الدوار والشعور بالضغط وصداع الرأس عند الانحناء أو البقاء في وضعية السجود على الأرض لفترة طويلة هو أمر شائع بين أغلب الناس تقريباً.
ولا تمثّل معظم أسباب الدوار أو ضغط الرأس خطورة على سلامة الشخص، لكن على الرغم من ذلك قد تستلزم بعض أسباب هذه المشكلة العناية الطبية إذا ما واصلت الحدوث بعد الوقوف على كل منها دون نتيجة.
ووفقاً للعديد من الدراسات الطبية، يعد الشعور بالدوار وصداع الرأس أحد أكثر الشكاوى الطبية شيوعاً. وهي المشكلة التي تصبح أكثر حدوثاً بعد بلوغ سن الستين، وتنتشر لدى النساء أكثر منها بين الرجال.
وفي العادة يتلاشى الانزعاج الناتج عن ذلك النوع من الألم بسرعة بعد العودة إلى وضعية الجسم الطبيعية، لكنه قد يتركك تتساءل عما إذا كان ذلك الشعور بالضغط مؤشراً إلى حالة صحية معينة.
في هذا التقرير نستعرض أسباب شعور ضغط الرأس عند الانحناء والسجود، وكيفية تقليل حدوث هذه الظاهرة المزعجة.
الجيوب الأنفية
قالت مجلة "Healthline" الطبية إن معاناة الشخص من التهابات وحساسية الجيوب الأنفية غالباً ما يكون السبب في شعور الضغط وصداع الرأس عند الانحناء.
وأوضحت المجلة أن التهاب الجيوب الأنفية يسبب الصداع المزمن الذي يزداد سوءاً عند الانحناء أو السجود على الأرض.
وتسبب الجيوب الأنفية شعوراً بالألم النابض في الرأس وعظام الوجه والفكّين. وعادة ما تتحسن الحالة عند الانحناء بزوال الالتهاب.
وتشمل الأعراض الأخرى للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية: انخفاض الطاقة أو التعب المزمن، والشعور بالضغط في الخدّين والجبهة وخلف العينين.
يعاني الشخص المصاب أيضاً من انسداد واحتقان الأنف وضيق التنفُّس ووجع الأسنان.
ولعلاج صداع الجيوب الأنفية وتبعاته المزعجة التي قد تتفاقم بشكل خاص عند الانحناء، يُنصح بتناول مزيلات احتقان الجيوب الأنفية التي لا تستلزم الوصفة الطبية، وشرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى، ووضع الكمادات الساخنة على الوجه والرأس، وعمل حمامات استنشاق البخار الدافئ.
قصور الدورة الدموية
تمثّل الدورة الدموية مدى جودة سريان الدم في جسم الشخص. وإذ يحمل الدم الأوكسجين، يعاني الشخص المصاب بقصور دوران الدم في الجسم بشكل صحيح من عدم حصول دماغه على الكمية الكافية من الأوكسجين.
وفي حالة ما إذا كان الدماغ يفتقر إلى الأوكسجين فإن الحركات المفاجئة مثل إمالة الرأس لأعلى أو لأسفل أو الانحناء أو النهوض من وضعية النوم بشكل سريع، كلها قد تسبب دوار الشخص وشعوره بآلام الرأس والخدر وتشوّش الرؤية، وقد يتفاقم الأمر وصولاً إلى الإغماء، وفقاً لمجلة "Healthline".
ومن المهم استشارة الطبيب إذا كان ضعف الدورة الدموية يسبب الدوار المستمر بشكل يعيق أداء المهام اليومية بصورة طبيعية، فقد يكون الأمر مؤشراً على تعرض الشخص للإصابة بالنوبة القلبية، والخفقان (عدم ثبات وتيرة نبضات القلب)، وفشل القلب الاحتقاني.
نقص السكر في الدم
أوضحت مجلة "Medical News Today" الطبية، أن انخفاض السكر في الدم من أكثر الأسباب شيوعاً للشعور بالصداع والضغط في الرأس والوجه عند الانحناء.
ويمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى الدوار المزمن والمتكرر. كما يمكن أن يتسبب في حدوث خلل في خلايا الدماغ عند تفاقمه.
ويحدث انخفاض نسبة السكر في الدم نتيجة عدم تناول الغذاء لفترة طويلة، وخاصة في أيام الصيام المتقطع الخاص بالحميات وتعديل الوزن، أو عند صيام المسلمين.
