“القنبلة الموقوتة” شيلي نوتيك.. الأم القاتلة التي عاملت أسرتها بوحشية وسيُطلق سراحها قريباً

الغريب أنّه كانت تعذب بناتها وأنّ كل ضحاياها كانوا أصدقاء وأقرباء لها

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/27 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/27 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
شيلي/ Thomas & Mercer Publishing

لكلّ قاتل متسلسل أو مُجرم قصته وتفاصيله الغريبة، هذه القصّة ليست لقاتلة متسلسلة تقتل بشكلٍ عام من أجل الاستمتاع بالقتل أو الحصول على نشوة معينة من قتل أشخاص عابرين، بل استمتعت بقتل أصدقائها والمقربين منها!

كانت شيلي نوتيك تعيش حياةً تبدو جميلة من خارجها، لديها ثلاث بنات، ولديها زوجٌ حنون، بل ومطيع، وتعيش في منزلٍ هادئ في مدينة ريموند، في العاصمة الأمريكية واشنطن.

في محيطهما عُرف الزوجان بأنّهما كريمان، دائماً ما يدعوان أصدقاءهما وأقرباءهما الفقراء أو المتعثرين مالياً للعيش معهما، لكنّ شيئاً غريباً كان يحدث، لقد بدأ هؤلاء المقربون في الاختفاء واحداً تلو الآخر، هذا إضافةً إلى معاملتها الوحشيّة والمروّعة لبناتها. في النهاية كان تسليمها للشرطة على يد بناتها الثلاث.

فقد كشفن عن القصة المروعة لأمهنّ، التي كانت تعذِّب الأصدقاء والأقارب، ثم تقتلهم، كما دعمن كلامهن بتفاصيل التعذيب الجسدي الذي تعرّضن له على يدها.

وقد حكم على شيلي نوتيك بالسجن منذ عام 2004، ورغم ذلك فمن المقرر إطلاق سراحها في يونيو/حزيران 2022، وهو الأمر الذي يثير فزع بناتها مما قد يحدث لهنّ بعد ذلك.

البداية.. تعذيب بناتها وابن أختها

وُلدت شيلي نوتيك في 15 أبريل/نيسان عام 1964، في مدينة ريموند الأمريكية، وقد كانت طفولتها مليئة بالأذى والألم.

شيلي
منزل عائلة شيلي الذي ارتكبت فيه كل جرائمها/Thomas & Mercer Publishing

كانت شيلي أختاً كبرى لثلاثة أشقاء، وكانت أمها مدمنة كحول، وقد اختفت مبكراً من حياة أطفالها دون أسباب. بدأت شيلي وهي العاجزة عن معالجة مشاعرها السلبية في إساءة معاملة إخوتها الصغار، لكنّ صدمتها الحقيقية كانت حين عرفت وهي في عمر الـ13 أنّ والدتها لم تتخلّ عنها هي وإخوتها، وإنما قد تعرّضت للضرب حتّى الموت، وليس هناك تفاصيل كثيرة عن والدتها.

انعكست هذه المعلومة على سلوك شيلي مع الوقت بلا شك، وفي عمر 15 عاماً عاشت شيلي مع جدتها بعد اتهام والدها بإحدى الجرائم. عندما بلغت شيلي 17 عاماً هربت مع زوجها.

على مدار السنين، أنجبت شيلي طفلتين، هما نيكي من زواجها الأول، وسيمي من زواجها الثاني. وفي عام 1987 تزوجت زيجتها الثالثة، وأنجبت فتاةً ثالثة من زواجها الأخير، واسمها توري.

ومن المعروف -وفقاً لشهادات بناتها- أن زوجها الثالث ديفيد تعرّض دائماً إلى سوء معاملة من قِبل شيلي، تماماً كما كان يعاني زوجاها السابقان. ومع مرور الوقت كانت شيلي تصبح أكثر عنفاً.

يمكن أن نقول إنّ أوّل ضحاياها كان ابن أخيها، المراهق شين واتسون، فقد انتقل واتسون للعيش معها وعمره 13 عاماً بعدما دخل والده السجن، كان هذا عام 1988.

في البداية رحّبت شيلي بابن أخيها، لكنّها سرعان ما بدأت تمارس عليه تعذيباً بأساليب نفسية عديدة، فقد أجبرته مثلاً على الذهاب إلى المرحاض لقضاء حاجته دون أن يكون بحاجة لفعل ذلك، كما كانت تأمره أيضاً بالوقوف خارج المنزل عارياً في البرد وتُلقي الماء عليه.

كما لم تسلم ابنتيها كذلك من التعذيب، فقد كانت غالباً ما كانت تحبسهما في البيت المخصص للكلب.

والغريب أنّ شيلي كانت غالباً ما تغمر بناتها وابن أخيها بكلمات الحب والمودة بعد أن تعذبهم.

