في العادة تكون هجمات الآفات وحشرات النباتات أكثر شيوعاً بين النباتات والمزروعات الموجودة في الهواء الطلق في المساحات الخارجية، ولكن حتى أصحاب النباتات المنزلية الأكثر خبرة يقعون ضحية بين الفينة والأخرى أيضاً لهجوم داخلي للآفات النباتية الشرسة، التي قد تأتي على النباتات بالكامل بعد انتشار العدوى بينها.
في هذا التقرير نستعرض أكثر الآفات والحشرات شيوعاً بين النباتات المنزلية وكيفية علاجها والوقاية منها.
ضرورة تحديد الآفات بسرعة لإنقاذ النبتة
ومثل جميع المزروعات تتعرض النباتات المنزلية أحياناً للهجوم من الآفات والحشرات. ويمكن أن تكون هذه الحشرات شرهة مثل نظيراتها في الهواء الطلق، ولكن لها إمكانيات إضافية تتمثل في القدرة السريعة على التطور والتكاثر في ظروف المنزل المثالية بالنسبة لها.
ونتيجة لذلك يمكن أن تتكاثر آفات النباتات المنزلية بسرعة كبيرة، والانتقال بسهولة من نبتة إلى أخرى مسببة العدوى السريعة، لذلك عليك أن تكون حريصاً على التحقق من الأعراض منذ بدايتها لإنقاذ الوضع.
وإذا لاحظت نباتاتك قد بدأت فجأة بالظهور في شكل مريض ومتهالك وتساقطت أوراقها أو تضررت بنوعيات مختلفة من البقع فقم بإلقاء نظرة فاحصة على الورق والجزع والفروع والجذور، فمن المحتمل أن تكون الحشرات هي المسؤولة عن تداعي صحة النبتة.
ويمكن أن تكون الإصابات شديدة للغاية بحيث لا تستحق النبتة التي تفقد أكثر من نصف أوراقها عناء الإنقاذ؛ لهذا السبب من المهم تحديد الآفات النباتية الداخلية ومكافحتها في أسرع وقت ممكن.
وفيما يلي الأوصاف والعلاجات للعديد من آفات النباتات الداخلية:
حشرات المن الدقيقة باللون الأبيض والأخضر والأسود
تمتص حشرات المن غذاءها عادة من براعم النبات الناعمة الجديدة والزهور اليافعة، وأيضاً يمكنها مهاجمة أي جزء من النبات.
وعادة ما تكون تلك الحشرة الدقيقة مخفية عن الأنظار تحت الأوراق من الأسفل، وهي عادة ما تكون خضراء، ولكن يمكن أيضاً أن تكون سوداء أو رمادية وتعيش في مستعمرات صغيرة التي تتكاثر بسرعة فائقة.
ويمكن رؤية وتحديد إصابة النبتة بهذا النوع من الحشرات بسهولة بالعين المجردة عند النظر عن كثب.
وتميل تلك الحشرات إلى التجمع معاً بأعداد كبيرة، ما يسهّل اكتشافها. ويتم البحث عنها من خلال رواسب المن اللاصقة على النباتات و"قشور" الحشرة البيضاء أو الرمادية، التي تتناثر في التربة وتلتصق بالمناديل المبللة عند مسح ورق النبات.
وتعاني النباتات المصابة على المدى الطويل بالأمراض أو الفيروسات التي تؤدي لقتلها، وقد تتحول الأوراق تدريجياً إلى اللون الأصفر مع حدوث بقع عشوائية على الأوراق، وتسبب الحشرة أيضاً التشوهات للنبات.
طريقة العلاج
لحسن الحظ، يعد علاج هذه الآفة سهلاً، وفي معظم الحالات لا يتطلب الأمر أي شيء أكثر من مسحوق من الماء الدافئ وقليل من صابون الصحون، ووضع السائل في بخاخ ورش النبات به مرة أسبوعياً، أو مسح الورق يدوياً بقماش مبلل بالمسحوق المصنوع من الماء والصابون.
وعند رش النبات بالمحلول يجب التأكد من استهداف حشرات المن نفسها، ووضع النبتة في مواضع مختلفة للحرص بدقة في رش موضع الحشرات بشكل مباشر، وإلا فلن تصاب بأي أثر.
بالإضافة إلى ذلك لا تمانع معظم النباتات في شرب بعض الماء بالصابون من حين لآخر، ولكن إذا كنت لا ترغب في المخاطرة، أمسك النبات بشكل مائل أثناء الرش مع تغطية التربة بكيسٍ واقٍ لتقليل كمية السائل المتسربة في الطين.
وبعد انتظار جفاف السائل على النبات لبضع دقائق قم بشطف مسحوق الصابون قدر الممكن وسقي النبات.