ويُعد مرضى السكري بدرجاته هم الأكثر عرضة لنوبات الدوار بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم. ويمكن أن تؤدي التغييرات في الأدوية أو الانحناء بسرعة وتغيير وضعية الجسم بعد تناول الأنسولين إلى زيادة فرص الإصابة بالدوار والصداع وتشوّش الرؤية.
ضغط الدم المنخفض وفقر الدم
تتسبب التغييرات المفاجئة في وضعية الرأس لدى الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم في الشعور بالدوار والضغط الشديد في الرأس، خاصة عند الانحناء أو الوقوف فجأة.
وبحسب مجلة "Medical News Today"، عادة ما يكون انخفاض ضغط الدم علامة على الصحة الجيدة، ولكن لا يزال من الممكن أن يسبب الأعراض والمخاطر الصحية عند تجاوز الحد الطبيعي. وهذا يحدث لأن الدم قد يواجه صعوبة في الوصول إلى الدماغ بسرعة عندما يغير الشخص من وضعيته.
وقد يعاني الشخص المصاب عندما ينحني أو يقف بصورة سريعة من: الدوخة، الدوران، البقع الداكنة أو اللامعة في الرؤية، الضعف العام، التشوّش والإغماء.
أما بالنسبة لفقر الدم فهو أيضاً من أبرز أسباب الدوار بشكل عام، وخاصة عند الانحناء. وهو يؤدي إلى نقص إمداد الرأس بالدم والأوكسجين الكافي؛ ما يسبب الصداع وآلام الرأس والوجه وضيق التنفُّس والتشوّش.
ويحدث فقر الدم أو الأنيميا لعدة أسباب منها:
- النقص في الحديد أو فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك.
- عدم إنتاج نخاع العظام ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.
- فقدان الدم بصورة كبيرة بسبب النزيف أو الإصابات.
ولتجنب مضاعفات آلام الرأس عند الانحناء أو السجود تجدر معالجة تلك الأسباب التي من شأنها التسبب في حدوث ذلك.
مشكلات الأذن الوسطى
يقع الجهاز الدهليزي الذي ينظم إحساس الجسم بالتوازن في الأذن الداخلية. ويمكن لعدوى أو إصابة الأذن أن تخل بالتوازن وتسبب الدوار عند الانحناء أو الجلوس في وضعيات غير قائمة أو مستقيمة بشكل رأسي.
وإحدى مشكلات الأذن الداخلية الشائعة هي عندما تنفصل جسيمات الكالسيوم من أحد أجزاء الأذن وتتحرك إلى جزء آخر من الأذن. الأمر الذي من شأنه التسبب في الدوار والدوخة. ويطلق عليه دوار الوضعية الانتيابية الحميد أو BPPV وفقاً لـ"Medical News Today"، وهو يستلزم المراجعة والمتابعة الطبية المختصّة.
أسباب أخرى
هناك بعض الحالات والأمراض التي من الممكن أن تكون مسؤولة عن شعور ضغط الرأس والدوار والصداع عند الانحناء للأمام، وتشمل:
- التغيّرات الهرمونية المصاحبة للحيض والحمل وأعراض انقطاع الطمث.
- المعاناة من الصداع النصفي والشقيقة بشكل مزمن.
- القلق أو الاكتئاب والضغط النفسي الشديد.
- الاعتلال العصبي المحيطي.
ما علاج المشكلة؟
تقول مجلة "Healthline" إن علاج هذه الأعراض يعتمد على معرفة مسبباتها الأصلية، أما إذا كان الدوار وصداع الرأس أثناء الانحناء لا يحدث بشكل ثابت ويتكرر بطريقة عارضة، فجرّب:
- الاستلقاء وإغماض العينين لبضع دقائق.
- الدخول في الظل أو مكيف الهواء إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم.
- شرب الكثير من السوائل إذا كنت تعاني من الجفاف.
- التنفّس ببطء لبضع دقائق ومحاولة الاسترخاء.
ويشعر بعض الناس ببعض الراحة من الدوخة والدوار والغثيان باستخدام الزنجبيل في الأطعمة أو المشروبات، سواء كانت طازجة أو بودرة. كما يمكن أيضاً تناوله عن طريق الفم كمكمل غذائي.
ويوصَى أيضاً بتقليل الكافيين والملح والتبغ الذي قد يؤدي إلى تفاقم حالة الدوار. وإذا تواصل حدوث هذه الأعراض المزعجة فيجب استشارة الطبيب للوقوف على الأسباب الصحية وراءها.