كانت أولى ضحاياها صديقتها كاثي لورينو، فقد استضافتها عام 1988، وسرعان ما أساءت معاملتها، فقد كانت كاثي بلا مأوى. وهكذا أجبرت شيلي صديقتها كاثي على الموافقة على تناول المهدئات ليلاً والنوم في قبو المنزل.

اختفت كاثي لورينو فجأةً، بعدما عاشت مع شيلي طيلة 5 سنوات قبل اختفائها في عام 1994.

فقدت كاثي في بيت شيلي حوالي 45 كيلوغراماً من وزنها، وفي النهاية لقيت مصرعها بعد تعرّضها للضرب المبرح على يد شيلي. وما إن قتلتها حتّى أقنعت شيلي زوجها وبنتيها بأنَّهم سيدخلون جميعاً السجن إذا علم أي شخص غريب بما حدث، لذا أحرق زوجها ديفيد جثة صديقتها كاثي لورينو.

وعندما يسأل أي شخص عن كاثي -التي عاشت 5 سنوات مع شيلي وأسرتها- كانت شيلي تجيب ببساطة أنَّ صديقتها غادرت المنزل مع حبيبها، لتبدأ حياة جديدة في مكانٍ آخر.

لكنّ ابن أخيها واتسون لم يتحمّل، وأراد فضح الأمر، وأخبر ابنتها نيكي أنَّه سيُطلع الشرطة على بعض الصور المؤلمة التي التقطها لكاثي بينما كانت لا تزال على قيد الحياة وتعاني من سوء تغذية شديد.

لكنّ نيكي من الخوف أخبرت والدتها عن خطته، الأمر الذي جعل زوجها يُطلق النار على واتسون، في فبراير/شباط 1995.

كان زوجها ديفيد رجلاً غريباً، ففي شهادتها، قالت سيمي ابنة شيلي، إنَّ ديفيد "رجل ضعيف الشخصية للغاية، وهذا هو السبب الذي جعل أمي قادرة على السيطرة عليه. كان من الممكن أن يحظى بزواج سعيد، وأن يكون زوجاً رائعاً، لأنَّه كذلك بالفعل، لكنها دمرت حياته".

شيلي تستمتع بقتل أصدقائها!

أمّا الضحية الثالثة لشيلي بعد صديقتها كاثي، وابن أخيها واتسون، فكان صديقها رون وودورث، البالغ 57 عاماً.

كان رون يعاني من إدمان المخدرات عندما انتقل للعيش مع عائلة شيلي عام 1999. وما هي إلا فترة قصيرة حتّى بدأت شيلي توبخه وتسيء معاملته، ولم تكن تسمح له باستخدام المرحاض، وتجبره على قضاء حاجته خارج المنزل. 

كما طلبت شيلي منه قطع علاقته بعائلته، بل أجبرته على شرب بوله، ثم أمرته بالقفز من فوق سطح المنزل المكوَّن من طابقين. 

شيلي
صورة لشيلي/ Thomas & Mercer Publishing

لم يَلقَ الرجل حتفه بسبب هذا السقوط، لكنّه واجه ما هو أسوأ، أصيب الرجل بجروحٍ بالغة، وكانت شيلي تسكب مواد التبييض على جروحه المفتوحة، حتى مات متأثراً بجراحه في أغسطس/آب 2003.

وكالعادة، أخبرت شيلي أصدقاء رون بأنَّه حصل على وظيفةٍ جديدة في مدينةٍ أخرى. وظلّت جثة رون في فريزر العائلة لفترة، حتى دفنه زوجها ديفيد في نهاية المطاف في فناء المنزل. 

كان اختفاء رون السبب في جعل ابنتها الصغرى توري، البالغة من العمر آنذاك 14 عاماً، تدرك ما كان يحدث في منزل عائلتها.

كانت شقيقتاها الأكبر سناً قد غادرتا المنزل، وعندما أخبرتهما توري بما تعتقد أنَّه حدث طلبتا منها جمع متعلقات رون، حتى يستطعن إبلاغ السلطات. وقد نفّذت توري بالفعل المطلوب منها، وأبلغت الشقيقات الثلاث عن والدتهن.

فتّشت الشرطة منزل شيلي وديفيد عام 2003، وعُثِرَ على جُثَّة رون المدفونة في فناء المنزل، وأُلقي القبض على الزوجين، في 8 أغسطس/آب من نفس العام.

اعترف ديفيد مباشرةً بإطلاق النار على ابن أخي شيلي، الشاب واتسون، كما اعترف أيضاً بدفن جثة وودورث. وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً لإطلاقه النار على واتسون.

وحُكِمَ على شيلي بالسجن 22 عاماً، ولكن من المقرر إطلاق سراحها مبكراً في يونيو/حزيران 2022.

وتشعر الشقيقات الثلاث بالقلق الشديد بسبب إطلاق سراح أمهنّ. 

علامات:
تحميل المزيد