أقدمت امرأة أمريكية تبلغ من العمر 57 عاماً على خطوة جريئة للغاية، حين قررت مع زوجها إنجاب طفل جديد، في هذه السن المتأخرة، بعد وفاة طفلتها بمرض عضال، وقد بقيت مصرّة على قرارها، حيث انتظرت حتى انتهاء علاجها من ورم في الدماغ، ثم خاضت تجربة زرع الأجنة لأكثر من مرة، حتى نجحت في نهاية المطاف، وأنجبت طفلاً سمّته جاك.
قصة باربرا هيجينز، وهي معلمة في مدينة كونكورد بولاية نيوهامبشير الأمريكية، نقلتها مجلة Newsweek الأمريكية، الجمعة 9 أبريل/نيسان 2021، في مقال مليء بالمشاعر كتبته المرأة بنفسها لتصف تجربتها الفريدة.
أشارت هيجينز في قصتها إلى أنها كانت تعيش حياة تقليدية سعيدة مع فتاتَيْها غريسي ومولي وزوجها كيني، قبل أن تكتشف إصابة ابنتها مولي بورم في الدماغ عام 2016، تسبب في معاناتها بشدة، حيث أصبحت نحيلة جداً، ومجهدة، وتعاني من التهابات في الجيوب الأنفية.
مرض مولي انتهى بوفاتها، وهي ما وصفتها هيجينز بأنها كانت تجربة عميقة، "فلقد كانت واحدة من هؤلاء الصغار الذين يمسون قلوب الناس، لذا امتلأ 1300 مقعد بأحد مسارح كونكورد خلال جنازتها. وعُقد عرض مسرحي يعج بالمؤدين الذين كانوا جميعاً من أصدقائها".
تشير هيجينز إلى أن أحلاماً راودتها بشدة، ولم تتوقف، كانت الدافع الرئيسي حول التفكير بجدية في إنجاب طفل جديد.
اكتشاف مرض جديد
حينما قررت مع زوجها التوجه للطبيب في أول مرة كانت تبلغ من العمر حينها 53 عاماً، لم يكن بالسهولة إيجاد طبيب مستعد للتعامل مع هذه السن، تقول هيجينز إنها وجدت طبيباً في بوسطن، إلا أن تكاليف المستشفى كانت باهظة، فتراجعت.
بعد عدة أشهر كانت مضطرة إلى تناول دواء مضاد للقلق، كما عانت من ألم شديد في الفك، دفعها لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي كشف عن ثلاثة أورام دماغية.
تقول هيجينز: "كان الأمر مروعاً، إذ كان يجب إجراء عمليتين جراحيتين في الدماغ في غضون ستة أشهر. وفي الوقت نفسه كان كيني يكافح مرض الكلى".
محاولة أولى ثم ثانية
في سبتمبر/أيلول 2019، خاضت هيجينز تجربتها الأولى لنقل الأجنة، ولكنها لم تنجح، ثم جاءت جائحة كورونا وتوقّف كل شيء، إذ لم تتمكن من إجراء عملية نقل أجنة أخرى حتى 26 يوليو/تموز 2020، وقد سارت الأمور على ما يرام، وفي الخامس من أغسطس/آب، اكتشفت أمر حملها.
تقول هيجينز "وُلدَ ابننا جاك في 20 مارس/آذار في تمام الساعة 12:30 ظهراً، وكانت رؤيته عظيمةً بالنسبة لنا. إذ حدث ذلك بسرعة لدرجة أن الجميع فوجئوا قليلاً، لكن جاك وُلد طفلاً صغيراً مثالياً".
تتحدث هيجينز عن مشاعرها قائلة: "كانت الأيام الأولى متوقعة للغاية بطريقة أو بأخرى؛ إذ كان جاك يمنعنا من النوم طيلة الليل! لكن هذا ما يفعله كل الأطفال، الجميل في الأمر أنني في إجازة إنجاب، كما تقاعد كيني، وأحبّت غريسي شقيقها جاك بشدة".
وعن التجربة التي واجهتها هيجينز، تقول: "لقد كانت عملية صارمة. وخضعنا لاختبارات نفسية، وجسدية، واجتماعية، وعاطفية. وأقدِّر أن هذا لن يتيسر لجميع النساء اللائي يحاولن الإنجاب في وقت لاحق من الحياة، ولكن صحتي كانت جيدة، وجدت طبيباً مستعداً للتعاون معي".
كما أضافت "يقول الناس إنني عجوز وسأكون أماً مسنة، أو يسألون كيف يمكنني فعل ذلك بطفل. لكن أبي البيولوجي أنجب أختاً لي عندما بلغ من العمر 86 عاماً. إنها جميلة بحق، والعالم أفضل في وجودها، لذا فإنني لا أنظر للأمر بتلك الطريقة. إن جاك هنا، ومهما كان مسار حياته فإنني لست أكثر من جزء من هذا المسار".