انتهت الرحلة التي كان من المفترض أن تكون الأخيرة، بين رجلٍ وشريكه المصاب بمرض عضال، نهاية مروّعة، بعدما قاد الرجل السيارة لأسابيع حتى بعد وفاة شريكه.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، إن الرجل أبقى على جثّة رفيقه إلى جواره أثناء رحلتهما من إسبانيا إلى إيطاليا ذهاباً وعودة.
وألقت الشرطة القبض على السائق البالغ من العمر 66 عاماً، بعد مطاردة امتدّت 32 كيلومتراً في المسار المعاكس بإحدى الطرق السريعة في إقليم كتالونيا، وعندما توقفت السيارة أخيراً، وجدوا جثّة رجل سويسري مغطى ببطانية على المقعد المجاور للسائق.
صحيفة La Vanguardia الإسبانية قالت إن الجثة بدأت في التحلل، وتيبست بعض أجزائها بما فيها اليدان، ومع ذلك، تقول الشرطة إنها لا تشتبه في فعل جنائي وراء الوفاة.
فمن جانبهم، يعتقد المحققون أن الراكب كان متوفَّى منذ ثلاثة أسابيع، وتدعم إيصالات دفع البنزين ورسوم المرور التي عثر عليها في السيارة تلك الفرضية.
أوضحت الإيصالات أن الشريكين -الحي والميّت- قد سلكا طريقاً طويلاً مروراً بمدريد، وفيلافرانكا ديل بينديس، ووصلا إلى إيطاليا دون إثارة الشكوك، رغم تجاهل القيود المفروضة على الحركة في ظل جائحة فيروس كورونا.
اعتقال السائق
مع ذلك، يبدو أن شجاعة السائق وحظه قد نفدا عندما حاول عبور الحدود الإسبانية مرة أخيرة، فكي يتفادى نقطة تفتيش حدودية تابعة للشرطة، قاد سيارته لمسافة نحو 10 كيلومترات إلى فرنسا، قبل أن يستدير إلى الاتجاه المعاكس، ويقود سيارته لمسافة 30 كيلومتراً باتجاه إسبانيا، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
لكن هذه المرة على الجانب المعاكس من الطريق السريع، وفي النهاية خرج عن الطريق الرئيسي وتوقف بعد ارتطام سيارته خارج بلدة جافري بالقرب من قرية جيرونا.
بعد ذلك أُلقي القبض على الرجل ووجهت إليه اتهامات تعريض أمان السيارات على الطريق السريع للخطر والقيادة المتهورة، ولم توجه إليه أي تهم أخرى.
وعندما استجوبته الشرطة، أدلى السائق في البداية بأقوال مرتبكة بشأن فيروس كورونا وأنه لم يُجرِ الفحوص اللازمة لعبور الحدود الفرنسية، وفقاً لصحيفة El Mundo الإسبانية.
لكن في النهاية، أدركت الشرطة دوافعه الحقيقية للرحلة واعترف بأنه لا يستطيع تحمّل ترك شريكه.