على خُطى المسيح في الصحراء.. تعرَّف على قواعد الصيام عند الكاثوليك

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/28 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/28 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش
لطالما شكل الصوم جزءاً من التقليد المسيحي النسكي، تيمناً بالمسيح الذي صام 40 يوماً في الصحراء بعد معموديته في الأردن/ Istock

تراعي الكنيسة الكاثوليكية تاريخياً مستويين من الصيام في أوقات مختلفة كل عام. وبينما الصوم هو الحد من تناول الطعام، فإن المستوى الآخر من الصيام وهو القطاعة فيعني الامتناع عن الطعام وتحديداً عن اللحوم والمنتجات الحيوانية.

وبحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، فإن الله يلزم جميع الناس بالتكفير عن خطاياهم، وأن أعمال التكفير هذه هي أعمال شخصية وجسدية. 

وتعتبر الكنيسة أن لا معنى للصوم الجسدي ما لم يقترن بتجنب روحي للخطيئة.

ويمارس الرعايا الكاثوليك "الصوم الكبير" ما قبل عيد الفصح، حيث يحرص الجميع على الصلاة والصوم والصدقة، وإن كان الصوم الأكثر شيوعاً في هذه الفترة.

ولطالما شكل الصوم جزءاً من التقليد المسيحي النسكي، تيمناً بالمسيح الذي صام 40 يوماً في الصحراء بعد معموديته في الأردن استعداداً لخدمته العامة، حسب النصوص الإنجيلية.

وينص التشريع الكنسي المعاصر للكاثوليك في القانون الكنسي اللاتيني (الذي يضم معظم الكاثوليك) والمتجذر في الدستور الرسولي للبابا بولس السادس والمدون في القانون الكنسي لعام 1983 أن الصيام يتم في يومي أربعاء الرماد  ثم الجمعة العظيمة التي تليه، وحيثما أمكن، طوال يوم السبت المقدس حسب الطقس اللاتيني، أما حسب الطقس الشرقي فيبدأ يوم الإثنين. 

الصيام عند الكاثوليك
يُطلب من بعض الرعايا الامتناع عن ممارسة الجنس والصوم لأسباب مختلفة/ Istock

الصيام عند الكاثوليك

وتستمر فترة الصيام المسيحية إلى حوالي ستة أسابيع قبل عيد القيامة. الغرض التقليدي من الصوم الكبير هو إعداد المؤمن من خلال الصلاة، والتوبة من الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة. تُقام طقوس الصوم الكبير من قِبل العديد من الكنائس المسيحية منها الكنيسة الأنجليكانية، والكالفينية، واللوثرية، والميثودية، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية وفي تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية تمارس اليوم أيضاً بعض الكنائس المعمدانية والإنجيلية الصوم الكبير.

تتنوع تقاليد الصوم الكبير في العالم المسيحي بين الامتناع عن الطعام ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان محددة من الطعام؛ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من الكنائس المسيحية الغربية تفرض على أتباعها انقطاعاً عن اللحوم ومنتجات الحليب والأجبان يومي الأربعاء والجمعة، في حين أنّ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وغيرها من الكنائس ذات التقاليد المسيحية الشرقية تفرض انقطاعاً عن اللحوم لمدة أربعين يوماً.

ويُطلب من بعض الرعايا الامتناع عن ممارسة الجنس والصوم لأسباب مختلفة. ويُلزم قانون الصوم جميع الكاثوليك منذ سن 18 حتى سن 59.

وسمح القانون الكنسي للمؤتمرات الأسقفية باقتراح تعديلات على قوانين الصيام والامتناع عن ممارسة الجنس في بعض المناطق.

على سبيل المثال، حصلت مؤتمرات الأساقفة من روما على استبدال الأعمال الورعة أو الخيرية بالامتناع عن تناول اللحوم في أيام الجمعة باستثناء الجمعة العظيمة، بينما يمتنع آخرون عن أكل اللحوم يوم الجمعة في الصوم.

في إنجلترا، تنص القاعدة على الامتناع عن ممارسة الجنس في كل أيام الجمع من العام، بينما شدد الأسقف في الولايات المتحدة على التصريحات الواردة بأن يظل يوم الجمعة يوماً خاصاً للتوبة طوال العام، مع إعطاء الأفضلية للامتناع عن تناول اللحوم.

هل يتم إعفاء البعض من الصوم؟

تختلف فترة الانقطاع من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمين في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم.

ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثانية عشرة أو الساعة الثالثة من النهار فإن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن ويكمل باقي اليوم بالانقطاع عن اللحوم بأنواعها ومنتجات الألبان والبيض.

وأيضاً فإن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد.

وأخيراً، فإن صيام الأربعين يوماً هو تقليد يسير على خطى المسيح في الصحراء، بحيث يتأمل الصائم نعم الله عليه ويمارس التوبة للتكفير عن الخطايا، استعداداً للاحتفال بقيام المسيح من القبر يوم أحد الفصح، بحسب التعاليم الإنجيلية.

تحميل المزيد