافت السيدة التي لم يُفصَح عن اسمها: "يمكنك أن تأخذ كل شيء من الناس، لكن ليس كرامتهم. وقد أخذ الأخوان سبادا كرامتنا".
إمبراطورية مخدرات
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بعد إطلاق النار على منافسين في عام 2011، أنشأت عائلة سبادا إمبراطورية عَمِلَت على إفساد ذمة المسؤولين، وتحويل الشوارع إلى أسواق مخدرات مفتوحة، على بعد أمتار قليلة من الشواطئ المزدحمة بالمصطافين الرومانيين.
أُلقِي القبض على كبار أعضاء هذه الإمبراطورية، بما في ذلك الأب أرماندو سبادا، لكن الشرطة تزعم أنَّ ولديه فرانشيسكو وخوان كارلوس أبقيا العمل مستمراً، واثقين من أنَّ السكان المحليين المذعورين لن يقولوا شيئاً للشرطة.
بحسب التقارير، تربَّحت عائلة سبادا أيضاً أموالاً من خلال تأجير شقق فارغة تابعة للسلطات المحلية، التي شغلوها بطرق غير قانونية، وأُعطِي مرآب صغير واحد بالإيجار لمدبرة المنزل الرومانية الأرملة لإيوائها وأطفالها الأربعة.
وعلى الرغم من أنَّ المرأة كانت تطبخ وتنظف من أجل عائلة سبادا، إلا أنَّ فرانشيسكو وخوان كارلوس أذيا أطفالها، وأقنعا أحد أبنائها البالغ من العمر 23 عاماً بالإدمان ثم ضرباه بسبب ديون المخدرات وأبقياه أسيراً لأيام دون طعام، وفي إحدى المرات أجبراه على شرب زجاجة ويسكي قبل نشر الفيديو على تيك توك لإذلاله.
يزُعَم أيضاً أنَّ عائلة سبادا أجبرت ابنة المرأة (22 سنة) على ممارسة الدعارة. واتصلت مدبرة المنزل بالشرطة عندما عاد ابنها إلى المنزل الأسبوع الماضي بوجه ملطخ بالدماء بعد تعرضه للضرب بمضرب بيسبول. لكن خوفها الشديد من الكلام دفعها لإغلاق الهاتف على الفور، لكن الشرطة تتبعت مكالمتها، ووافقت المرأة على البوح بكل شيء.
يواجه الأخوان سبادا اتهامات بالخطف والاستعباد والاتجار بالمخدرات والابتزاز، وبدأت المرأة شهادتها ضد عائلة سبادا بالقول: "أعلم أنه بعد أن أقول ما سأقوله، لن تعود حياتنا أبداً كما كانت".
وعلى الرغم من نفوذ تجار المخدرات في إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، فإن السلطات في إيطاليا وألبانيا نجحت في يوليو/تموز 2020، في تفكيك كارتل (اتحاد عصابات) كبير للمخدرات بين دول مختلفة وضبطِ بضائع وعقاقير مخدرة بقيمة 44 مليون يورو (49 مليون دولار).
جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من محاولات سلطات إنفاذ القانون التي تهدف إلى القضاء على أحد المصادر الرئيسية للمخدرات التي تدخل أوروبا، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.
حينها قالت قوات الشرطة والسلطات القضائية في البلدين إنها ألقت القبضَ على 37 عضواً في شبكة الجريمة المنظمة، وضبطت 3.5 طن من الماريغوانا والحشيش والكوكايين وبضائع وأصول أخرى.