اعتقلت الشرطة الصينية رجلاً بتهمة الاحتيال على 20 امرأة، كان يواعدهن في الوقت نفسه، وأخذ منهن ملايين الدولارات، وفق ما ذكره موقع "أوديتي سنترال" الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021.
الموقع أوضح أن اللافت في الأمر أن ذلك الرجل كان يواعد ثلاث نساء يعشن في نفس المبنى، دون أن يثير أي شك بشأن ذلك، إلى أن كشف أمره، بعد أن ذهبت إحدى الضحايا إلى الشرطة لتقدم شكوى بشأنه، بعد أن خدعها وسطا منها على مبالغ تعادل أكثر من 1.3 مليون دولار أمريكي.
افتضاح أمر "العاشق المحتال"
بدأت القصة في 20 مارس/آذار الماضي، عندما تقدمت امرأة إلى مركز للشرطة في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان الصينية، لتقديم شكوى بتعرضها للاحتيال على يد أحد الرجال، الذي أخذ منها 9 ملايين يوان (1.3 مليون دولار) عقب علاقة جمعتها به في العام 2019.
قالت تلك الضحية في شكواها إن المتهم، تشانغ نان، تمكن من خداعها بعد أن زعم أنه ينتمي إلى أسرة مرموقة، ومن خلال التحقيقات اكتشفت الشرطة أن ذلك "المحتال" قد احتال على أكثر من 20 امرأة في نفس الوقت.
أشارت الفتاة إلى أنها تعرفت على نان في مغسلة سيارات، حيث بدا لطيفاً للغاية، قبل أن يباشرا لاحقاً تبادل الرسائل عبر تطبيق "وي شات" لفترة من الوقت، وينخرطا لاحقاً في علاقة عاطفية.
كما أوضحت أنها عندما تعرفت عليه كانت تمر بلحظات ضعف عاطفية، لدرجة أنها تجاهلت الكثير من الإشارات التي كانت تشي بكذبه، "ولاحقاً أخبرني أن والده يعمل مدير بنك، وقد لُفقت له تهم بالفساد، وبالتالي يحتاج إلى أموال لإنقاذه من تلك التهم، ولذلك لم أتردد في مساعدته".
في مناسبة أخرى، أخبرها بأنه يحتاج أموالاً لرشوة مُديرِيه للحصول على ترقية هامة في عمله، لتتوالى طلباته المادية لاحقاً ويستولي منها على أكثر من مليون دولار، تبين لاحقاً أنه صرف كل تلك المبالغ على ملذاته في شراء سيارات فارهة من طراز فيراري ولامبورغيني وإقامة حفلات باذخة.
مواعدة 3 نساء في مبنى واحد
من جهتها، قالت ضحية أخرى تدعى لين مين (اسم مستعار)، إنها وثقت بالمتهم لأنه هو من كان يغدق عليها بالمال في بداية علاقتهما، مخبراً إياها بأنه من عائلة ميسورة الحال، وأن والده يحظى بمنصب حكومي في الصين، بالإضافة إلى مزاولة أسرته للأعمال التجارية في العديد من دول العالم.
قالت إنه بعد أن تمتع بثقتها أقنعها ببيع سيارتها الفارهة مقابل 200 ألف يوان، لكي "يستثمرها" في عمل مربح.
كما أوضحت "عندما ذهبت برفقته لزيارة عائلته في البلدة التي يقطنون بها حضر والده لاصطحابهما بسيارة متواضعة، ولكنه برّر لي ذلك بأن والده لا يزال على رأس عمله، ولا ينبغي أن تظهر عليه مظاهر الثراء والغنى".
أخبرت لي مين الشرطة الصينية بأنها أدركت أخيراً أن حبيبها كان محتالاً، بعد أن تلقت في مايو/أيار من العام الماضي، مكالمة هاتفية من امرأة أخرى، ادعت أيضاً أنها صديقة تشانغ نان.
لكن الأمر الذي صدمها هو أنها كانت تقطن في المبنى نفسه، وعندما التقيتا في اليوم التالي اكتشفتا معاً أن صديقهما كان يواعد امرأة ثالثة في العمارة نفسها، فقد كانت إحداهن تقطن في الطابق العاشر، والثانية في الطابق السابع عشر، بينما الثالثة تعيش في الطابق الثامن عشر.
سر خداعه للنسوة في وقت واحد
بعد إلقاء القبض على تشانغ نان اعترف بأنه احتال على ما لا يقل عن 20 امرأة، كان يواعدهن في نفس الفترة على مدار العامين الماضيين، وأنه تمكن من الاستيلاء على ملايين الدولارات التي أنفق معظمها على ملذاته، مثل المقامرة والحفلات الباذخة.
لدى سؤاله عن الطريقة التي مكّنته من خداع جميع أولئك النسوة دون أن يعاني أي مصاعب أو مشاكل في تنسيق المواعيد، أجاب بأنه كان يخبر بعضهن بأنه رجل أعمال مهم، ويخبر أخريات بأنه يعمل في وظيفة مرقومة، وبالتالي كان ذلك يتطلب منه السفر لأيام طويلة ومتكررة.
عقب انتشار قصة ذلك المحتال في وسائل الإعلام المحلية أصدرت الشرطة بياناً تحذر فيه النساء، وتطالبهن بتوخي اليقظة، وعدم الوقوع في فخ "المحتالين الرومانسيين"، وجاء في البيان "إذا كنتن جادات في الارتباط والزواج فينبغي دائماً أخذ الحذر والحيطة".