قالت لجنة تحقيق روسية إنها ستفحص مضمون الأغنية الروسية التي من المقرر أن تمثّل البلاد في "مسابقة يوروفيجن للأغنية الأوروبية" هذا العام، بعد أن أغضبت كلمات الأغنية جمعياتٍ محافِظة ودفعتهم إلى اتهام مغنيتها المولودة في طاجيكستان، بالتحريض على الكراهية تجاه الرجال.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نُشر الخميس 18 مارس/آذار 2021، فإن المطربة هي مانيجا سانغين، المعروفة اختصاراً باسم مانيجا، وكان من المقرر أن تؤدي أغنية "امرأة روسية" Russian women في مسابقة يوروفيجن التي تقام بهولندا في مايو/أيار المقبل.
أغنية روسية مثيرة للجدل
يمجّد محتوى الأغنية المرأةَ الروسية، ويحثُّها على أن تكون أكثر استقلالية ومقاومة للآراء المتحيزة جنسياً حول الجمال والعمر وإنجاب الأطفال.
إذ وُلدت مانيجا، التي تبلغ من العمر الآن 29 عاماً، في طاجيكستان -إحدى دول الاتحاد السوفييتي- ولكنها تعيش الآن في روسيا، وهي أيضاً ناشطة بمجال حقوق المرأة واللاجئين.
فيما قالت لجنة التحقيق، التي تحقق عادةً في الجرائم الكبرى بروسيا، إنها تلقت طلباً من إحدى الجمعيات العامة للتحقيق في محتوى الأغنية الافتتاحية للمطربة مانيجا، بحثاً عن "تصريحات غير قانونية محتملة".
كما أوضحت المتحدثة باسم اللجنة، سفيتلانا بيترينكو، لوكالة أنباء RIA Novosti، أنه سيتم فحص الطلب وفقاً للقواعد القانونية المتبعة.
يرفضون مشاركتها في مسابقة يوروفيجن
كانت جمعية "الاتحاد الروسي للمرأة الأرثوذكسية" قد نشرت رسالة مفتوحة تدعو إلى حظر فيديو الأغنية المنتشر للمطربة مانيجا، ومنه مشاركتها في مسابقة يوروفيجن. وتقول الرسالة، إن كلمات الأغنية تحرّض على "كراهية الرجال، وهو ما يقوّض أسس الأسرة التقليدية".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر موقع Veteranskie Vesti، المتخصص في شؤون قدامى المحاربين الروس، رسالةً مفتوحة إلى رئيس لجنة التحقيق، ألكسندر باستريكين، يطلب منه البدء في اتخاذ إجراءات جنائية بشأن الأغنية لمنعها من المشاركة في مسابقة يوروفيجن.
في حين أن الجمعية التي تقدمت بالطلب تصف نفسها بأنها مستقلة، فإن واقع الأمر أنها لها شراكات مع وزارتي الداخلية والدفاع الروسيتين ووكالة الأمن الفيدرالية كذلك.
في رسالتها، قالت الجمعية إن أغنية مانيجا "تهدف إلى توجيه إساءة حقيقية وإهانة الكرامة الإنسانية للمرأة الروسية".
أغنية "الشيطان" تثير الجدل في قبرص
فقد أدلت الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص وحكومة الجزيرة بدلوهما في نزاع دائر بشأن الأغنية التي تمثل قبرص في مسابقة يوروفيجن.
إذ تعرضت أغنية "الديابلو"، وهي كلمة إسبانية تعني بالعربية "الشيطان"، للمغنية إلينا تساجرينو، لانتقادات بسبب تناولها "الشيطان"، كما يوحي العنوان.
كما دعت الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية الحكومة، في بيان لها، الثلاثاء 2 مارس/آذار، إلى سحب الأغنية. وجاء في بيان الكنيسة: "(استبدِلوا بها) أخرى تعبّر عن تاريخنا وتقاليدنا وما نمثله".
فيما رفض المتحدث باسم الرئيس القبرصي، في مقابلة تلفزيونية، تنفيذ ذلك. وقال المتحدث فيكتوراس بابادوبولوس، لمحطة "ألفانيوز" التلفزيونية القبرصية: "إنها مسابقة موسيقية، دعونا لا نعطها أبعاداً غير ضرورية". ووقَّع أكثر من 16 ألف شخص على الْتماس ضد الأغنية عبر الإنترنت.
بينما أبلغت القناة العامة الشرطة عن تلقّيها اتصالاً من جهة مجهولة يهدد بإحراق مبنى هيئة "سي واي بي سي"؛ احتجاجاً على اختيار الأغنية لتمثيل هذا البلد المتوسطي الذي تقطنه أكثرية سكانية من المسيحيين الأرثوذوكس، بحسب وكالة الأنباء القبرصية.
كما نشرت نقابة لمدرّسي التعليم الديني في المدارس بياناً، الجمعة، حضّت فيه الهيئة القبرصية العامة على التراجع عن هذا الاختيار. وأبدت النقابة "هولها" إزاء كلمات الأغنية، قائلةً إن المغنية "تمجّد بالشيطان وتكرّس له حياتها وتحبه".