ما هو التفكير النقدي؟ وكيف نطبقه في زمن المعلومات الزائفة على الإنترنت؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/10 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/10 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
لماذا لا يتقبل الآخرون نقدك لهم؟ تعرف على الأسباب/ Istock

التفكير النقدي هو مهارة مكتسبة وضرورية لتطوير القدرة على الحكم واتخاذ القرارات من خلال التفكير المنفتح والمنطقي والمتماسك.

من خلال التفكير النقدي الجيد، تتعلم الاستقلالية والتوجيه الذاتي.

يمكن تحسين مهارات التفكير النقدي لتطوير القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة في روتين الحياة اليومية سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل، أو ببساطة في المنزل.

أنواع التفكير

يمكن تدريس التفكير النقدي في سن مبكرة، وكلما بدأ مبكراً ساعد صاحبه على أن يشغل أماكن قيادية مستقبلاً، بحسب ما نشر موقع Philosophy.

مع تقدمنا في السن، يمكن تصنيف معظم الصغار في إحدى الفئات التالية من المفكرين:

الساذج: 

يصدق المفكرون الساذجون كل ما يسمعونه، لا يحبون طرح الأسئلة ويوافقون على ما يقوله أصدقاؤهم أو يطلبون منهم القيام به. لا يكلفون أنفسهم التفكير، بل يعتمدون على من حولهم للقيام بذلك عنهم.

الأناني:

المفكرون الأنانيون أذكياء لكنهم لا يهتمون بالآخرين. يبذلون جهداً للتفكير ولكن بهدف التلاعب بالأطفال الآخرين للحصول على ما يريدون، بغض النظر عمن يتأذى. إنه لأمر رائع أن يعيد هؤلاء المفكرون توجيه هذا الذكاء نحو السلوك الجيد بدلاً من السلوك السيئ.

العقلاني:

لا يصدق المفكرون العقلانيون كل ما يسمعونه، فهم أذكياء ومتعاطفون. يحبون التعلم وطرح الكثير من الأسئلة ويهتمون بشدة بالآخرين. يتمتع هؤلاء المفكرون بالقدرة على أن يصبحوا مفكرين نقديين عظماء وحكيمين، ومن المرجح أن يحدثوا فرقاً في هذا العالم.

التفكير النقدي
من الجيد إدراك حدود معرفتنا حول موضوع معين، والمقصود هو: من الصعب حقاً التأكد من شيء ما/ Istock

مراحل التفكير النقدي

يتضمن التفكير النقدي عدداً من الخطوات المهمة وفق ترتيب المراحل الست المذكورة أدناه:

أولا: اكتساب المعرفة الكافية لتتمكن من توضيح الموضوع الرئيسي الذي يتم تناوله، لأن تثقيف النفس يقدم صورة أوضح.

ثانياً: الفهم الجيد لما حققته في المرحلة الأولى من خلال ربطه بما تعرفه بالفعل. يحدث البحث عن البيانات في هذه المرحلة.

ثالثاً: تطبيق ما اكتسبته واستوعبته بالفعل على مشروع فعلي قابل للتطبيق في حياتك اليومية.

رابعاً: تحليل البيانات التي جمعتها عن طريق تقسيمها إلى خطوات أصغر لفهم التفاصيل بوضوح. تفسير وتنظيم البيانات المجمعة من خلال البحث عن أوجه التشابه والاختلاف.

خامساً: تجميع البيانات التي تم البحث عنها من خلال دمجها إحصائياً والربط المنطقي للمعلومات ذات الصلة.

سادساً: تفسير البيانات وتقييمها بعد تحليلها وتوليفها أمر مهم لاستخلاص استنتاجات صحيحة. تتضمن هذه المرحلة إيجاد حلول واتخاذ قرارات حكيمة. في بعض الأحيان، تتدخل بعض العواطف والأفكار المسبقة على التقييم، لذا لا يجب التسرع أبداً في هذه المرحلة. يجب أن يكون التقييم المرحلة الأخيرة من التفكير النقدي.

مثال تطبيقي

في أبسط مثال تطبيقي على التفكير النقدي يمكن طرح هذا السؤال: هل القهوة جيدة للصحة؟

بطبيعة الحال ستبادر إلى البحث على شبكة الإنترنت عما يلي "مساوئ القهوة".

ستكون النتائج على الشكل التالي: تزيد من التوتر وتضر بصحة الأسنان وقد ترفع من ضربات القلب وتؤدي لمشاكل في النوم.

الاستنتاج الأولي أن القهوة سيئة وقد تقرر ألا تشرب فنجاناً بعد اليوم.

ولكن التفكير النقدي يحثك على التبحر أكثر، والآن يمكن البحث عن المعلومات التالية: "فوائد القهوة".

ستجد أيضاً: تقليل نسبة الاكتئاب، وتعزيز الذاكرة، لا بل وتعزيز صحة القلب!

قد تستنتج أن الإنترنت مصدر غير موثوق!

اللافت أن النصائح التي عثرت عليها صادرة عن مؤسسات بحثية ومواقع طبية شهيرة ومعروفة حول العالم، فكيف نحل هذا التناقض؟ وما هو القرار الذي يجب اتخاذه؟

وهنا تدخل مراحل التفكير النقدي والعقلاني لتتخذ القرار.

يجب التدقيق في مصادر المعلومات أولاً، وبما أن المعلومات صادرة نتيجة الدراسات فيجب التمعن أكثر فيما إذا كانت هذه الدراسات من مصادر مرموقة وموثوقة.

وتأتي الخطوة التالية مثلاً بتضييق خانة البحث إلى تأثير القهوة مثلاً على صحة القلب فقط.

وبالنظر إلى كل ما سبق، يمكن القول إن المعلومات التي جمعناها لم تكن كافية لحل المشكلة المذكورة في البداية.

والاستنتاج الوحيد الذي يمكن الوصول إليه هو: وفقاً للبيانات التي جمعناها، قد يكون شرب القهوة مفيداً أو قد لا يكون مفيداً للقلب، اعتماداً على عدة عوامل ومتغيرات لم نأخذها في عين الاعتبار.

ولكن، وبحسب قواعد التفكير النقدي، حتى إذا كان الاستنتاج هو "لا يمكن الإجابة عن السؤال في هذه المرحلة"، فلا يزال من المفيد طرحه والبحث عنه وتكوين صورة أفضل وربما البحث مرة أخرى عن كمية القهوة المسموح بها يومياً والتي لا تشكل خطراً.

لذا، من الجيد إدراك حدود معرفتنا حول موضوع معين، والمقصود هو: من الصعب حقاً التأكد من شيء ما.

ولذلك، تعد مهارات التفكير النقدي ضرورية لتقبل العيوب في تفكيرنا والفجوات في معرفتنا، والاستفادة منها.