كشفت دراسة حديثة نشرها موقع "شبيغل" الألماني أن الأشخاص الذين يقطنون بالقرب من المطارات معرضون إلى استنشاق كميات كبيرة من جزيئات الغبار متناهية الدقة، وفق ما ذكره موقع "DW" الألماني، الثلاثاء 16 مارس/آذار 2021.
الموقع أوضح أن هذا ما أظهره نموذج حسابي مفصل أجرته وكالة البيئة الاتحادية في ألمانيا باستخدام بيانات أكبر مطار في ألمانيا وأوروبا، وهو مطار فرانكفورت الدولي.
غبار شديد الدقة قد يكون خطيراً
الغبار شديد الدقة أصغر بمقدار 25 إلى 100 مرة من الغبار الناعم، لذلك يمكن أن تتغلغل تلك الجزيئات الدقيقة بعمق داخل الرئتين وأن تصل إلى الدم، ورغم أنه لم يتم توضيح المخاطر الصحية لهذه المشكلة بشكل كامل حتى الآن، فإنه وفقاً للنموذج الحسابي يساهم المطار بشكل كبير في التلوث الناتج عن الغبار شديد الدقة في أحياء المدينة المجاورة، خاصةً عندما تهبّ الرياح بشكل متكرر في الاتجاه المقابل.
حسب الموقع، فإنه في المنطقة الأكثر تضرراً يساهم المطار بحوالي 25% من إجمالي التلوث بالغبار شديد الدقة.
وفقاً لتحليل مماثل أجراه مكتب ولاية هيسن للحفاظ على الطبيعة والبيئة والجيولوجيا، يلعب اتجاه الرياح أيضاً دوراً كبيراً في تلوث الغبار، وكذلك مدى القرب من المطار، كما يمكن أن يكون التأثير أكبر مما أظهره النموذج الحسابي.
تأثير كورونا على حركة الطيران!
تشير الأرقام في ظل جائحة كورونا إلى انخفاض عدد عمليات الإقلاع والهبوط، بنسبة تصل إلى 85%.
نتيجة لذلك انخفضت كمية الغبار شديد الدقة في محطة القياس الأكثر تضرراً في منطقة فرانكفورت-شوانهايم بنسبة 44%.
بحسب وكالة البيئة الاتحادية، فإن النموذج الحسابي لم يلتقط بعد جميع العوامل المسببة للتلوث، فمستوى التلوث بالغبار شديد الدقة في النموذج الحسابي مرتفع للغاية، رغم أن انبعاثات المطار قليلة للغاية، لذا هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول هذه النقاط.
من جهة أخرى قدّم النموذج الحسابي أيضاً تقديراً عن مصادر الغبار متناهي الدقة، فـ90% من الغبار شديد الدقة في المطارات يأتي من محركات الطائرات، لكن نصفه فقط يتولد أثناء الإقلاع والهبوط. النصف الآخر ناتج عن حركة الطائرات وهي تسير على الأرض.
لهذا تقترح وكالة البيئة الاتحادية سحب الطائرات على الأرض باستخدام القاطرات الكهربائية، كما يمكن أن يقلل التركيب المختلف للوقود من تلوث الغبار شديد الدقة، بحسب الوكالة.
لكن ماذا عن العاملين داخل المطارات؟
يتعرض العاملون بالقرب من عوادم محركات الطائرات وبالقرب من محركات الديزل في المطارات لمزيج مركب من ملوثات الهواء، التي قد تتسبب في أخطار صحية مدمرة.
يأتي التخوف الرئيسي من الجسيمات الصغيرة جداً (UFPs)، التي تنبعث من عوادم محركات الطائرات ومحركات الديزل. ومن المعروف أن جزيئات الديزل الصغيرة جداً تتسبب في السرطان، وأمراض القلب، وجلطات الدم، ونزيف الدماغ، وأمراض الشعب الهوائية، وبالتالي زيادة خطر الأمراض المرتبطة بالعمل والوفاة المبكرة.
لقد أقرّ المجلس الوطني للإصابات الصناعية في الدنمارك بالعديد من حالات السرطان التي نجمت على الأرجح عن تلوث الهواء في المطارات.
لكن هذه فقط هي الخطوة الأولى، وما زال الطريق أمام نقابات الطيران حول العالم طويلاً جداً؛ لذلك يقوم الـITF ونقابات الطيران المنتسبة له باتخاذ إجراءات للتصدي للمشكلة، سواء على الصعيد العالمي أو الوطني.
تعطي ورقة الحقائق أمثلةً عما تقوم به نقابات الطيران لتقييم ومواجهة الحالة، وتضع أهدافاً للحملات لمجموعة عمل نوعية الهواء في الـITF، التي تأسست عام 2015، لتنسيق عمل حملات النقابات حيال هذه القضية.
قال سكرتير قسم الطيران المدني في الـITF غابرييل موكو: "الـITF يعمل على معالجة أخطار التعرض لتلوث الهواء، لأننا نسعى إلى حماية صحة عمالنا في المطارات".