وافقت كبرى فرق الباليه في ألمانيا على دفع مبلغ 19 ألف دولار للراقصة السمراء الأولى والوحيدة ضمن صفوفها وعلى تجديد عقدها، بعد أن شكت راقصة باليه سمراء من تعرضها لمعاملةٍ عنصريةٍ وصلت إلى حد أنهم طلبوا منها أن تُبيّض بشرتها.
فرقة باليه ولاية برلين قالت إن القضية كانت بمثابة "صيحة إفاقة"، ورحبت بحقيقة أن خلافها مع الراقصة الفرنسية كلوي لوبيز غوميز قد انتهى في محكمةٍ للعمال، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 22 أبريل/نيسان 2021.
بودرة تفتيح بسبب لون بشرتها الأسمر
انضمت الراقصة للفرقة عام 2018، واضطرت إلى رفع قضيةٍ بعد إخبارها بأن عقدها لن يُجدَّد بانتهاء الصيف القادم. وفي جلسة استماعٍ عُقدت الأربعاء 21 أبريل/نيسان، وافقت الفرقة الألمانية على الإبقاء عليها ضمن راقصيها حتى نهاية موسم 2021-2022.
بينما قالت راقصة باليه، التي تنحدر عائلتها من الجزائر والرأس الأخضر، إن مدرباً في الفرقة قد أمرها بأن تضع بودرة تفتيحٍ قبل أن تؤدي رقصةً في باليه بحيرة البجع، وزعمت أنها أُقيلت فقط لكونها سمراء البشرة.
تابعت غوميز (29 عاماً)، قائلةً إن مدربةً بالفرقة قالت لزميلةٍ لها إنها "تعتقد أن توظيف غوميز كان خطأ، لأن الفتاة السمراء تُفسد جمال الرقصة".
كما زعمت أيضاً أنها تعرضت للسخرية من مدربةٍ، بسبب التناقض بين زيها الأبيض وبشرتها السمراء خلال بروفةٍ لعرض راقصة المعبد، للموسيقي النمساوي لودفيغ مينكوس من القرن التاسع عشر.
تمديد عقد راقصة باليه
من جهته، قال كريستوف بارتش، محامي غوميز، إنها سُرَّت بالحكم الذي جاء بأفضل من التعويض المعتاد بموجب قانون التمييز الألماني. وقد كان تمديد عقدها سنةً أخرى هو أقصى ما تتمناه. وأضاف: "على الفرقة الآن أن تؤدي واجبها. شيء من هذا القبيل لا يمكن السماح بحدوثه في برلين".
أضاف أن اعتراف الشركة العلني بأن لديها مشكلة تمييز، يتناقض مع إصرارها الأوَّلي على عدم وجود أي مشكلة. وتابع: "في النهاية، قررت الشركة أن ذلك الدفاع المستميت غير مناسب للموقف، وأنه من الأفضل إجراء تسوية بدلاً من ترك القضية تستمر".
بينما قالت شركة فرقة باليه برلين إنها أنشأت مكتب أمين المظالم في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ للسماح لجميع الموظفين بالإبلاغ عن التمييز دون الكشف عن هويتهم، مُضيفةً أنها ستنشر النتائج.