نقلت صحيفة New York Post الأمريكية قصة شاب أمريكي ساعده البودكاست في اكتشاف قاتل مزعوم لطالبة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية اختفت منذ عام 1996.
كريس لامبرت قبل ثلاث سنوات، قادته لوحة إعلانات على جانب الطريق في الساحل الأوسط لولاية كاليفورنيا إلى منعطف في حياته المهنية كمغنّ وكاتب أغان ومهندس تسجيل. فقد أنشاء بودكاست (بث صوتي رقمي) حول اختفاء الطالبة الجامعية كريستين سمارت عام 1996 واستولى الأمر على حياته.
تحقيقات في الجريمة التي حيرت أمريكا
الثلاثاء 13 أبريل/نيسان، عندما أعلن عمدة مقاطعة سان لويس أوبيسبو، إيان باركنسون، عن اعتقالات، أرجع الفضل إلى لامبرت في المساعدة في جذب الانتباه العالمي للقضية وتقديم العديد من الشهود الرئيسيين.
حيث كان المشتبه به منذ فترة طويلة، بول فلوريس، وكريستين من الزملاء الجدد في حرم جامعة ولاية كاليفورنيا بوليتكنيك في سان لويس أوبيسبو. فلوريس، البالغ الآن 44 عاماً، متهم بقتل الفتاة البالغة من العمر 19 عاماً أثناء محاولته اغتصابها في غرفة نومه، على حد قول ممثلي الادعاء ووجهت التهم إلى والده روبن فلوريس (80 عاماً) بوصفه شريكاً بعد أن قالت السلطات إنه ساعد في إخفاء الجثة، التي لم يُعثر عليها قط.
أما لامبرت فأصبح في دائرة الضوء بعد الاعتقالات ووصلت حلقات برنامجه المسلسلة المكونة من ثمانية أجزاء، والتي تحمل اسم "Your Own Backyard"، إلى 7.5 مليون عملية تنزيل يوم الخميس وكان هذا هو البودكاست رقم 2 على iTunes.
كان هذا هو البرنامج الأحدث في سلسلة من برامج البودكاست الخاصة بالجرائم الحقيقية التي تلعب دوراً في اعتقال أو استئناف قضائي أو حتى تبرئة.
لامبرت، 33 عاماً، كان في الثامنة من عمره فقط عندما اختفت كريستين على مسافة قصيرة بالسيارة من منزله في بلدة أوركوت الصغيرة، على بعد (225 كيلومتراً) شمال غرب لوس أنجلوس. لقد أخافه أن يكون هناك شخص مفقود ولا يعرف أحد ما حدث معه.
صورة كريستين ظلت لسنوات تلاحقه
لأكثر من عقدين من الزمان، أعلنت لوحة إعلانات تحمل صورة كريستين وهي مبتسمة عن مكافأة قدرها 75 ألف دولار. وهذه اللوحة موضوعة في بلدة أرويو غراندي، حيث نشأ بول فلوريس ولا يزال والداه يعيشان فيها، ومر لامبرت باللوحة عدة مرات وحفزه ذلك في النهاية على بدء التحقيق.
اشترى لامبرت بعض أجهزة التسجيل عالية الجودة وبدأ في إجراء المكالمات. وقال إنه عثر على شهود مهملين أو مترددين لم يتحدثوا مع الشرطة وانفتح الناس على لامبرت وشجعهم على الاتصال بالمحققين للإدلاء بالمعلومات ذات الصلة. وبدأ المفوضون في الاتصال به لربطهم بالأشخاص الذين قابلهم.
تفاصيل كشفت الجاني
زميلة سابقة لوالدة بول فلوريس، سوزان فلوريس، قالت إن سوزان وصلت إلى العمل بعد عطلة يوم الذكرى عام 1996 -عندما اختفت كريستين- قائلة إنها لم تنم جيداً لأن زوجها تلقى مكالمة هاتفية في منتصف الليل وخرج في سيارته، قال لامبرت: "كانت التكهنات طوال الوقت أن بول اتصل بوالده في منتصف الليل وجاء والده وساعده في التخلص من جثة كريستين".
فيما أخبرته مستأجرة عاشت لمدة عام في منزل سوزان فلوريس أنها سمعت جرس تنبيه صادراً عن ساعة كل صباح في تمام 4:20 صباحاً، وكانت كريستين قد عملت كحارسة إنقاذ في الساعة 5 صباحاً في مسبح الجامعة، لذلك من الممكن أن تكون قد ضبطت ساعتها لتستيقظ في تلك الساعة المبكرة.
قال: "يبدو أن هذه هي اللحظة في سلسلة البودكاست التي هزت معظم الناس تماماً. قد يكون هذا هو الدليل الذي يشير إلى حقيقة أن كريستين دُفنت في ذلك الفناء الخلفي أو أن متعلقاتها دُفنت في ذلك الفناء الخلفي".
تحدث لامبرت مع طالب تبادل أسترالي سابق في الجامعة، والذي قال إنه رأى فلوريس وكريستين يتشاجران بالقرب من المكان الذي شوهدت فيه كريستين لآخر مرة. وقال لامبرت إن المحققين رفضوا هذه الرواية في السنوات الأولى من التحقيق.
طور لامبرت علاقة وثيقة مع عائلة كريستين، والتي أصدرت بياناً بعد الاعتقال تمتدح مهاراته و"تفانيه غير الأناني" وأصبح لامبرت يشعر وكأنه تعرف على كريستين، لكنه يتمنى أن تتاح له الفرصة لمقابلتها.
وكتب على إنستغرام: "طوال معظم حياتي، كانت كريستين سمارت وجهاً على لوحة إعلانات. لقد علمت عن كريستين الابنة، وكريستين الأخت الكبرى، وكريستين الصديق، والجارة، ورفيقة السكن. كريستين السباحة. كريستين الحالمة. وقد تعلمت أنه يمكنك أن تفتقد شخصاً لم تقابله قط".