مهمتهم لا تقتصر على حماية الرئيس.. 8 “أسرار” عن حُماة رجل أمريكا الأول

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/12 الساعة 22:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/13 الساعة 16:52 بتوقيت غرينتش
عنصر من الخدمة السرية خلف حاجز لحماية البيت الأبيض على إثر احتجاجات/ Reuetrs

وجه عابس ونظارة شمسية ورأسه يدور يميناً ويساراً مثل الرادار، وسماعة أذن خفية، وأخيراً بدلة سوداء، لا بد أنك تخيلت واستنتجت أن هذه الشخصية عميل في الخدمة السرية المتخصصة بحماية الرئيس الأمريكي.

هذا صحيح، لكن جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة أكثر من مجرد أشخاص آليين مستعدين لوضع حياتهم على المحك من أجل حماية الرؤساء والشخصيات السياسية البارزة. عندما ظهرت الخدمة السرية للولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الأهلية، لم تكن خدمات الحماية هي جوهرها الأساسي.

نعرض في هذا التقرير بعض خفايا واحدة من أكثر الهيئات سريّة في الحكومة الأمريكية الفيدرالية:

1. ليست كما تراها في الأفلام السينمائية

يعمل حوالي 3.600 فقط من أكثر من 7.000 موظف إجمالاً من موظفي الخدمة السرية في الحراسات الشخصية (ويُعرف من يعمل في الحراسة الخاصة بـ"العميل الخاص") ويوفرون الحماية للرئيس وغيره من المسؤولين الحكوميين.

ويعمل حوالي 1.650 موظفاً من الخدمة السرية ضباطاً بالشعبة النظامية، تتمثل مهمتهم في إغلاق الأماكن التي قد يظهر فيها الرئيس والمسؤولون الآخرون بشكل آمن. 

كما تعتبر الشعبة النظامية مسؤولة عن حماية البيت الأبيض، والمرصد البحري (مقر إقامة نائب الرئيس)، ووزارة الخزانة، وغيرها من الأماكن الحساسة مثل السفارات الأجنبية في العاصمة واشنطن.

كما يوجد حوالي 2.300 موظف آخر يقدمون الخدمات التقنية لهيئات التحقيق وإنفاذ القوانين وغيرها من أشكال الدعم من وراء الكواليس؛ مثل اكتشاف أكثر الطرق أمناً للموكب الرئاسي، وأفضل طريقة لتأمين "الوحش" (الاسم الحركي الحالي لسيارة الرئيس الأساسية)، وكيفية تجنّب الهجمات الكيميائية، بالإضافة إلى الأعمال الحكومية العادية مثل تقديم تقارير النفقات ومساعدة الضباط أو العملاء الذين يجدون صعوبة في تسجيل الدخول إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم.

معظم أفراد الخدمة السرية لا يرون الرئيس الأمريكي، ويعملون بطريقة مختلفة تماماً عما رأينا في الفيلمين Olympus Has Fallen أو White House Down.

2. حماية الأموال من واجبات الخدمة السرية

عندما تأسست الخدمة السرية عام 1865، كانت تابعة لوزارة الخزانة. مهمتها الأساسية هي مكافحة التزوير واسع النطاق؛ وفي نهاية الحرب الأهلية، كان ما يقرب من ثلث إجمالي العملة المتداولة في الولايات المتحدة مزورة. 

وعملت الخدمة السرية على المساعدة في استقرار النظام الاقتصادي والمالي للبلاد، أي ليس كما يظهر في الفيلم "In the Line of Fire أيضاً.

ولا تزال حماية الأموال ركيزة أساسية لمهام الخدمة السرية المزدوجة، والتي تتمثل في التحقيق في الجرائم المتعلقة بالنظام المالي في الداخل والخارج. ويأخذ موظفو الخدمة كلتا المهمتين على محمل الجد، حسب ما نشر موقع HowStuffWorks الأمريكي.

لكن ما مدى أهمية حماية الأموال؟

وفقاً للمتحدث الرسمي للخدمة السرية، عبر البريد الإلكتروني: "على مدار عقد، نفذت الخدمة السرية حوالي 50.000 عملية اعتقال لمزورين ومرتكبي جرائم مالية وإلكترونية وصادرت 1.8 مليار دولار من العملة المزورة. كما ساهمت في منع خسائر محتملة تقدّر قيمتها بحوالي 53 مليار دولار".