وفي العادة تكون عملية العلاج بالرش كافية لمرة واحدة، ولكن قد تضطر إلى تكرارها مرة أخرى بعد بضعة أسابيع إذا ما تواصل وجود الحشرة.
أما إذا كنت بحاجة إلى شيء أقوى، فابحث عن المبيدات الحشرية التي تحتوي على البيرميثرين أو البيريثرين أو زيت النيم.
ولكن كن حذراً عند استخدام البخاخات الكيميائية على نباتات السرخس، لأنها قد تكون حساسة للغاية لمثل تلك المواد.
حشرة المئويات أو الديدان الألفية
المئويات والدودة الألفية هي في العادة حشرات مفيدة، خاصة عندما نعيش في النباتات الخارجية في الحدائق، وذلك لأنها غالباً ما تصطاد الحشرات الصغيرة والآفات الأخرى الضارة بالنباتات.
وبينما تأكل الديدان الألفية المواد العضوية مثل الأوراق المتساقطة، ما يساعد على تكسيرها وتحللها وتحويلها إلى مغذيات مفيدة لنمو النباتات، لكنها في الداخل يمكن أن تكون مقلقة وخطيرة على سلامة النبات.
وهي حشرة كبيرة وواضحة، وتبدو مثل الديدان المعروفة، لكنها تمتلك عدداً من الأرجل في شكل مصغر لحشرات "أم الأرجل"، أو ما يعرف بـ"أم 44".
ونادراً ما تسبب تلك الحشرة أي ضرر للنباتات، لذلك من المحتمل أن تلاحظ وجودها فقط بالعين المجردة عند تفحُّص التربة.
طريقة العلاج
لا تعيش تلك الحشرة في مجموعات كبيرة، وعلى الأغلب سيتم اكتشاف بضع حشرات منها فقط في الإصابة الواحدة، لذلك سيكون من السهل بما فيه الكفاية انتزاعها يدوياً من النبات، وإعادتها إلى التربة في الحدائق الخارجية.
أما إذا كان لديك عدد كبير ومزعج منها، أو واصلت العثور عليها بعد محاولة إزالتها، فقد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات الصارمة.
في هذه الحالات نوصي بإعادة زراعة نباتك في قصرية من الطين النظيف، وإزالة أكبر قدر ممكن من التربة القديمة من حول الجذور.
ويعد استخدام المواد الكيميائية هنا أمراً صارماً أكثر من اللازم، نظراً لأن هذه الحشرة يمكن علاجها عضوياً بسهولة، ولكن إذا لزم الأمر يمكن إمساك دلو من الماء الدافئ والصابون وغمر جذور النبات بالكامل فيه.
وبعد النقع لنصف ساعة تقريباً يتم إزالة النبات وشطف التربة جيداً لمحاولة غسل تأثير الصابون منها، وخلال هذه العملية سوف تغرق الحشرات أو تُقتل بسبب المواد الكيميائية الموجودة في الصابون.
البق الدقيقي
تتفرع آفة البق الدقيقي من الحشرات القشرية، وهي تسبب الضرر البالغ للنبات عن طريق امتصاص النسغ من النباتات، أو المادة السائلة التي تتواجد داخل الورق والجزع.
وتعد تلك الحشرة كبيرة نسبياً مقارنة بالآفات الدقيقة الأخرى، وهي تشبه قمل الخشب الأبيض المكسو بالفرو.
وعند إصابة نباتاتك بتك الآفة، قد تظن للوهلة الأولى أنك تنظر إلى بقع من الصوف القطني.
وإذا تُركت هذه الآفة في النباتات دون علاج، فإنها ستتلف النبات بالكامل بعد اصفراره تدريجياً وتساقط أوراقه. كما قد تنتقل إلى النباتات المجاورة الأخرى.
وأحياناً قد يسهل اكتشاف إصابة النبات بهذا النوع من الآفات من خلال النظر بعناية، إذ يسهل ملاحظتها قبل ملاحظة الأعراض على النبات.
وتميل مستعمرات البق الدقيقي إلى التجمع على الجانب السفلي من الأوراق وفي مفاصل أوراق النباتات. وسيظهر لك النبات المصاب جافاً وذابلاً بشكل عام، وقد يفقد أوراقه بسرعة كبيرة. كما ستعاني النبتة من علامات من العسل اللزجة التي تتركها الحشرة خلفها.
طريقة العلاج
في كثير من الأحيان يمكن علاج النبتة من آفات البق الحريري من خلال منحها استحماماً دقيقاً لتنظيف الأوراق بعناية من الحشرة.
