كشفت دراسة جديدة حول مرض الخرف أن الأشخاص الذين ينامون لست ساعات أو أقل في الليلة، وهم بين سن الخمسين والسبعين، أكثر عرضة للإصابة بالمرض، من أولئك الذين ينامون بشكل منتظم لمدة سبع ساعات.
الباحثون الذين أجروا الدراسة اكتشفوا أن الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من أعمارهم، معرضون لخطر الإصابة بمرض الخرف بنسبة 30%، بصرف النظر عن عوامل الخطر الأخرى، مثل أمراض القلب والأيض وضعف الصحة العقلية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021.
لكن الدراسة لا تثبت أن النوم لفترة قليلة يؤدي إلى الإصابة بالخرف، إذ إن قلة النوم نفسها قد تكون أحد الأعراض المبكرة للمرض، بينما يعتقد بعض العلماء أن النتائج تدعم الأدلة المنطوية على أن قلة النوم المستمرة قد تساهم على الأقل في الإصابة بمرض التنكس العصبي هذا.
كذلك فإن العلماء لا يعرفون إذا ما كان تحسين النوم قد يقلل خطر الإصابة بالخرف أم لا، لكن من المعروف أن النوم يخلص الدماغ من الفضلات السامة، وتنطوي إحدى الفرضيات على أنه عندما ينام الأشخاص لفترات أقل، تختل هذه العملية.
دراسة شملت الآلاف
وحللت سيفيرين سابيا، من مؤلفي الدراسة بجامعة باريس، أكثر من 10000 متطوع بريطاني وأسلوب حياتهم، لأكثر من 25 عاماً، وركز الفريق الفرنسي على حوالي 8 آلاف مشارك ذكروا بأنفسهم أنماط نومهم، في حين ارتدى بعضهم أجهزة تعقب للتأكد من المدة التي يقضونها في النوم، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أجرى المشاركون في الدراسة تقويماً ذاتياً لمدة نومهم ست مرات بين عامي 1985 و2015. وفي عام 2012، وضع نحو 3900 منهم أيضاً ساعة مقياس التسارع التي تلتقط الحركة أثناء النوم ليلاً من أجل التحقق من دقة تقديراتهم، ما أكد النتائج المتعلقة بخطر الإصابة بالخرف على مدى فترة امتدت إلى آذار/مارس 2019.
وجدت الدراسة أيضاً التي نُشرت في دورية European Heart Journal أن الخطر على الرجال من قلة النوم يزيد إلى نحو الربع، إذ ساهم كل من مؤشر كتلة الجسم ومتلازمة انقطاع النفَس النومي، التي تؤدي إلى اضطراب التنفس، في "اليقظة اللاواعية".
في حين أن اضطراب النظم اليوماوي الطبيعي للجسم قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين، مما قد يفضي إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية، بحسب ما ذكرته شبكة Cnn الأمريكية.
يُقدّر أن الخرف يصيب واحداً من كل 14 شخصاً ممن تزيد أعمارهم عن الـ65 وواحداً من كل ستة أشخاص ممن هم فوق الـ80، ويتضاعف خطر الإصابة بالزهايمر أو الخرف الوعائي تقريباً كل خمس سنوات لمن هم فوق عمر الـ65.
تحدث التغييرات الباثولوجية الأولى التي تؤدي إلى الإصابة بالخرف قبل عقد أو عقدين من ظهور المرض، إذ تتراكم البروتينات اللزجة التي تسمى أميلويد وتاو في الدماغ. وعندما تناولت الدراسة نوم المتطوعين الذين أصيبوا بالخرف فيما بعد، وجدوا أن هذه العملية ربما لم تبدأ.
هذا يشير إلى أنهم إذا كانوا ينامون لفترة قليلة جداً، فمن غير المرجح أن يكون سبب ذلك تغييرات الدماغ المرتبطة بالخرف.