قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، إنها سجلت سابقة أخرى خارج كوكب الأرض خلال أحدث مهماتها إلى المريخ، وهي تحويل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى أوكسجين نقي يمكن تنفسه.
تحقق هذا الإنجاز المتمثل بالاستخراج غير المسبوق للأوكسجين من الهواء الرقيق للمريخ يوم الثلاثاء بواسطة جهاز تجريبي على متن المركبة الجوالة بيرسيفيرانس ذات العجلات الست التي هبطت على سطح المريخ في 18 فبراير/شباط بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر من الأرض.
تفاصيل أكثر عن الإنجاز
ناسا أوضحت أن الجهاز، وهو في حجم محمصة الخبز ويُعرف اختصارا باسم موكسي، أنتج نحو خمسة غرامات من الأوكسجين أي ما يكفي لتنفس رائد فضاء لمدة 10 دقائق تقريباً.
على الرغم من تواضع المنتج الأولي، فإن الإنجاز يمثل أول استخراج تجريبي لموارد طبيعية من بيئة كوكب آخر حتى يستخدمها البشر مباشرة.
من جانبها، قالت ترودي كورتيس، المسؤولة في إدارة تكنولوجيا مهمات الفضاء في ناسا، في بيان: "موكسي ليس مجرد أول أداة لإنتاج الأوكسجين في عالم آخر وحسب، بل إنه أول تكنولوجيا من نوعها لمساعدة المهمات في المستقبل في "العيش على (ما تملكه) أراضي" كوكب آخر.
يعمل الجهاز من خلال التحليل الكهربائي الذي يستخدم الحرارة الشديدة لفصل ذرات الأوكسجين عن جزيئات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل نحو 95% من الغلاف الجوي للمريخ.
أما الـ5% المتبقية في هواء المريخ فتتكون بالأساس من غاز النيتروجين الجزيئي وغاز الأرجون. والأوكسجين موجود ولكن بكميات ضئيلة لا تُذكر.
أهمية هذا التقدم العلمي
لكن توفر كمية وفيرة من الأوكسجين مسألة حيوية لاستكشاف البشر للكوكب الأحمر بوصفه مصدراً مستداماً للهواء الذي يمكن لرواد الفضاء تنفسه، ومكوناً ضرورياً لوقود الصواريخ اللازم لإعادتهم إلى الأرض.
وتقول ناسا إن هبوط أربعة رواد فضاء على سطح المريخ سيتطلب حوالي سبعة أطنان مترية من وقود الصواريخ إضافة إلى 25 طناً مترياً من الأوكسجين.
جاء هذا الإعلان بعد يومين من مشاركة ناسا لمقطع فيديو يوثق الرحلة التي قامت بها طائرة الهليكوبتر "إنجنيويتي" التابعة لها في أجواء كوكب المريخ، حيث التقطت العربة الجوالة "برسيفرنس" التي وصلت على متنها "إنجنيويتي" إلى الكوكب الأحمر قبل الانفصال عنها الفيديو، ووثقت التجربة التاريخية.
ويبيّن المقطع مركبة تحلق على علو ثلاثة أمتار قبل أن تهبط على سطح المريخ. وحلقت المروحية الصغيرة، التي تزن 8.1 كيلوغرام وتعمل بأربع بطاريات ليثيوم، في الجو لفترة وجيزة في مكانها ثم عادت إلى سطح المريخ. وتم تأجيل الرحلة الأولى عدة مرات بسبب مشكلات فنية.
وأرسلت المروحية نفسها صورة بالأبيض والأسود يظهر فيها ظلها على الكوكب الأحمر. وقالت رئيسة مشروع المروحية ميمي أونغ بحماسة كبيرة: "يمكننا الآن القول إن البشر نجحوا في جعل مركبة ذات محرك تحلق فوق كوكب آخر".