قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، يوم الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، إن الأطباء في كندا يخشون احتمالية تعاملهم مع مرض دماغي لم يكن معروفاً من قبل، وسط سلسلة من الحالات التي تتضمن فقدان الذاكرة والهلوسة وضمور العضلات.
إذ طالب ساسة في مقاطعة نيو برونزويك بإجابات، ولكن مع وجود عدد قليل جداً من الحالات، يقول الخبراء إن هناك أسئلة أكثر بكثير من الإجابات، وحثوا عامة الناس على عدم الذعر.
أمراض عصبية مجهولة
لأكثر من عام، تتبع مسؤولو الصحة العامة في المقاطعة "مجموعة" من 43 حالة يشتبه في إصابتهم بأمراض عصبية، وليس لديهم سبب معروف.
في حين علم السكان لأول مرة بالتحقيق الأيام القليلة الماضية، بعد تسريب مذكرة من وكالة الصحة العامة بالمقاطعة، كانت تطلب من الأطباء أن يراقبوا أعراضاً مشابهة لمرض كروتزفيلد جاكوب، وهو مرض دماغي نادر قاتل ناجم عن بروتينات مشوهة تعرف باسم البريونات.
من جانبه قال موقع livescience إن مجموعة من الأعراض تشمل فقدان الذاكرة ومشاكل الرؤية وحركات الاهتزاز غير الطبيعية، أثارت حالة التأهب لدى شبكة مراقبة مرض كروتزفيلد جاكوب الكندية. وعلى الرغم من أوجه التشابه الأولية، لم ينتج عن الفحص أي حالات مؤكدة لمرض كروتزفيلد جاكوب.
متلازمة عصبية جديدة
حيث يتسابق الآن فريق من الباحثين، بينهم علماء فيدراليون، لتحديد ما إذا كانوا يتعاملون مع متلازمة عصبية لم تكن معروفة من قبل، أو سلسلة من الأمراض غير ذات الصلة، ولكنها معروفة سابقاً، ويمكن علاجها.
من جانبه يقول الدكتور أليه ماريرو، طبيب الأعصاب الذي يقود تحقيق نيو برونزويك، إن المرضى اشتكوا في البداية من آلام غير مبررة وتشنجات وتغيرات سلوكية، وجميعها من الأعراض التي يمكن تشخيصها بسهولة على أنها قلق أو اكتئاب.
لكن على مدار 18 إلى 36 شهراً بدأوا يُصابون بالتدهور الإدراكي، وهزال العضلات، وسيلان اللعاب، وصريف الأسنان. وعانى أيضاً عدد من المرضى من الهلوسة المخيفة، بما في ذلك الشعور بالحشرات الزاحفة على جلدهم.
دراسة مستفيضة حول تاريخ المرض
من أجل إدراج حالة مرضية جديدة في نيو برونزويك، أجرى ماريرو وفريقه دراسة مستفيضة حول تاريخ المريض، فضلاً عن مجموعة من الاختبارات التي شملت تصوير الدماغ واختبارات التمثيل الغذائي والسموم والبزل القطني، وذلك من أجل استبعاد الأمراض الأخرى المحتملة مثل الخرف واضطرابات التنكس العصبي واضطرابات المناعة الذاتية والالتهابات المحتملة.
في حين سُجلت حالة واحدة مشتبه بها فقط في عام 2015، ولكن في عام 2019 كانت هناك 11 حالة، وفي عام 2020 كانت هناك 24 حالة. ويعتقد الباحثون أن خمسة أشخاص قد ماتوا بسبب المرض.
في المقابل قال موقع dailymail إن غالبية الحالات ترتبط بشبه جزيرة أكاديان، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في الجزء الشمالي الشرقي من المقاطعة. ولا يزال العدد الإجمالي للحالات في المنطقة منخفضاً، ولكن عدد سكان نيو برونزويك أقل من 800 ألف شخص.
في حين رفض مسؤولو الصحة الكشف عن المواقع الدقيقة للحالات.
علم الأوبئة الميدانية
إذ استشار ماريرو وفريقه خبراء في علم الأعصاب، والصحة البيئية، وعلم الأوبئة الميدانية، والأمراض الحيوانية المنشأ، وعلم السموم، من أجل فهم أفضل لما يمكن أن يسبب المرض الغامض.
من ناحية أخرى يعمل فريق متزايد من الباحثين على تحديد ما إذا كانت هناك صلة مشتركة للحالات أو أي أسباب بيئية، بما في ذلك مصادر المياه والنباتات والحشرات. وأثارت أنباء المرض المجهول القلق، لكن الخبراء حذروا من استخلاص استنتاجات مبكرة.
حيث تكشف القصة أيضاً عن الحقيقة المحبطة للطب، فقد يكون تشخيص المريض صعباً ومهمة مليئة بالخوض من المجهول، ويمكن لأطباء الأعصاب في كثير من الأحيان استخدام عدد من الطرق لعلاج المريض، عندما يكون السبب الجذري للمرض غير واضح، ثم فجأة يتعافى المريض بطريقة ما.