تواجه مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية انتقادات، بسبب رسم كاريكاتيري نشرته عن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، اعتُبر مسيئاً لها، حيث أظهرها وهي تجثو بركبتها على رقبة ميغان ماركل زوجة الأميرة هاري، في مشهد مشابه لما جرى للأمريكي جورج فلويد الذي مات على يد الشرطة.
المجلة التي لطالما أثارت جدلاً وغضباً بسبب رسومات الكاريكاتير الخاصة بها، نشرت على غلافها الأخير رسماً وتساءلت: "لماذا غادرت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري قصر باكنغهام؟"، بينما ترد ميغان وهي تحت ركبة الملكة: "لا أستطيع التنفس".
أثار الرسم انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 14 مارس/آذار 2021، إن مستخدمين لتويتر وصفوا الرسم الكاريكاتيري بأنه "مقيت ومقلق".
كذلك اعتبر البعض أن السخرية التي تعكسها "شارلي إيبدو" في رسوماتها أصبحت عنصرية، وتعرض الرسم لهجوم أيضاً من حليمة بيغوم، الرئيس التنفيذي لمركز "رونيميد ترست" البحثي للمساواة بين الأعراق.
بيغوم قالت إن الرسم يحط من قدر موت فلويد، وإنه يُعتبر خطأً على كل المستويات، "حيث يصوّر الملكة كقاتل جورج فلويد الذي يسحق رقبة ميغان".
وقال مغرد آخر على تويتر إن "السخرية هي أن تسخر من الظالمين وليس المظلومين والمهمشين بالفعل"، معتبراً أنه لطالما كانت "شارلي إيبدو" مثيرة للاشمئزاز.
سبق أن تعرضت المجلة لانتقادات واسعة بسبب رسومها الساخرة، وفي عام 2015 كانت المجلة هدفاً لهجوم من متشددين تسبب بقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين.
المجلة سخرت مسبقاً من نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وأثارت رسومها المسيئة ردود فعل غاضبة في الدول العربية والإسلامية.
كذلك أثارت الصحيفة غضباً وانتقادات عندما نشرت صورة الطفل السوري إيلان وهو غريق على السواحل التركية، وسخرت منه ومن مأساة اللاجئين برسم كاريكاتوري ربط بين صورة الطفل وبين لاجئين تحرشوا بنساء.
مقابلة هاري وماركل
يأتي هذا الرسم الجديد لمجلة "شارلي إيبدو" عن الملكة إليزابيث، بعدما كشفت ماركل والأمير هاري أسراراً عن العائلة الملكية البريطانية خلال مقابلتهما مع الإعلامية الأمريكية، أوبرا وينفري، على شبكة CBS الأمريكية الأسبوع الماضي.
ماركل اتهمت العائلة الملكية بالعنصرية، وقالت إن كان هناك مخاوف من لون بشرة ابنها آرتشي، وكان لهذه التصريحات على وجه الخصوص وقع كبير ووضع العائلة الملكية تحت ضغط كبير.
كذلك تحدثت ميغان عن أنه بسبب سوء أحوالها أثناء عيشها في القصر الملكي البريطاني، فإنها فكرت بالانتحار، وكشفت أنها عندما طلبت المساعدة لم تتلقها من أحد.
أما الأمير هاري فكان أبرز ما كشفه أنه شعر بالخذلان من والده الأمير تشارلز، الذي لم يعُد يردّ على اتصالاته بعد انفصاله وميغان عن العائلة، وقوله إنه يشفق على شقيقه ووالده، لأنهما أصبحا أسيرين للعائلة.
في ردها على ما قالته ماركل وهاري، قالت الملكة إليزابيث، الثلاثاء الماضي، إن أفراد العائلة الملكية البريطانية شعروا بالحزن إزاء التجارب الصعبة التي مر بها حفيدها الأمير هاري وزوجته، ووعدت بأن تتناول في إطار من الخصوصية ما كشفت عنه ماركل من تصريحات عنصرية عن ابنهما.
في حين قال الأمير ويليام، شقيق هاري، إن العائلة الملكية ليست عنصرية، وكشف أثناء زيارة لمدرسة في شرق لندن، عن أنه لم يتحدث مع هاري منذ بث المقابلة، لكنه قال إنه سيتصل معه.