أما إذا كانت الإصابة كبيرة، فيُنصح باستخدام المنتجات التي تحتوي على الأحماض الدهنية الطبيعية أو تلك التي تحتوي على مادة خافضة للتوتر السطحي أو surfactant ورش النبتة وأوراقها بالمبيد بعناية.
سوس العنكبوت الأحمر
من بين جميع آفات النباتات المنزلية التي يمكن أن تصادفها، يمكن القول إن سوس العنكبوت الأحمر هو الأكثر إثارة للخوف، وذلك ليس لأن الضرر الناجم عن تلك الحشرة هو الأسوأ، ولكن بسبب سرعة انتشارها وصعوبة إزالتها بعد إصابة أي نبتة منزلية بها.
ومثلما يوحي اسمها فهي مرتبطة بالعناكب العادية، ولكن على الرغم من ذلك فهي لا تتغذى على الذباب، ولكن بدلاً من ذلك هي تتغذى على السوائل الموجودة داخل أوراق النبات.
وهي تستخدم الخيوط الحريرية الدقيقة لفتح الطريق أمام أفراد المجموعة للانتشار على متن النبتة بأكملها، وبالإمكان خلال فترة وجيزة أن تتحول مجموعات الحشرة إلى مستعمرة ضخمة من السوس.
ومن أبرز العلامات الدالة على إصابة النباتات بتلك الآفة هي الخيوط اللزجة على سطح الأوراق والجزع. ومع ذلك هناك علامة على إصابة النبات هي الأوراق المرقطة مع الكثير من النقاط البنية الصغيرة.
ويحدث هذا بسبب قيام العناكب باختراق الخلايا الورقية بأجزاء من فمها، ما يتسبب في موت الخلايا التي اخترقتها، وهو ما يؤدي بدوره إلى إحداث هذا التأثير البني المرقط للورق.
يكره هذا النوع من العث الماء والظروف الرطبة. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لإزالة الآفات تماماً باستخدام الماء، ولكن إذا قمت بإدخال نباتك في الحمام كل أسبوع ومنحه دشاً فاتراً بعناية، فسوف تساعد في غسل النبات وتقليل أعداد السوس العنكبوتي فيها تدريجياً.
وخلال الأيام الفاصلة بين الاستحمام، قم برش النبات يومياً للمساعدة في زيادة رطوبته.
أما إذا تأثرت عدة نباتات في منزلك بتلك الحشرة، فقد يكون من المفيد استخدام المنتجات التي تحتوي على الأحماض الدهنية الطبيعية، أو تلك التي تحتوي على مادة خافضة للتوتر السطحي أو surfactant، وهي مخصصة لعلاج ذلك النوع من الآفات.
ذبابات Gnat الصغيرة
لا يوجد شيء أسوأ من وجود ذبابات الـGnat صغيرة الحجم تتنقل في المنزل. وعند محاولة تتبع مصدر ذلك الذباب تجد أنه يحوم على قاعدة نباتك المنزلي وفي الطين على سطح التربة.
وبلا شك، تعد هذه الحشرة من الآفات الأكثر شيوعاً في النباتات المنزلية. ولحسن الحظ فهي حشرة تميل إلى عدم إلحاق الضرر بالنباتات الداخلية، وبالتالي فهي مصدر إزعاج للبشر ليس أكثر.
ويمكن تحديد إصابة النبات بالحشرة فقط من خلال رؤية ذباب أسود صغير يبلغ طوله حوالي 2 مم، إما يطير بالقرب من النبات أو يركض فوق سطح التربة. كما أن اليرقات التي يخلفها هذا الذباب هي كائنات صغيرة تشبه الديدان، يصل طولها إلى 1 سم ونحافة، ومن الصعب تحديدها على الرغم من أنها تميل إلى التواجد تحت سطح التربة مباشرة.
طريقة العلاج
تحتاج هذه الآفات إلى المواد العضوية لتتغذى، لذلك من أجل علاج النبات تأكد من التقاط أي مادة نباتية ساقطة مثل الورق وخلافه وحاول إبقاء التربة جافة قدر الممكن إلى حين التخلص من الحشرة.
وللمساعدة في تجفيف سطح النبتة، يمكن استخدام طريقة الري السفلي، من دون الإفراط في الري لكي لا تختنق النبتة، ومن المفترض أن يساعد ذلك في الحفاظ على سطح التربة أكثر جفافاً وتقليل عدد ذبابات الـGnat.
ومن الطرق الأخرى لعلاج النبتة من هذا النوع من الذباب شراء لاصقات يتم وضعها على جدار إناء الزرع، وهو يكون بمثابة فخ لاصطياد وقتل تلك الحشرة.
هناك أيضاً مستحضرات كيميائية متخصصة لقتل ذلك النوع من الذباب في متاجر العناية بالنباتات ومشاتل الزرع المختلفة.