ومن الأرقام الظاهرة، يتضح أن الأمر فعلاً في منتهى الأهمية.

هل يعني ذلك أن الخدمة السرية تقدّم تقاريرها إلى وزارة الخزانة؟ في الحقيقة، لا. في الأول من مارس/آذار 2003، نُقلت الخدمة السرية إلى وزارة الأمن الداخلي التي تشكلت حديثاً في ذلك الوقت، لأنها بدت أكثر ملاءمة هناك. لكن لا تزال الخدمة السرية تتولى حماية البنية التحتية المالية للبلاد.

3. عملاء الخدمة السرية لا يزالون نجوماً

كما أظهر كلينت إيستوود وجيرارد بتلر وتشانينغ تاتوم وغيرهم من نجوم هوليوود، لا يمكن تجاوز الهيبة والروعة المصاحبة للعميل الخاص للخدمة السرية. فهو لا يزال شخصاً حقيقياً لديه استعداد فعلي لتلقي رصاصة في صدره لإنقاذ حياة الآخرين.

بالتأكيد لا يضمن ذلك أحداثاً مثيرة طوال الوقت. يقول العميل السابق جوناثان واكرو، الذي قضى 14 عاماً مع الخدمة السرية، منها أكثر من 4 أعوام في فريق المهام الأمنية الخاصة للرئيس السابق باراك أوباما في فترة رئاسته، في حديثه لمجلة Vanity Fair: "أفضل طريقة أصف بها العمل في الخدمة السرية هي فترات طويلة من الملل تتخللها لحظات من الرعب الشديد".

أنقذ عملاء الخدمة السرية حياة الرئيس السابق رونالد ريغان من محاولة اغتيال عام 1981. وساعدوا جاكي على العودة إلى السيارة المكشوفة عند إطلاق النار على جون كينيدي عام 1963. 

وأحاطوا بالمرشح الرئاسي دونالد ترامب وأنزلوه سريعاً عن المنصة عندما صاح أحد الحاضرين "سلاح" في مؤتمر انتخابي حاشد في عام 2016. وتجدهم في يوم التنصيب يمثّلون دروعاً بشرية لأن الرئيس يتجول بشكل دائم تقريباً في ذلك اليوم وسط شوارع بنسلفانيا.

وعندما لا تكون الأمور مثيرة ومرعبة، تكون بطيئة ورتيبة وفي غاية الملل. لكن تظل الضغوط الواقعة على العملاء، في كلتا الحالتين، هائلة.

قال الملازم كريستوفر فاجان لمجموعة من المبتدئين في الخدمة السرية في مقطع فيديو على موقع Business Insider: "مهام الخدمة السرية لا تفشل مطلقاً. وما يعنيه ذلك، أيها السيدات والسادة، من منظور الشخص العادي أنك لا تقضي يوماً سيئاً قط في الخدمة السرية".

وأضاف: "إذا كان يومك سيئاً، فهذا يعني أنك لا تؤدي وظيفتك، وسيؤدي ذلك إلى تغيّر شكل العالم من حولك"، ولم يكن يقصد التغيير هنا بمفهومه الإيجابي.

4. بدأ العملاء مسؤولية حماية الرئيس في القرن العشرين

لم تبدأ الخدمة السرية تولّي مهام حماية الرئيس إلا بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901، عندما أطلق ليون كولغوش النار على ماكينلي مرتين في بطنه. وتوفي الرئيس بعد 8 أيام. وبدأت محاكمة كولغوش بعد 9 أيام من وفاة ماكينلي واستمرت 3 أيام فقط، وحُكم عليه بالإعدام، وشُنق بعد أقل من شهرين من ارتكاب الواقعة.

5. ليس من السهل أن تصبح عميلاً خاصاً

تشير الأرقام إلى أن شخصاً واحداً فقط من بين كل 100 متقدم ينجح في الوصول إلى تدريبات التأهيل ليكون عميلاً خاصاً، ويُستبعد الكثير منهم بمجرد وصولهم إلى مركز تدريب جيمس جوزيف رولي في لوريل، ماريلاند.

