لأجيال كان المايونيز أحد أوسع أنواع الصلصات انتشاراً في العالم -وأكثرها إثارة للاستقطاب- يُضاف إلى الشطائر وإلى سلطات التونة والدجاج. ولطالما كان كذلك سهل الصنع في المنزل بمكونات دائمة التوفر، ولا يُغفل كون تلك الصلصة المصنوعة من صفار البيض، والزيت، والخل أو عصير الليمون هي الأكثر مبيعاً في شمال أمريكا، لكن متى وكيف اختُرع المايونيز؟ ومن الذي اخترعه؟
اختراع عن طريق الصدفة
وفقاً لشركة Kewpie Shop، فقد أكل المارشال الفرنسي دوك دي ريشيليو صورة مبكرة من المايونيز في مينوركا بإسبانيا، في منتصف القرن الثامن عشر، وجلبها للديار وأطلق عليها اسم "ماهونايز" نسبةً لمدينة ماهون التي أكلها فيها. علقت شركة The Nibble شارحةً هذه القصة، فقالت إن طاهياً فرنسياً قد صمم المايونيز للاحتفال بعيد النصر واحتلال المارشال لماهون. وقد جاء ذلك الاختراع كالعديد من الاختراعات في التاريخ عن طريق الصدفة. لم يجد الطاه لديه قشطة ليصنع بها الصلصة، فاستبدلها بزيت الزيتون. ولم يأخذ المايونيز شكله الحالي إلا مع بدايات القرن التاسع عشر، عندما قامت ماري أنطوان كاريم –أول طاهية مشهورة في العالم– بخلط الزيت وصفار البيض في مستحلب.
كما تشير الشركة إلى أن الفرنسيين لم يخترعوا فكرة إضافة الزيت إلى البيض لصنع صلصة. لقد استمتع المصريون القدماء وكذلك الرومانيون القدماء بخليط من زيت الزيتون والبيض لم يكن يُشبه تماماً المايونيز.
متى كسب المايونيز كل تلك الشعبية؟
وفقاً لمجلة Slate، في أمريكا كان المايونيز يُعد سلعة فاخرة في بادئ الأمر. وكان مطعم ديلمونيكو الفاخر في نيويورك يُقدم الدجاج بالمايونيز وسرطان البحر بالمايونيز عام 1838. في عام 1912 بدأ المهاجر الألماني ريتشارد هيلمان في بيع عبوات المايونيز ذات الفوهات الواسعة في مطعمه في نيويورك، وفقاً لـSouthern Living. وكانت وصفته تتضمن الخل، والملح، والسكر، وتوابل أخرى.
بعد ذلك بدأت تجارة هيلمان تزدهر بسرعة، واستطاع عام 1917 أن يُغلق مطعمه ويعيش فقط من أرباح بيع علب المايونيز الجديدة التي يُنتجها. عام 1922 كان مايونيز هيلمان قد ملأ الولايات المتحدة من شرقها إلى غربها، عندما افتتح مصنعاً في سان فرانسيسكو.
أشارت إحدى مطبوعات صناعة الأغذية إلى تقدم المايونيز في أمريكا في عام 1937: "المايونيز، الذي كان يعتبر حتى وقت قريب من الكماليات، أصبح الآن عنصراً أساسياً وضرورياً للمائدة، ليس فقط في منازل الأغنياء، ولكن أيضاً على مائدة العمال"، كما جاء في مجلة Slate. لذا في المرة القادمة التي تضع فيها المايونيز على شطيرتك توقف للحظة للتفكير في كل التاريخ المكدس في تلك العبوة الصغيرة.