كشف وزير الدفاع المكسيكي أنَّ عصابة مخدرات "كارتل" بدأت باستخدام طائرات بدون طيار مُحمَّلة بمتفجرات لشن هجمات ضد قوات الأمن، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
طائرات مسيرة ضد الشرطة!
وزير الدفاع لويس كريسينسيو ساندوفال قال إنَّ عصابة "الجيل الجديد من كارتل خاليسكو" استخدمت طائرات بدون طيار متفجرة ضد الشرطة والجيش، في ولايات خاليسكو وغواناخواتو وميتكوكان. وذكرت وسائل إعلام محلية أنَّ الطائرات المُسيَّرة كانت تحمل قنابل يدوية، رغم أنَّ الصور المُتدَاولة على الإنترنت أظهرت أنها تحمل عبوات ناسفة مُثبَّتة بها.
كما أضاف ساندوفال أنَّ الأسلحة لم تكن فعّالة للغاية؛ لأنَّ القيود التقنية تعني أنَّ الطائرات بدون طيار لا يمكنها سوى حمل كميات خفيفة من المتفجرات. وكشف أنَّ هجوماً بطائرة بدون طيار هذا الأسبوع في ميكوكان أسفر عن إصابة ضابطي شرطة بجروح طفيفة.
وطوال أسابيع كانت ميكوكان، الواقعة وسط المكسيك، ساحة لمعركة شرسة. إذ تحاول عصابة الجيل الجديد من خاليسكو، وهو كارتل قوي وراسخ، الإطاحة بمنافس جديد يُعرَف باسم عائلة ميكوكان الجديدة. وحُفِرَت خنادق عبر الطرق لعرقلة طرق الخصوم ومنع الشرطة والجنود من التدخل.
ويحذر المسؤولون في المكسيك منذ فترة طويلة من خطر الطائرات بدون طيار، رغم أنَّ الهجمات الأخيرة هي الأولى التي تُوقع مصابين.
وفي العام الماضي، اكتشفت السلطات طائرتين بدون طيار مُحمَّلتين بمتفجرات بلاستيكية من طراز "سي 4" في سيارة مهجورة في ميكوكان، يُعتقَد أنها تخص كارتل خاليسكو. واستخدمت العصابة طائرات صغيرة لإلقاء قنابل على أعدائها، ووردت تقارير عن طائرات بدون طيار تحمل مخدرات عبر الحدود الأمريكية المكسيكية.
وظهرت عصابة الجيل الجديد من خاليسكو في عام 2009، وتفوقت بنجاح على العديد من الكارتلات الأقدم في المكسيك. وقدَّر المسؤولون الأمريكيون أنها تسيطر على نحو ثلث حجم تجارة المخدرات التي تنتقل عبر المكسيك.
كما قاتلت في الغالب من أجل الهيمنة مع كارتل سينالوا، الذي كان يقوده خواكين "إل تشابو" غوزمان (64 عاماً)، الذي حُكِم عليه العام الماضي بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة.
وبينما مارست سينالوا سلطتها بتكتم نسبياً، اشتهرت خاليسكو بميلها للدعاية. ونشرت العام الماضي مقطع فيديو على الشبكات الاجتماعية على ما يبدو لاستعراض بنائها جيش خاص بها، مع عشرات الجنود بالزي الرسمي وأسطول من المركبات المدرعة المُموَّهة.
أقوى عصابات المكسيك
وتُعد كارتل CJNG أقوى عصابات المكسيك، بجانب عصابة كارتل سينالوا، التي كان يتزعمها في السابق خواكين "إل تشابو" غوزمان، المسجون في الولايات المتحدة، ويُنسب لعصابة CJNG في كثير من الأحيان عمليات التسلل إلى أقسام الشرطة حول البلاد، التي تتلقى أجوراً منخفضة وتدريبات ضعيفة، لحماية أعمالها الإجرامية المنتشرة.
وفي أواخر يونيو/حزيران 2020، أشارت أصابع الاتهام إلى الكارتل في الهجوم على قائد شرطة مكسيكو سيتي، عمر جارسيا حرفوش، الذي وقع في وضح النهار داخل حي راقٍ بالعاصمة.
وعلى عكس سابقيه، اتخذ الرئيس الحالي لوبيز أوبرادور نهجاً أقل صداماً مع كارتلات المخدرات، وفضّل الهجوم على ما وصفه بالأسباب الجذرية، مثل الفقر والبطالة بين الشباب، وذلك عن طريق الإنفاق الاجتماعي.
لكن الاستراتيجية التي روج لها لوبيز أوبرادور بشعار "بالأحضان وليس بالرصاص"، جرَّأت العصابات الإجرامية، وذلك حسبما يقول كثير من المحللين الأمنيين في هذا السياق، قال فيجيل إن نهج الرئيس "لم يؤدِّ إلا إلى أن تدير هذه الكارتلات عملياتها بمزيد من الحصانة والإفلات من العقاب"، وفق تعبيره.
تُعتبر المكسيك أحد أكبر موردي الهيروين إلى السوق الأمريكية، وأكبر مصدر أجنبي للماريغوانا، حيث تهيمن عصابات المخدرات المكسيكية حالياً على سوق الجملة المحظورة، باستئثارها بنحو 90% من حجم المخدرات التي تتسرب إلى داخل الولايات المتحدة.
كذلك تتراوح الإيرادات الكلية لمبيعات المخدرات المحظورة ما بين 13.6 مليار دولار و49.4 مليار.