يشعر أغلب الناس بالقشعريرة من وقت لآخر. وعندما يحدث ذلك، تقف الشعيرات الدقيقة بشكل منتصب على امتداد الجلد في الذراعين والساقين، وأحياناً الظهر والعنق أيضاً.
وعند القشعريرة، تتحول الشعيرات والعضلات حولها إلى شكل نتوء صغير في الجلد، ما يجعل بصيلات الشعر تبدو وكأنها حبوب صغيرة الحجم بامتداد مكان الشعور.
ويميل الإنسان إلى الشعور بالقشعريرة عند الشعور بالبرد أو الخوف أو التأثُّر العاطفي الشديد واختبار مشاعر قوية بالفرح أو الحُزن.
وقد تحدث القشعريرة أيضاً عند بذل المجهود البدني، لأن المجهود ينشّط الجهاز العصبي الودي أو الغريزي، ما يثير في الجسم ردود فعل مماثلة للمشاعر القوية.
وفي بعض الأحيان الأخرى، قد تظهر القشعريرة كمؤشر لمرض معين، أو من دون سبب على الإطلاق.
ولا ينحصر الشعور بالقشعريرة في البشر وحدهم؛ إذ من الممكن لبعض الحيوانات أن تعاني من الحالة أيضاً، بما في ذلك الكلاب. وفي هذه الحالات، تكون القشعريرة بمثابة استجابة جسدية للمواقف التي يرغب الحيوان فيها بالظهور بشكل أكبر وأقوى من غريمه.
القشعريرة بسبب البرد
يوضح موقع Webmd الطبي أن الشعور بالبرد الشديد يحفّز قشعريرة الجسم؛ إذ يرسل العقل تنبيهاً للجسم أنه يجب أن يتخذ خطوات للإحماء والتدفئة العاجلة. وتكون القشعريرة هي واحدة من تلك الإشارات. وهي أيضاً نظام يفعّله الجسم لمحاولة احتجاز الهواء الدافئ بالقرب من الجلد، والسماح للجسم بالاحتفاظ بحرارته قدر الممكن.
وتشمل أعراض القشعريرة المُثارة بسبب البرد: الارتعاش وانتصاب شعيرات الجلد في الذراعين وبعض الأجزاء الأخرى من الجسم، والرغبة في فرك الجلد وتحميته، وشحوب الجلد.
وبمجرد الإحماء والتدفئة، يفترض بالقشعريرة أن تختفي تماماً.
المشاعر القوية والمواقف العاطفية
يميل الناس أيضاً إلى الشعور بالقشعريرة أثناء المواقف العاطفية، مثل حضور حفلات الزفاف، أو عند الحديث أمام عدد كبير من المستمعين، أو عند سماع الموسيقى المؤثرة، أو حتى عند مشاهدة أفلام الرعب على التلفزيون. وفي كثير من الأحيان، قد يصاب الشخص بالقشعريرة عند التفكير في ذكرى مؤثرة مر عليها العديد من السنوات.
وعندما يمر الإنسان بالمشاعر الشديدة، يستجيب الجسم بعدة طرق تتضمن استجابتين شائعتين وهما: زيادة النشاط الكهربائي في العضلات الموجودة أسفل الجلد، وزيادة عمق التنفس أو ثقله. ويثير هذان الردان الشعور بالقشعريرة، بحسب Webmd.
وبالإضافة لهذه الاستجابات، قد يحدث أيضاً التعرُّق أو زيادة في معدل ضربات القلب. وترتبط المشاعر الشديدة والاستجابات المتعلقة بها بما يفكر فيه الشخص أو يسمعه أو يراه أو يشمه أو يتذوقه أو يلمسه.
وتوصلت دراسة بمجلة Biological Psychology العلمية عام 2011، إلى أن مشاهدة المحفزات الاجتماعية، مثل نقاش عاطفي بين الممثلين في مشهد سينمائي معين، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقشعريرة أكثر من مجرد سماع شيء ما، مثل أغنية مؤثرة عاطفياً.
ويكمُن السبب وراء هذه الاستجابات إلى إطلاق العقل اللاواعي في المخ لهرمون التوتر "الأدرينالين".
ويتسبب الأدرينالين الذي يتم إنتاجه في غدتين صغيرتين شبيهتين بالفاصوليا وتقعان فوق الكلى، في تقلُّص عضلات الجلد وإثارة العديد من ردود الفعل في الجسم مثل انهمار الدموع، وتعرُّق راحة اليدين، وارتعاش اليدين، وارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب أو الشعور بـ"الفراشات" في المعدة -وهو شعور بمغص غير مبرح ولكنه مزعج للغاية في البطن قد يتطور إلى الغثيان، بحسب موقع Scientific American العلمي.
القشعريرة قد تشير إلى حالة صحية
في معظم الحالات لا تشير قشعريرة الجسم إلى أكثر من حالة غريبة ومزعجة تمتد لبعض الوقت الذي لا يتجاوز الدقائق. ومع ذلك؛ من الممكن أن يشير الشعور بالقشعريرة إلى حالة طبية طويلة الأمد أو وضع صحي خطير يستدعي الاستشارة الطبية، وفقاً لـWebmd.
ويمكن أن تكون القشعريرة دليلاً على الإصابة بما يلي:
1- حالة التقرن الشعري (جلد الدجاج): وهي حالة جلدية غير مؤذية وشائعة تؤدي إلى ظهور القشعريرة على الجلد لفترات طويلة من الزمن من دون أسباب واضحة.
2- اضطراب عسر المنعكسات اللاإرادي: وهو رد فعل مفرط للجهاز العصبي ناتج عن إصابة في النخاع الشوكي.
3- الصرع في الفص الصدغي: وهو اضطراب يسبب نوبات الصرع المزمن، ويستلزم المتابعة الدائمة لخطورته على سلامة وحياة الإنسان.
4- المرض: على سبيل المثال قد يشير الشعور بالقشعريرة إلى إصابة الشخص بالحُمّى التي تسببها الإنفلونزا.