كانت الشابة البالغة من العمر 24 عاماً، التي تدعى ميريدث إيمرسون، قد تخرجَّت مؤخراً في جامعة جورجيا المرموقة وحصلت على شهادتها مع مرتبة الشرف، وكان المستقبل يبدو مشرقاً أمامها، لولا أنها التقت القاتل السفاح غاري هيلتون.
كان ذلك في عام 2008، بينما كانت ميريدث تتنزه مع كلبها في "جبل الدم" الواقع ضمن حدود غابات "تشاتاهوتشي" الوطنية في ولاية جورجيا.
قتل هيلتون الفتاةَ المسكينة بوحشية شديدة وفصل رأسها عن جسدها.. أما الكلب فلم يستطع المساس به، وقال في التحقيقات إن قلبه لم يطاوعه على فعل ذلك!
اقرأ أيضاً
غاري هيلتون.. فصام وزيجات فاشلة وسجل من الجنايات
عاش غاري هيلتون المولود عام 1946 طفولة مضطربة في مسقط رأسه "أتلانتا" بولاية جورجيا، وعندما انضم إلى الخدمة بجيش الولايات المتحدة، قرر أن يصبح مظلياً محترفاً، وهذا ما كان.
لكن حدث ما لم يكن في حسبان غاري في عام 1967، حيث أُصيب بنوبة فصام (سكيزوفرينيا)، أدت إلى تسريحه من الجيش.
لم تكتشف جرائم هيلتون حتى عام 2008، لكنه قبل ذلك كان قد خاض ثلاث زيجات فاشلة، وعدة اعتقالات لقيادته السيارة في حالة سكر، وحمل سلاح بدون ترخيص، وحيازة مخدرات، و21 تهمة أخرى.
والأفظع من هذا كله أنه ارتكب العديد من جرائم القتل خلال 3 سنوات بطريقة متوحشة للغاية، إذ كان لا يكتفي بقتل ضحيته إنما يقطع أوصالها ويفصل الرأس عن الجسد، لتكون تلك علامة مميزة للسفاح الذي عُرف باسم "قاتل الغابات الوطنية المتسلسل".
اقرأ أيضاً
قصة قاتل الغابات الوطنية المتسلسل
أطلق على غاري هيلتون ذلك الاسم لأنه كان يختار ضحاياه من أولئك الذين يمارسون رياضة المشي في المتنزهات والغابات الوطنية، وكانت أولى ضحاياه روسانا ميلياني البالغة من العمر 26 عاماً.
حدثت الجريمة الأولى في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2005، بالقرب من مدينة بريسون بولاية كارولينا الشمالية.
وقد أخبرَ صاحب متجر محققي الشرطة بأن ميلياني كان يبدو عليها التوتر الشديد عندما دخلت إلى المتجر مع هيلتون، الذي كان يدَّعي أنه واعظ متجول. وبحسب شهود العيان، فقد اشتروا بعض الملابس وغادروا المكان.
لاحقاً، سرق هيلتون بطاقة ميلياني المصرفية وضربها حتى الموت، وفقاً لما ورد في موقع All That's Interesting الأمريكي.
أتبعَ هيلتون هذه الجريمة البشعة بجريمة أشد وحشية في عام 2006، والضحية هذه المرة شيريل دنلاب كانت تعمل مدرِّسة بإحدى مدارس الأحد الدينية وتبلغ من العمر 46 عاماً، صادفها هيلتون وهي تقرأ داخل سيارتها على تخوم غابة "أبالاتشيكولا" الوطنية في ولاية فلوريدا.
قتلها هيلتون وترك جثتها مقطوعة الرأس على الطريق السريع.
تصاعدت جرائمه في العام التالي أيضاً، فقد قتل ثلاثة متنزهين آخرين وقطع أوصالهم عبر ولاية كارولينا الشمالية وفلوريدا، واثنان منهما هما الزوجان المسنَّان إيرين وجون براينت.
ضرب هيلتون ضحيته إيرين حتى الموت، ثم أخذ زوجها في جولة على عدد من أجهزة الصراف الآلي قبل أن يطلق النار على رأسه. وقد قطع هيلتون أيضاً أوصال جثتهما بوحشية.
ثم التقى ضحيته ميريدث إيمرسون على "جبل الدم" في ولاية جورجيا، لتكون الضحية الأخيرة التي أدت إلى القبض عليه.
جريمة القتل البشعة التي أفضت إلى القبض عليه
أخبر هيلتون السلطات لاحقاً بأنه أجبر ميريدث على التخييم معه لعدة أيام، ووعدها بالسماح لها بالرحيل حيةً إذا أعطته بيانات حسابها المصرفي. غير أن ميريدث رفضت وحاولت الهرب.
لكنها فقدت توازنها وتعثرت خلال محاولتها النجاة بحياتها من هيلتون الذي تمكن منها في النهاية وضربها حتى الموت. ثم قطع رأسها، وترك جسدها "مغطى بأوراق الشجر ".
ذكر هيلتون أن نفسه لم تطاوعه على قتل كلبها، فيما قال عن قتله لصاحبته ميريدث: "كان الأمر صعباً عليَّ.. فقد قضينا بضعة أيام جيدة معاً".
اشتبهت السلطات في هيلتون لأول مرة عندما أخبر ضابط شرطة سابق رجالَ الشرطة المحليين الذين كانوا يبحثون عن ميريدث بأنه رأى رجلاً أشيب الشعر في الستينات من عمره يسير على نفس الممشى الذي كانت تسير عليه في آخر يوم شوهدت فيه.
بعد القبض عليه، اعترف هيلتون بقتل ميريدث واتفق مع السلطات على إخبارهم بمكان جثمانها بشرط حمايته من عقوبة الإعدام. غير أنه عند الكشف عن موقع الجثة، قال للشرطة محذراً: "ستجدونها بلا رأس".
حُكم على هيلتون في النهاية بالسجن المؤبد في 31 يناير/كانون الثاني، وفي أثناء سجنه، أشارت أدلة أخرى إلى ارتباطه بجرائم القتل الأربع السابقة، واتهم بارتكابها تبعاً لذلك.
مع ذلك، يُشتبه في تورط هيلتون في عديد من جرائم القتل الأخرى، إلا أن الافتقار إلى الأدلة أعجز المدعين العامين عن المضي قدماً في اتهامه بهذه القضايا.
وبناءً على الجرائم التي تبيَّن بعد ذلك ارتكابه لها، وعلى الرغم من الصفقة التي حاول إبرامها مع المدعين العامين، فإن غاري هيلتون ينتظر حالياً تنفيذ حكم الإعدام بحقه في فلوريدا.