قد يظن البعض أنهم يعلمون كل شيء عن كوكب الأرض، فهو الكوكب البيضاوي الأزرق الذي تُشكل المياه الغالبية العُظمى من سطحه، وله مداران؛ واحدٌ حول الشمس، والآخر حول نفسه، مكوّنين دورة انتهاء اليوم وفصول العام. لكن هناك بعض الحقائق الأخرى التي قد لا يعرفها الكثيرون، منها مثلاً أن الكوكب يمتلك أكثر من قمر واحد أحياناً.
ومن أبرز الحقائق التي لا نعرفها عن كوكب الأرض:
تباطؤ سرعة دوران الكوكب
تتباطأ سرعة دوران الكوكب حول نفسه بشكل غير محسوس تقريباً، بمعدل نحو 17 مللي ثانية كل مئة عام. وبحسب موقع Space Facts العلمي، فإن هذا المعدل أيضاً قد يختلف كل قرن من الزمان، وقد لا يظل بهذه الوتيرة.
ويلفت الموقع إلى أن هذا الأمر سيكون له دور في إطالة أيام كوكب الأرض، لكنه سيحدث ببطء شديد، لدرجة أنه قد يستغرق نحو 140 مليون سنة قبل أن يزداد طول اليوم الواحد من 24 إلى 25 ساعة.
حرارة الباطن تضاهي حرارة الشمس
كشف العلماء بقسم الكيمياء الجيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في مقابلة مع مجلة Popular Mechanics العلمية، أنهم يعتقدون أن درجة الحرارة في مركز كوكب الأرض، هي نفسها درجة الحرارة على سطح الشمس، بنحو 6 آلاف درجة مئوية.
ويتكون قلب الكرة الأرضية من كمية ضخمة من الحديد المتبلور، المحاط بسائل من المعادن المُذابة والمواد الكيميائية الأخرى.
ولمُحاكاة درجة حرارة باطن الأرض لتوقُّع درجتها، تم استخدام التجارب العلمية والأشعة السينية لدراسة كيفية تحول عينات صغيرة من الحديد عند تعرّضها لضغوط غير عادية إلى بلورات.
وبعد تجارب معملية لوكالة التجارب الفرنسية CEA، عام 2013، وجدوا أنه نظراً لطبيعة عنصر الحديد المُركّبة، فإن درجة الحرارة المركزية لقلب كوكب الأرض قد تتراوح بين 5500 و6500، أي أنه قد يضاهي أو حتى يفوق درجة حرارة سطح الشمس البالغة 5775 درجة مئوية، وفقاً لـBBC.
باطن الأرض يتوهّج بالإشعاع
تولِّد الأرض ما يصل إلى 40 تيراواط من الحرارة، نصفها يأتي من التفاعُل الإشعاعي في باطنها. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2011 بمجلة Nature Geoscience العلمية، قام العلماء بقياس جزيئات تسمى مضادات النيوترينو التي تتدفق من باطن الأرض، ووجدوا أن نحو نصف حرارة كوكب الأرض، تتولد من خلال التحلل الإشعاعي لعناصر معينة تُشكِّل المادة في باطن الأرض.
الزلازل يمكن الشعور بها في الجهة المقابلة
صرّح عالم الزلازل بجامعة Caltech للأبحاث زونج وين زان، لمجلة Popular Mechanics: "يمكن أن تحدث الزلازل على عمق يزيد عن 400 ميل تحت سطح الأرض، ويمكن الشعور بها حرفياً على الجانب الآخر من كوكب الأرض".
وأوضح أنه في عام 2013 على سبيل المثال، وقع زلزال قوته 8 درجات بالقرب من جزر الكوريل على عمق حوالي 400 ميل من سطح الأرض. وتردد صدى هذا الزلزال العنيف في أستراليا كذلك.
فيروسات الأرض أكثر من نجوم الفضاء
كشف بحث بمجلة Nature Review Microbiology لعلوم الأحياء، عام 2011، أن كوكب الأرض يعجّ بالفيروسات المختلفة، وهناك ما يقدر بنحو 10 نونليونات (أي 10 بجوارها 33 صفراً) فيروس مختلف حولنا في كل مكان. بما يعادل نحو 100 مليون فيروس مقابل النجمة الواحدة في الفضاء الخارجي.
وتقول سارة سوير، عالمة الفيروسات وبيئة الأمراض، لمجلة ناشونال جيوغرافيك، إن السبب لا يتعلق بمرونة الجسم البشري تجاه الأمراض بقدر ما يتعلق بالمراوغات البيولوجية للفيروسات نفسها، مشيرة إلى أن انتقائية العوامل الممرضة للفيروسات حيال الخلايا التي تصيبها هو في الواقع ما يجعلنا في مأمن من الإصابة بالفيروسات الخطيرة كل يوم.