يلتحق كل المرشحين ببرنامج تدريبي مدته 6 أشهر بعد الخضوع لفحوصات دقيقة. وفي التدريب، يخضعون للاختبار على جهاز كشف الكذب، والتدريب على الأسلحة النارية، وتدريبات قيادة المركبات، وتدريبات قتالية، وتدريبات أساسية لتطبيق القوانين الفيدرالية. 

وعندما يتجاوزون كل ذلك، يقضون ثلاث إلى خمس سنوات في مكتب ميداني، داخل البلاد أو خارجها. وبعدها فقط قد تُتاح لهم فرصة الانتقال إلى المرحلة الثانية من حياتهم المهنية، في مهام شعبة الحماية. 

ويذهب أفضلهم إلى شعبة الحماية الرئاسية، حيث يخدم ما لا يقل عن 6 سنوات.

6. الوشوم ممنوعة

تقول الخدمة السرية على موقعها الإلكتروني: "إذا كانت لديك أي علامات مرئية على الجسد، سيُطلب منك إزالة أي علامات مرئية طبياً على نفقتك الخاصة لأداء خدمتك في صفوف الخدمة السرية".

وعندما سألنا بشكل مباشر عن الوشوم، قال المتحدث باسم الخدمة السرية عبر البريد الإلكتروني: "هناك معايير ثابتة للمظهر لدى الخدمة السرية، مثل وكالات إنفاذ القوانين الأخرى، يلتزم بها الموظفون".

دون أي توضيح أكثر من ذلك.

7. من الممكن أن تكون لهم سوابق بتعاطي المخدرات

لا يعتبر تعاطي الماريغوانا، أو حتى إساءة استخدام العقاقير الموصوفة أو التي تُباع دون وصفة طبية، عائقاً مؤكداً أمام الالتحاق بالخدمة السرية. يعتمد ذلك على عمر المتقدم ومتى كانت آخر مرة تعاطى فيها العقار.

تقول الخدمة السرية على موقعها الإلكتروني: "لا تتغاضى الخدمة السرية عن أي أنشطة غير قانونية تتعلق بالعقاقير والمخدرات لدى المتقدم، لكنها تدرك أن بعض المتقدمين المؤهلين ربما استخدموا أو تفاعلوا بطريقة ما مع عقاقير غير قانونية في مرحلة ما في الماضي".

8. ليست حكراً على الرجال

في عام 1971، أصبحت لوري أندرسون، وسو بيكر، وكاثرين كلارك، وهولي هوفشميت، وفيليس شانتز أولى عميلات الخدمة السرية من النساء. وفي عام 2013، أصبحت جوليا بيرسون أول امرأة تتولى قيادة وكالة الخدمة السرية. وأصبحت الرئيس الثالث والعشرين للخدمة السرية الأمريكية، في 27 مارس/آذار، 2013.

لكن من بين أكثر من 7.000 موظف، لا تشغل النساء إلا أقل من ربع هذا العدد.

يقول المتحدث باسم الخدمة السرية: "تمثّل النساء نسبة حوالي 24% من إجمالي العاملين بالخدمة السرية. تسعى الخدمة السرية باستمرار لضمان تحقيق مزيج متنوع من الموظفين عند تجنيد عاملين جدد. وتتضمن جهودنا في ذلك الصدد زيارة الكليات والجامعات، واستضافة جلسات إعلامية، والمشاركة في معارض التوظيف".

معلومات مثيرة

بعدما يقضي العميل الخاص 3 سنوات في مكتب ميداني و6 سنوات أو أكثر في شعبة الحماية، ينتقل إلى المرحلة النهائية من حياته المهنية، والتي قد تتضمن المزيد من مهام الحماية، أو مزيداً من العمل في المكتب الميداني، أو الالتحاق بمهام تخصصية (مثل تدريب العملاء الجدد، أو العمل على الجرائم الإلكترونية، أو الالتحاق بالعمل لدى أحد أعضاء الكونغرس). 

يبدأ راتب العميل الخاص في بداية حياته المهنية من 49.016 دولاراً سنوياً، وقد يصل إلى حوالي 145.000 دولار سنوياً.

تحميل المزيد