الحديد أكثر عناصر الأرض
كشفت الطبعة السابعة من مجلة أساسيات الجيولوجيا أو Essentials of Geology، أنه إذا ما تم فصل العناصر والمواد التي يتكون منها كوكب الأرض، سيكون الحديد على رأس المكونات، مُشكلاً أكثر من 32%، يليه الأوكسجين بنسبة 30.1%.
كما يتكون الكوكب أيضاً من 15.1% من السيليكون و13.9% من المغنيسيوم. وتشكل غالبية هذه النسبة الضخمة من الحديد معظم لُب الأرض.
وفي أبحاث أُجريت على عينات من القشرة الأرضية ومن اللُب في عمق الكوكب، شكّل الحديد ما نسبته 88% من باطن الأرض، بينما شكّل الأوكسجين ما نسبته 47% من عينات القشرة الأرضية.
هناك أكثر من قمر للكوكب!
كما يعلم الجميع أن كوكب الأرض يمتلك قمراً واحداً، لكن الجديد أن هناك كويكبين إضافيين عالقين في مدارات مشتركة مع الأرض ويُطلق عليهما 3753 Cruithne و2002 AA29، وهما جزء من مجموعة أكبر من الكويكبات المعروفة باسم "الأجسام القريبة من الأرض" أو NEOs.
وتوضح مجلة Universe Today، أن قطر الكويكب المعروف باسم 3753 Cruithne يبلغ خمسة كيلومترات، ويُطلق عليه أحياناً اسم "قمر الأرض الثاني". وهو لا يدور في الواقع حول الأرض، ولكن له مدار متزامن مع كوكبنا. كما أنه يمتلك مداراً يجعله يبدو وكأنه يتبع مدار الأرض، لكنه في الواقع يتبع مسارها حول الشمس فقط.
القمر لديه زلازل أيضاً
على الرغم من أنه يبدو خامداً تماماً ولا حركة له، لكن في الواقع هناك العديد من "الزلازل" التي تحدث على القمر، إلا أن الزلازل على القمر أقل شيوعاً وأقل شدة من الزلازل التي تهز الأرض.
ووفقاً لبحث أجراه علماء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS، عام 2003، يبدو أن الزلازل القمرية مرتبطة بضغوط المد والجزر المرتبطة بالمسافة المتغيرة بين الأرض والقمر.
وتميل الزلازل القمرية أيضاً إلى الحدوث على أعماق كبيرة من جسمه الصخري، وهو يحدث في منتصف المسافة تقريباً بين سطح القمر ومركزه.
أسخن نقطة في ليبيا والأبرد في الأنتاركتيكا
تُعد أسخن بقعة على وجه الأرض هي مدينة العزيزية بليبيا. وتكشف سجلات درجات الحرارة من محطات الأرصاد الجوية أنها وصلت إلى 136 درجة فهرنهايت (أي 57.8 درجة مئوية) في 13 سبتمبر/أيلول 1922، وفقاً لمرصد الأرض بوكالة ناسا الفضائية.
وجدير بالذكر أن درجات الحرارة تلك كانت قبل عقود من ارتفاع درجات حرارة الكوكب بشكل عام بسبب تداعيات الاحتباس الحراري العالمية.
أما بالنسبة لأبرد مكان على وجه الأرض فهو القارة القطبية الجنوبية الأنتاركتيكا؛ إذ يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى ما دون 100 درجة فهرنهايت (سالب 73 درجة مئوية).
وجاءت أدنى درجة حرارة مسجلة على الأرض من محطة فوستوك الروسية، حينما كشفت السجلات أن الهواء انخفض إلى 128.6 درجة فهرنهايت (سالب 89.2 درجة مئوية) في 21 يوليو/تموز 1983، وفقاً لـUSGS.
الجاذبية غير متطابقة على كل الكوكب
يتضح عدم تطابق نسبة الجاذبية على كافة سطح الكوكب في أحد شذوذ الجاذبية الغامضة في خليج هدسون بكندا؛ إذ تمتاز المنطقة بنسبة جاذبية أقل من المناطق الأخرى حول العالم، ووجدت دراسة عام 2007 أن السبب يعود إلى الكتلة الجليدية التي تواجدت قبل ملايين السنين في هذه البقعة من الكوكب وذابت تماماً.
ونظراً لأن الجاذبية في منطقة ما تتناسب مع الكتلة الصلبة الموجودة فوق تلك المنطقة، ولأن بصمة الكتلة الجليدية التي وُجدت قديماً قد دفعت بانحناء طفيف في كتلة الأرض مكونة خليجاً مائياً، فإن الجاذبية هناك أقل قليلاً عن الطبيعي.
وأفاد باحثون في مجلة Science بأن السبب الآخر للظاهرة الغريبة قد يعود إلى انسحاب القشرة الأرضية في هذه البقعة إلى الأعماق بسبب ضغط كتلة الجليد عليها قديماً.
ومن الطريف أن الظاهرة تجعل كل الأجسام في تلك المنطقة أخفّ مما هي عليه في أي مكان آخر، ما يجعل الناس يبدون أكثر نحافة عند استخدام قياس وزن الجسم.